أدمن Admin
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 6804 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: الشهيد سليمان بلمختار آخر من أعدم بالمقصلة الإثنين يونيو 29, 2015 7:47 pm | |
| [rtl]الشهيد سليمان بلمختار من مواليد 1934 في بلدة متليلي الشعانبة.[/rtl] [rtl]ترعرع وتربى في المجتمع المالكي في حي من أحياء وادي ميزاب كأغلبية العائلات التي سكنت المنطقة انتقل من بلدة متليلي رفقة والديه ليستقر في حي ثنية المخزن حديث النشأة ككل الأحياء المحيطة من وراء جدران القصور المشكلة لعمران وادي ميزاب.[/rtl] [rtl]كان سائقا ماهرا لشاحنة من نوع "أوتشيكيس" و التي كان يعمل بها لنقل مواد البناء المحلية (الحجر والتراب خاصة).[/rtl] [rtl]و انخرط مبكرا في نظام الثورة و كان عمره لا يتعدى العشرين سنة و كان من أبرز عناصر الفداء الفاعلين في الميدان. [/rtl] [rtl]آخر مهمة قام بها كانت أواخر شهر مارس 1960 حسب ما أتذكر و كان لي حظ كبير أن أكون من الذين رافقوه فيها بدون أن أشعر بالأمر لأني كنت صغير السن عمري حوالي عشر سنين.[/rtl] [rtl]كانت عطلة الربيع المدرسية في العشر الأواخر من شهر مارس 1960 أين نظمت فيها زيارة إلى مقام الأشياخ الغرابة ويسمون كذلك بأولاد عمر بن موسى ناحية متليلي.[/rtl] [rtl]صبيحة يوم 28 مارس 1960 حسب ما أتذكر انطلقنا من مقام سيدي بحوص بو غوفالة الكائن بحي ثنية المخزن المجاور لمنزلنا و كذلك منزل سليمان بلمختار فوق سطح شاحنته من النوع "أوتشيكيس" ذات اللون الأخضر الداكن و أخذنا معنا جدي من الماعز ذو لون أسود كنا حوالي أربع عائلات فيهم بعض من الرجال و أكثرهم كانو نساء و كنت الطفل الأصغر سنا و من بين المجموعة كان خالي "عويسي ميلود" و معه رجل آخر لم أتذكر اسمه رفقة سليمان الذي يقود شاحنته داخل الهيكل الأمامي ولا أحد يدري ما كان داخلها.[/rtl] [rtl]في نفس اليوم حوالي وقت العصر وصلنا إلى الوادي الذي توجد فيه أضرحة أولاد عمر بن موسى ناحية سبسب و متليلي.[/rtl] [rtl]في اليوم الثاني 30 مارس 1960 بعد الزيارة ومباشرة بعد رجوعنا منها القي عليه القبض من طرف القوات الاستعمارية و كذلك القي القبض على خالي.[/rtl] [rtl]أخر مرة رأيت فيها الشهيد "سليمان بلمختار" كانت عند مروري في الشارع الذي يحمل اسمه الآن بحي ثنية المخزن و كان ينظر من وراء النافذة المحصنة بشباك حديدي داخل مركز مصالح الشرطة السرية العسكرية الفرنسية التي كانت تحتجزه.[/rtl] [rtl]و في شهر ماي سنة 1960 أجريت ولأول مرة بغارداية أكبر محاكمة محلية من طرف المحكمة العسكرية الفرنسية لعناصر الفداء رفقاء سليمان بلمختار الذي كان يتقدمهم وهم : سليمان الزيادي،بن ساحة النوي و شقيقه قدور، التجاجنة قدور و بن حمادي محمد.[/rtl] [rtl]أثناء هذه المحاكمة تحمل سليمان بلمختار على عاتقه مسؤولية كل التهم الخطيرة الموجهة إلى المجموعة و كان الحكم قاسيا في شأنه و هو الإعدام .[/rtl] [rtl]بعد إصدار هذا الحكم نقل إلى سجن بارباروس المركزي بالجزائر العاصمة مع رفقائه و أيد الحكم الصادر بالإعدام الصادر ضده و عند تقديم ملف طلب العفو الرئاسي إلى ديغول رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك رفض هذا الأخير العفو و أكد حكم الإعدام و هذا رغم القرار الرسمي الذي أصدره عند توليه السلطة سنة 1958 و الذي يقضي بتعليق و إلغاء تنفيذ حكم الإعدام في شأن المحكوم عليهم به من طرف المحاكم العسكرية.