الطفل البدين هو الذي يزيد وزنه عن الحدود الطبيعية، ويمكن ألا تكون
كمية الطعام التي يتناولها الطفل البدين أكبر من تلك التي يتناولها الأطفال
الآخرون لكنه يمكن أن يكون أقل نشاطاً وتكون متطلبات جسمه من الطاقة أقل
مما تطلبه شهيته.
عندما يحقق الطفل بدانة زائدة لا يعود بالإمكان إنقاص
وزنه دون تغيير في نظام تناوله للطعام، وإن أحد العوامل التي تؤدي إلى
بدانة الطفل هو الإدخال المبكر للطعام الجامد إلى غذاء الطفل، ومن العوامل
أيضاً احتواء غذاء الطفل على مواد نشوية، الإرضاع المفرط(من القنينة) وقلة
الحركة عند الطفل الذي يستعمل الكرسي والسيارة و.. إلخ.
إن الطفل
البدين يمكن أن يصبح بسهولة ولداً بديناً، لكنه يجب الانتباه ألى أن شهية
الطفل تخف بين عمر السنتين والأربع سنوات الذي يترافق مع نموه المفاجئ في
الطول مما يعني أن الطفل لن يكون سميناً في عمر الخمس أو الست سنوات.
أما
الأطفال الذين يعانون من البدانة بين عمر السابعة والرابعة عشرة، فهم
معرضون لأن يبقوا على بدانتهم في سن النضج وهم مرشحون للمعاناة من المخاطر
الصحية كمرض السكري وأمراض القلب وغيرها.
نصائح لمن يعانون البدانة
1- أخذ رأي الطبيب قبل الإقدام على أي تغيير جوهري في النظام الغذائي.
2- التعامل مع الحليب كطعام وليس كشراب.
3- مضاعفة كمية الألياف في الغذاء باستعمال طحين الحبوب الكاملة والخبز الكامل النخالة والبقول.
4- تفضيل الفواكه الطازجة والمجففة، المكسرات عن رقائق البطاطا والشوكولا والابتعاد عن الوجبات السريعة.
5- تجنب الأطعمة المقلية والمدهنة.
6- حصر الوجبات الرئيسية بوجبتين وترك الحلوى الى المناسبات.
7- اعتماد عصير الفواكه الطازجة المحلول في الماء وغير المحلى.
8- سلطةالخضار تجعل الطعام جذاباً وتزيد الحاجة الى المضغ مما يسهل عمل الجهاز الهضمي.
9- المضغ البطيء يساعد على تحديد كمية الطعام المتناول.
10- الشرب بين الوجبات لا أثناءها.
11- استعمال الصحن الصغير لتناول الطعام قد يساعد في تحديد الوجبة.
12-
إن الخطر على صحة الطفل السمين يتأتى بدرجة كبيرة من مصروفه اليومي، لأنه
يشتري في العادة حلويات ومعلبات ضارة، فالأفضل تشجيعه على شراء الألعاب
والأشياء التي لا تدخل الفم.
قلة الحركة عند الطفل البدين
السمنة من أمراض العصر، وهي نوع من أنواع سوء التغذية، وظاهرة مرضية
خصوصًا في البلاد النامية، حيث كانت نتاجًا لتغير نوعية الوجبات وتوفر
الأطعمة المسمنة (التي تؤدي إلى السمنة)، والسمنة ليس كما يتبادر للذهن
مشكلة تخص الكبار، ولكنها من مشكلات الأطفال الآخذة في الانتشار.
لقد
أثبتت الأبحاث الطبية ارتباط حدوث السمنة في الصغر بحدوثها في الكبر، أي أن
الطفل السمين غالبًا ما يصاب بالسمنة في مستقبل حياته.
