السلطان سليمان الاول او سليمان القانوني

السلطان سليمان الاول او سليمان القانوني

سؤال:السلطان سليمان الاول او سليمان القانوني كما يسميه الغربيون , من اعظم السلاطين العثمانين ,عرف عنه سن القوانين والتشريعات الوضعيه رحمه الله ,وهذه المسألة مشكلة حقا حيث في وجود خلافة اسلاميه قويه وحاكم قاد بنفسه ثلاثة عشر حملة ,يقوم بسن هذه القوانين بدون اعتراض او كلام من عالم !! فأرجو ممن لديه علم او المام بألامر ان لايبخل علينا بشيء وبارك الله بكم
جواب:هناك تشويه عجيب للخلافة العثمانية في هذه الأيام بسبب تتلمذ كثير من المسلمين على أيدي المستشرقين, و تلقي التاريخ الإسلامي من مصادر المستشرقين والله المستعان,
يا إخوة السلطان سليمان خان الأول القانوني بن السلطان سليم خان الأول رحمه الله و رفع مقامه في العليّين سلطان مجاهد حارب الكفرة البيزنطيين و الصرب و الروس و أذلَّهم و خضع لسلطانه العرب و العجم, و هو يُعتبر من أعظم سلاطين الدلة العثمانية على الإطلاق, بلغت مساحة الرقعة الإسلامية التي كانت تحت حكمه العثماني في عهده عشرين ملوين كلم مربع. من أقصى المغرب العربي إلى أقصى أرض خراسان و من أقصى شمال بلدان مشارف فينا بلغاريا و رومانيا و الصرب و المجر و البوسنا والهرسك في أوروبا إلى أقصى جنوب اليمن و عُمان و الحبشة . فحدودها السياسة امتدت في إفريقيا و آسيا و أوروبا,
سبحان الله العظيم !
يقول المؤرخ الألماني هالمر " كان هذا السلطان أشد خطرا علينا من صلاح الدين نفسه"
ويقول المؤرخ الانجليزي هارولد " إن يوم موته كان من أيام أعياد اوروبا "
فكان مهيباً عند الغرب, يهابونه و ترتعد فرائصهم عند السماع باسمه.
حتى أن أحد جدران مجلس النواب الأمريكي منقوش عليه صورة للسلطان سليمان القانوني. بل بلغت هيبته إلى أن يضع مشروعاً في الاستيلاء على روما عاصمة البابوية من أجل تحقيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بشَّر فيه بفتح رومية. و أنزل قوات في أوترانت في جنوب شبه الجزيرة الإيطالية, كانت أوترانت من الأراضي العثمانية و أسر أحد عشر ألفاً من أبناء أوروبا, وكان يُعد العدة للزحف على مدينة نابولي.
سُمي السلطان سليمان بالقانوني أو المشرع, و لم يكن يرع من عنده ولكنه نظَّم القوانين الإدارية و كان يضع تلك القوانين و يكتب في آخرها *طبقاُ للشريعة الإسلامية*
وعندما وضع قوانين تخص تنظيم المرور لا يعني ذلك أنه أخذها من أوروبا, حتى لو أخذها من أوروبا فهي لا تخالف الشريعة, بل مستندها ترجع إلى المصلحة المرسلة.
ذكر الشيخ جمال عبد الهادي في دروسه عن الدولة العثمانية المراجع التي يرجع إليها, و هي كتب مهمة عن تاريخ هذه الدولة:
1- كتاب تاريخ الدولة العثمانية ( ضمن سلسلة أخطاء يجب أن تُصحَّح في التاريخ ) للشيخ جمال عبد الهادي. الناشر دار الوفاء للطباعة و النشر.
2- كتاب جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك للمؤلف زياد أبو غنيمة, الناشر دار الفرقان-الأردن.
3- كتاب السلطان المجاهد محمد الفاتح لمؤلف زياد أبو غنيمة, الناشر دار الفرقان-الأردن.
4- كتاب العثمانيون في التاريخ والحضارة ( ضمن سلسلة دراسات عثمانية ) للمؤلف الدكتور محمد حرب, الناشر المركز المصري للدراسات العثمانية و بحوث العالم التركي.
5-كتاب - و هو أهم هذه الكتب - الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة العثمانية, تقديم و تعليق الدكتور مصطفى حلمي.
6- كتاب النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة, للمؤلف شيخ الإسلام مصطفى صبري, الناشر دار الدعوة.
هذه الكتب للمبتدئين الذين يريدون أن يتعرفوا على الملامح الرئيسية للدولة العثمانية دون التغَلغُل في التفاصيل, لكن من يريد المزيد من التفاصيل هناك إضافية:
1- كتاب الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها, للمؤلف الأستاذ للدكتور عبد العزيز محمد الشنَّاوي. حوالي ثلاثة أوأربعة أجزاء, الناشر مكتبة أنجلو المصرية.
2- كتاب تاريخ الدولة العلية العثمانية للمؤلف محمد فريد بك المحامي, الناشر دار النفائس.
3- كتاب تاريخ الدولة العثمانية للمؤلف علي حسون, الناشر المكتب الإسلامي.
يضاف إلى هذه الكتب كتاب الإسلام و الخلافة في العصر الحديث للمؤلف الأستاذ الدكتور محمد ضياء الدين الريِّس رحمه الله. الناشر دار التراث. و كتاب ثاني لنفس المؤلف يُسمى النظريات السياسة الإسلامية. و كتاب ثالث للأستاذ الدكتور محمد محمد حسين الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر. انتهى كلامه
هذه هي الكتب يُنصح بقراءتها لمن يريد القراءة عن تاريخ هذه الدولة العظيمة, واحذروا من كتب الحاقدين الذين يشوهون صورة هذه الخلافة أعادها الله.
و أنصحكم بالاستماع إلى دروس الشيخ الفاضل جمال عبد الهادي في تاريخ الدولة العثمانية, سلسلة رائعة والله.
والله أعلم