[/rtl] [rtl]في يوم أول من ديسمبر سنة 1960 و على الساعة الصفر و النصف 00سا30 أعدم الشهيد سليمان بلمختار قرب سجن بارباروس بالجزائر و حسب ما يقال أعدم بالمقصلة و هذه الطريقة كانت قد حرمت منذ سنة 1958 كما أن توقيت الإعدام كان يجري عادة مع طلوع الفجر و هذا ما ثبت في إعدام شهيد ثاني من بلدة متليلي قطع رأسه بالمقصلة يوم 19 مارس 1957 بسجن وهران مباشرة بعد إعدام الشهيد الرمز "أحمد زبانة" سنة 1956 و في نفس المكان و نفس الآلة المقصلة.[/rtl] [rtl]و بهذا يعتبر سليمان بلمختار آخر شهيد أعدم بهذه الطريقة- أي بالمقصلة- كما يعتبر الشهيد أحمد زبانة أولهم.[/rtl] [rtl]فليتصور المرء لحظة واحدة قوة الإيمان و أسمى الشجاعة التي يتحلى بها هذا النوع من الرجال و هم يساقون إلى الموت بهذا الشكل و هم يرددون كلمة الله أكبر تحيا الجزائر.[/rtl] [rtl]الفضل الكبير يرجع إلى جريدة "يومية وهران" « le quotidien d’oran » التي نشرت لنا و لأول مرة مقالا يذكر بهذا الموضوع تحت عنوان "سليمان بلمختار الرمز المنسي" لأن اسمه لم يسجل في المتحف المركزي للمجاهد بالجزائر رفقة الشهداء المنفذ فيهم حكم الإعدام بشتى أنواعه.[/rtl] [rtl]وعند تناول الموضوع أثناء نشره ذكرتني والدتي بخصال الشهيد سليمان و خاصة محتوى الزيارة التي نضمها شهر مارس سنة 1960 إلى الأشياخ والتي رافقتهم فيها وتلك الزيارة ما كانت إلا حيلة وغطاء لتنفيذ مهمة تتعلق بإيصال سلاح و ذخيرة إلى عناصر جيش التحرير بالمنطقة و خاصة المكان المقصود أين كان مركز إتصال للمجاهدين.[/rtl] [rtl]و في يوم 19 من شهر ديسمبر سنة 2005 و تحت إشراف المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء و بحضور شخصيات تاريخية يتقدمهم المجاهد "أحمد مهساس" و علماء جامعيون نظم لأول مرة يوما تكريميا لهذا الرمز الشهيد و بمناسبة الذكرى 46 لوفاته. ¹[/rtl] [rtl]و كان هذا الحفل داخل قاعة الملتقيات لولاية غارداية و تحت رعاية السيد والي ولاية غارداية "يحي فاهيم".[/rtl] [rtl]و أثناء هذه المناسبة ذكر أحد الرفقاء لسليمان بلمختار من المحكوم عليهم بالإعدام وهو المجاهد "السيد الجديدي" أنه يتذكر أن هذا الشهيد كان شابا متميزا بأخلاق عالية و يطلقون عليه "إبراهيم الغزال". و حتى وفاته كانت مختلفة عن الرفقاء الذين سبقوه وكانوا يساقون إلى الإعدام عند طلوع الفجر و يشعر بهم كل السجناء و يرافقونهم بهتافات التحية و التكبير، إلا أن سليمان تم اختطافه خلسة في منتصف الليل حتى ضننا أنه حول إلى بلاده لأن الإعدام كان غير متوقع بحكم القرار الرسمي الذي ينص على تعليقه.[/rtl] [rtl]و بعد بضعة أيام لا حظنا قمصانه الداخلية التي غسلها قـبل خروجه من الزنرانة لازالت معلقة على حبل في مكانها كما هي ٬ واكتشفنا حينها أمر اعدامه فقام لذلك كل المساجين بالتكبير والترحم على الشهداء الأبرار.و السؤال يبقى دائما مطروحا لماذا تم اختطاف هذا الشهيد خلسة في هذا التوقيت ونفذ فيه الإعدام على الساعة الصفر ونصف مخالفا للأعراف المعمول بــــــــها في هذا الشأن و مخالفا للقرارات الرسمية التي تنص على توقيف الإعدام منذ سنة 1958 و هذا ما يعتبر جريمة شنعاء في حق الشعانبة و انتقاما منهم من طرف الاستعــــمار الفرنسي بعد فشله في محاولة استئصالهم شهر نوفمبر سنة 1960.[/rtl]
| |
|
منـصـورة عضو برونزي
أعلام الدول : عدد الرسائل : 263 العمر : 61 تاريخ التسجيل : 18/07/2011
| موضوع: رد: الشهيد سليمان بلمختار آخر من أعدم بالمقصلة الثلاثاء يوليو 07, 2015 12:16 am | |
| بارك الله فيك وجزاك كل الخير افادكم الله بما افدتونا به وكتبه الله لك في موازين حسناتك ((اختكم منصورة)) | |
|