لويزة نائب المدير
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 4067 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 22/11/2008
| موضوع: سليمان القانوني أو السلطان المفترى عليه (ج 2') الإثنين مايو 26, 2014 6:38 pm | |
| [size=24][size=24]فتح جزيرة رودس (13 صفر 929هـ - 1 يناير 1523م) كانت جزيرة رودس هى الشوكة المنيعة التي في حلق الدولة العثمانية - والتي تمتاز بمناعة وتحصين نادر جدا ورهيب - حتى ان سلاطين المسلمين فى صدر الدولة العثمانية ما استطاعوا فتحها ابدا كمحمد الفاتح !! وكان يسكن جزيرة رودس نصارى الروم الصليبين المسمون (فرسان القديس يوحنا) الذين طُردوا من بلاد الشام بعد الحملات الصليبية - وكانوا تحت سلطة البابا في روما - وكانوا على عصبية شديدة جدا ضد المسلمين - فكان طوال مكثهم يغيرون على سفن المسلمين المتجهة للحجاز يقتلون رجالهم ويأسرون أطفالهم ويهتكوا عرض نسائهم وينهبوا أموالهم ويقتلون الحجيج ويحرقون سفن المسلمين وكانوا يبغضون المسلمين جدا - ويستغلون حصونهم فى الجزيرة المنيعة - فكانوا على اطمئنان بأن المسلمين لن يستطيعوا ان يصلوا اليهم .. نهب الصليبيين فى رودس أحد السفن الإسلامية التى تُقلّ الحجيج والتجار المسلمين فقتلوهم وحرقوا سفنهم - وعلم السلطان سليمان القانوني بهذا الخبر - فاستشاط غضبا لله وأقسم أنه لن يركن للراحة حتى يفتح جزيرة رودس ويطرد الكفار الملاعين منها !! وبالفعل أخذ السلطان سليمان استعداده لفتح جزيرة رودس براً وبحراً - واستغل انشغال ملوك أوروبا بالحروب بينهم - وانشغال بابا الفاتيكان بالتصدي لدعوة مارتن لوثر وقيام المذهب البروستانتي - فأرسل حملة عسكرية بقيادة مصطفى باشا قوامها 200 ألف جندى مزودين بأعتى المدافع ومعهم 700 سفينة حربية وبدأ الهجوم على أسوار رودس إلا أنهم لم يصيبوا منها شيئا لمناعتها ... فغضب السلطان وسافر بنفسه ومعه كتائب من المجاهدين وتولى القيادة بنفسه أمام أسوار جزيرة رودس وحاصرها السلطان 6 أشهر كاملة وضيّق عليها الخناق وكان طوال تلك المدة يواصل إطلاق المدافع - حتى بلغ عدد ما أطلقوه من المدافع 220 ألف مدفع !! والمصادر التاريخية تذكر لنا حالة الطقس أثناء حصار المسلمين لردوس أنها كانت سيئة للغاية فالأمطار تتساطق على المجاهدين - والسماء تبرق والرعد يصمّ صوته الآذان - ومع ذلك لم يفت ذلك فى عضدهم ... فاستسلم فرسان القديس يوحنا - وأمهلهم السلطان مدة 12 يوما يخرجون من الجزيرة - وأعطاهم أمانا على كنائسهم ودينهم كان هذا ديدن السلطان في فتح بلاد النصارى بأوروبا .. إحدى قلاع جزيرة رودس ودخل السلطان سليمان القانوني جزيرة رودس فاتحاً يوم 13 صفر عام 929هـ الموافق 1 يناير 1523م - وهنا اهتز عرش النصرانية في روما والعالم النصراني كله - وخرج فرسان القديس يوحنا منكسين روؤسهم من الذل والهوان متجهين الى جزيرة مالطا - فسكنوها وسموا أنفسهم فرسان مالطا ... ويحكي لنا المؤرخ عبد الرحيم العباسى الذى شارك فى هذه الحملة ان المسلمون وجدوا فى الجزيرة أكثر من 3 آلاف أسير فى حالة يُرثى لها من التعذيب والقهر والذل - ويقول بأن المجاهدين العثمانيين بكوا عندما رأوا حال الأسرى !!! وعندما دخل السلطان سليمان المدينة أمر جنوده بتجهيز الكنيسة لصلاة الجمعة - فأُزيلت الصور والتماثيل وصُنع منبر خشبى بسيط لهذه الغاية - وبالفعل أُقيمت صلاة الجمعة وخُطب للسلطان وغص المسجد بالمصلين ولله الحمد والمنة ... دعوني أنقل لكم ما قاله ووصفه عبد الرحيم العباسي عند دخول المسلمين رودس بعد الحصار – وكان شاهدا هذا الفتح :- يقول – رحمه الله – فى كتابه (منح رب البرية فى فتح رودس الأبية) :- ( اقراواها بتمعن ) ( ثم برز الأمر الشريف بإرسال السَنْجق السنجق " لواء الفتح عند العثمانيين" المنصور - واللواء الذى هو لطىِّ الكفار منشور - ليوضع على سور القلعة - بشامخ العزة والرفعة - فذهبوا به على نهاية التعظيم وغاية الإجلال والتكريم - والعساكر الإسلامية به محدقة - وعيون المسلمين اليه مُحَدَّقة - وعيون المشركين مطرقة - وأصوات الطبول والبوقات قد ملأت النواحي والجهات - والأصوات المرتفعة بالتهليل والتكبير - والصلوات والتسليم على سيدنا ومولانا محمد البشير النذير - والسراج المنير - وقلوب أعداء الله من ذلك فى أحرّ من نار السعير - ولم يزالوا به سائرين - وقد أصبحوا على أعداء الله ظاهرين - إلى أن وضعوه من الحصن بأعلى مكان - وأعلن المؤذنون للظهر بالآذان - وأجابهم من المسلمين الثقلان - أعنى الجن والبشر حتى الشجر والحجر والمدر - وكانت ساعة مشهودة - وفى مواسم الأيام معدودة - وليس الخبر كالعيان - ولا يقدر على تأدية وصف ذلك بديع بيان - ولما أُدخل السنجق الشريف دخل معه كثيرٌ من العساكر - وجمُ غفير من القبايل والعشائر - واتخذوه من أحب المواطن - واقتسموا منه المساكن - وذهب ما كان يضمره المشركون - فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون - وبرز الأمر الشريف بأخذ أسلحة الكفار - وإلباسهم شعار الذلة والصغار - فسُلِبوها بأسرها - وقُلِّها وكُثرِها - حتى أُخذت منهم السكاكين - وصاروا بعد العز المكين - الى ذل الخايف المستكين - وانتقل بعد بكاء العيون منهم الى ضحك الأفواه - وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله - ولم يسع طاغيتهم من ذلك إلا إظهار الطاعة ...... ) أ.هـ ومن عجيب المصادفات أن خلال هذه الأيام كان البابا أندريانوس الثاني يجري مراسم أعياد الميلاد في كنيسةسان بيترو في روما ، فتدحرجت حجارة سقطت من حافة سقف الكنيسة نحو قدميه ، فتشأمالبابا ، وقال (سقطت رودس) !! وسبحن الله - أرخوا لذلك الفتح بقوله تعالى (يفرح المؤمنون بنصر الله) - فكان هذا من عجيب الموافقات .. ومما قيل في هذا الفتح المجيد من الأشعار - أورد لكم جزأ بسيط من القصيدة : قل لبنى الكفر مضت رودس *** فليخزأوا بالرغم وليخنَسوا وليحزنوا حزن الثكول التي *** أصيب منها الأكرم الأنفسُ كانت لهم حصنا فلم يُحرزوا *** بها من السوء ولم يُحرسوا يُركسُ معركة موهاكس الخالدة (21 من ذي القعدة 932هـ= 29 من أغسطس 1526م ): إن فى تاريخ المسلمين معاركة كانت من أيام الله الخالدة كاليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت وملازكرد والزلاقة وشانت يعقوب و.....ألخ وكانت من تلك الأيام التى أنزل الله فيها النصر على جند الإيمان وقذف الرعب في قلوب حزب الشيطان - هو يوم معركة (موهاكس) التى من أشرس معارك المسلمين - وأشد قهرا وذلا فى قلوب المشركين الى يوم الناس هذا !! لو قدّر الله ان تذهب يوما الى دولة المجر - فأنصحك ألا تذكر اسم السلطان سليمان القانونى - ولا اسم معركة موهاكس ابداااااا !! الى الآن يوجد مثّل شعبى فى المجر يتناوله أهلها اذا حدث أمر سيىء فيقول : أسوأ من هزيمتنا بموهاكس !! وبعض الكتّاب سمّى هذه المعركة بأنها المعركة التى أدخلت الرعب على أوروبا !! يالله .. الى هذا الحد !! والله يا إخوة أصابنى الكمد والحزن والغمّ والهمّ كلما سألت أحد الشباب عن موهاكس او عن السلطان سليمان - ولا يكاد يعرف شيئا !!!!!! ما تفاصيل تلك المعركة الخالدة ... كانت في هذه الفترة ظهرت قوة مملكة إسبانيا بصورة رهيبة جدا يقودها رجل مشهور وذائع الصيت فى أوروبا وهو شارل الخامس أو شارلكان - وكان هذا الخبيث النجس هو حفيد إيزابيلا وفردناندو الذين دخلوا غرناطة عام 1492م وأسقطوا الحكم الإسلامي في الأندلس الى الأبد وقادوا حملات محاكم التفتيش ضد المسلمين ... [/size][/size] | |
|