وللسمنة
مضاعفات، فقد أثبتت الأبحاث أيضًا أن أمراض القلب والشرايين وغيرها أكثر
حدوثًا عند من يصابون بالسمنة في طفولتهم.. ومن مشكلات السمنة عند الأطفال
أنها تجعلهم عرضة لسخرية أقرانهم وتعليقاتهم خصوصًا في المدارس، وهو ما
يترتب عليه بعض الترسبات النفسية.
أكثر أنواع السمنة شيوعًا هو ما يسمى
بالسمنة البسيطة (Simply Obesity) وهي ليست كما توحي التسمية بسيطة، إذ إن
أسبابها معقدة.. أهم هذه الأسباب هي تناول الطفل لأكثر من حاجته من الطعام.
ومن
الملاحظ أن الطفل السمين يحب تناول الأطعمة السكرية والحلويات والآيس كريم
حتى تصير له عادة، ويتناول كذلك البطاطس والمشروبات الغازية وغيرها من
النشويات، وهناك عامل وراثي للسمنة البسيطة فكثيرًا ما يكون الأبوان سمينين
أيضًا.
ومن العوامل الأخرى المرتبطة بالسمنة منافسة الطفل لإخوانه
وأقرانه في الأكل، وكذلك الحالة النفسية أو العاطفية المضطربة والتي تدعوه
للإفراط في تناول الطعام.
لقد أثبتت الأبحاث الطبية مؤخرًا أن حدوث
السمنة لدى الأطفال المرضعين صناعيًا (بالزجاجة) أكثر من حدوثها لدى
الأطفال المرضعين طبيعيًا، ويعد هذا من مساوئ الرضاعة الصناعية.
وربما
تأتي السمنة نتيجة الخمول وعدم الحركة، كما هي الحال عند بعض الأطفال
المصابين ببعض الأمراض كمتلازمة داون (الطفل المغولي) أو الأطفال المعوقين
عقليًا أو جسمانيًا.. ومن الأسباب النادرة للسمنة أورام تصيب بعض خلايا غدة
البنكرياس، وهو ما يتسبب في نقص السكر في الدم ومن ثم الشعور بالجوع..
ويبدو الأطفال السمان أطول من أقرانهم، وذلك بسبب النشاط الزائد للغدة فوق
الكلية، غير أن نهايات العظام عندهم ـ وهي النقاط التي يتم منها النمو ـ
تلتئم قبل الموعد الطبيعي وهو ما يتسبب في أن ينتهي الطفل السمين إلى
القصر، أو أن يكون طوله أقل من المتوسط.. ولو تبين أن الطفل السمين أقصر
كثيرًا من عمره، فيجب أن يلفت ذلك النظر إلى احتمال وجود بعض الأمراض
النادرة مثل متلازمة كوشنج وغيرها من اضطرابات الغدد.. ويلاحظ على هؤلاء
الأطفال المصابين بأمراض الغدد بعض الأعراض والعلامات الأخرى، ويحتاجون
للعديد من التحاليل الخاصة لتشخيص المرض.
وبالنسبة للسمنة البسيطة فمن
حق الأبوين وواجبهما التعرف على بعض ملامح علاجها. والعلاج كما هو بديهي
يكمن في الوقاية من السمنة ومنع حدوثها قبل أن تقع، ولعل النقاط التالية
تساعد في هذا الأمر:
ـ الحرص على الرضاعة الطبيعية والبعد عن الإرضاع بالزجاجة والألبان الصناعية ما أمكن.
ـ منع الطفل من الإفراط في تناول الأطعمة والمشروبات السكرية والنشوية وتقديم أطعمة زلالية (بروتينية).
ـ تشجيع الطفل على الرياضة والحركة وتجنب الخمول.
ـ
وهناك أنظمة تغذية معينة للأطفال مفرطي السمنة لتقليل الوزن، ولكن استشارة
الطبيب أو اختصاصي التغذية في بعض الحالات قد تكون مفيدة.. فضلاً عن
عيادات التغذية المتوافرة في كثير من مراكز الرعاية الصحية الأولية لمساعدة
المصابين بسوء التغذية بنوعيه.