مواقف خالدة سطرها الصحابة رضوان الله عليهم
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة [ أبو سيدنا أبو بكر]، وكان اسلامه متأخراجدا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :' يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن اليه ' فقال أبو بكر: لأنت أحق أن يؤتى اليك يا رسول الله.. وأسلم ابو قحافة.. فبكى سيدنا أبو بكر الصديق، فقالوا له: هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟ تخيّل.. ماذا قال أبو بكر..؟قال: لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب، لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر.
عمر رضي الله عنه
يقول' كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا بعض أصحابه، وأخذ رسول الله بيدي ومشى، يقول عمر: فوجدت نفسي أقول: والله يا رسول الله اني أحبك!. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' أكثر من ولدك يا عمر؟' قلت: نعم، قال:' أكثر من أهلك يا عمر؟ ' قلت نعم، قال: ' اكثر من مالك يا عمر؟'
قلت نعم، قال:' أكثر من نفسك يا عمر؟' قلت : لا، [وانظر الى صدقه مع نفسه ومع النبي صلى الله عليه وسلم] فقال النبي صلى الله عليه وسلم:' لا يا عمر، لا يكمل إيمانك حتى اكون احب اليك من نفسك' يقول عمر: فخرجت ففكرت ثم عدت أهتف بها: والله يا رسول الله لأنت أحب اليّ من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :' الآن يا عمرالآن'. فقال عبد الله بن عمر: ماذا فعلت يا أبي لتعود بها؟ فقال عمر:
يا بني خرجت أسأل نفسي من أحتاج يوم القيامة أكثر، نفسي أم رسول الله ؟ فوجدت حاجتي اليه أكثر من حاجتي الى نفسي، وتذكرت كيف كنت في الضلال وأنقذني الله به . فقال له عبدالله بن عمر: يا أبت ان نسيت كل شيء عن رسول الله، ما هو الشيء الذي لا تنساه أبدا؟ قال عمر: ان نسيت ما نسيت فلا أنسى يوم ذهبت اليه أقول : ائذن لي أن اخرج الى العمرة يا رسول الله، فقال لي: لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك '، فقال كلمة ما يسرّني أن لي بها الدنيا !
ثوبان رضي الله عنه
غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا ثوبان خادمه وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' اهذا يبكيك ؟ ' قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فنزل قول الله تعالى {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [69] سورة النساء
سواد رضي الله عنه
سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش:' استوو.. استقيموا '. فينظر النبي فيرى سواداً لم ينضبط فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' استو يا سواد' فقال سواد: نعم يا رسول الله ووقف ولكنه لم ينضبط،فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادا في بطنه قال: ' استو يا سواد '، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني!فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:' اقتص يا سواد'. فانكب سواد على بطن النبي يقبلها .يقول: هذا ما أردت وقال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك .
صحابي يكرم ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضيف غريب تبدو عليه علامات الجوع والإعياء، فأجال رسول الله عليه الصلاة والسلام فكره، فعلم أنه لا يوجد في بيت أزواجه طعاماً، ثم أجال نظرة بين صحابته فعلم أنه لا يوجد في بيوت أصحابه الذين يعرف حالهم طعام فقال: "من يطعم هذا" فقام رجل من الصحابة فقال: أنا. فقام وأخذ ضيفه معه، وعندما استأذن على زوجته وسلم عليها، أخبرها بأنه ضيف رسول الله، فقالت: مرحبا بالضيف والمضيف، فقال: هل عندك من طعام، قالت: لدى طعام قليل للصبية، فأشار اليها أن تلهيهم حتى يناموا، وأن تقدم ما لدينا من طعام قليل لضيف رسول الله، وعندما قدمته رأى أنه قليل لا يكفيه هو وضيفه فقدمه لضيفه وأطفأ السراج، وأظهر لضيفه أنه يأكل معه فشبع الضيف وحمد الله وسًرَّ، وسُرَّ المضيفون، وعندما أصبح غدا على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فضحك رسول الله وقال للصحابي" لقد عجب الله من صنيعكما البارحة"
رحم الله صحابة رسول الله،، خير القرون،،
لقد كانوا مثالاً في الإيمان والصدق والإخلاص والتضحية..
صدقوا الله فصدقهم وأورثهم الأرض التي لم يترفوا فيها وإنما دفنوا تحت ترابها شهداء..
ارتقوا فكان مكانهم راق.. عند الخلق .. وعند رب الخلق..
فكفاهم ذلك من جزاء..
جزاهم الله عنا وعن الإسلام كل خير وبارك فيهم.. وجعلنا لهم خلفاً لخير سلف..
آميين