مكتبتك الصوتية
تسجيل مستخدم جديد
تفعيل الاشتراك
استرجاع كلمة السر أو رمز التفعيل
اسم المستخدم
كـلمـــة الســــر
الأكثر استماعا لهذا الشهر
1
سورة الأنعام
0
مفتاح محمد السلطني
2
سورة المائدة
0
مفتاح محمد السلطني
3
سورة النساء
0
مفتاح محمد السلطني
4
سورة آل عمران
0
مفتاح محمد السلطني
5
شرح وصية النبي صلى الل..
0
سعيد مصطفى دياب
6
سورة الفاتحة
0
حسن بن محمد يحيى الدغريري
7
سورة البقرة
0
حسن بن محمد يحيى الدغريري
8
سورة آل عمران
0
حسن بن محمد يحيى الدغريري
9
سورة النساء
0
حسن بن محمد يحيى الدغريري
10
سورة المائدة
0
حسن بن محمد يحيى الدغريري
محاضرات مقرؤة
صوتيات > محاضرات > ( من قصص العباد والزهاد والتائبين ) جزء من محاضرة : ( ) للشيخ : ( نبيل العوضي )
Real Palyer الاستماع بواسطة
( من قصص العباد والزهاد والتائبين ) جزء من محاضرة : ( ) للشيخ : ( نبيل العوضي )
من قصص العباد والزهاد والتائبين
اعلم يا عبد الله! أن الأمر قريب، إلى متى تنتظر؟!! وأي لحظة تنتظر؟!! ألا تعلم يا عبد الله! أن الدنيا هكذا؛ الدنيا دار ممر وليست دار مقر.
الفضيل بن عياض .. عبادته وخوفه من الله
هل سمعت بـالفضيل بن عياض ؟!! هذا الرجل الصالح كان لا يخرج إلى الناس إلا قليلاً، وفي يوم من الأيام جاءه ضيوف وطرقوا عليه الباب وقالوا: يا أبا علي! يا أبا علي ! اخرج، فلم يخرج. فقال لهم رجل: من تريدون؟ قالوا: نريد الفضيل بن عياض عابد الحرمين، الرجل العابد. قال: هذا الرجل ربما لا يخرج إلا إذا قرأتم آية ورددتموها حينها يخرج متأثراً بالآية. قال: وكان عندنا رجل مؤذن -يعني: صوته مرتفع- فأخذ يقرأ هذا الرجل قول الله عز وجل: أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ [التكاثر:1-3] فأخذ يقرأ، فسمعوا صوت الفضيل يبكي، فخرج وهو يبكي، فلما انتهى المؤذن من القراءة، ردد الفضيل شعراً وهو يبكي، أتعرف ماذا قال؟ قال:
بلغت الثمانين أو جزتها فماذا أؤمل أو أنتظر
أتاني ثمانون من مولدي وبعد الثمانين ما ينتظر
علتني السنون فأبلينني
فبكى، وازداد بكاؤه ولم يكمل البيت، وكان عنده رجل اسمه علي بن خشرم فأخذ يكمل البيت عن الفضيل بن عياض :
علتني السنون فأبلينني فرقت عظامي وكلَّ البصر
أخذ الفضيل يبكي وهو يتذكر قول الله: أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ [التكاثر:1-2]. أتعلم أن بعض الناس اليوم لا يصلي حتى الفجر في بيوت الله عز وجل؟!! بعض الناس اليوم ليله سهر على (الأفلام) والمسلسلات والغناء والطرب، فإذا كان قبيل صلاة الفجر بساعة أو ساعتين نام، ووضع المنبه في الصباح الساعة الثامنة أو التاسعة، وإذا سألته: أين صلاة الفجر؟ قال لك: إن ربي غفور رحيم. إنا لله وإنا إليه راجعون!! فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ [مريم:59] ضيعوا الصلاة، أتعرف ما معنى الآية؟ أي: أن الذين يصلون بعد أن يخرج وقت الصلاة. متى يصلي العصر؟ والشمس قد غربت. متى يصلي الفجر؟ والشمس قد طلعت. فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59].
أعلى الصفحة
قصة توبة مالك بن دينار
هل سمعت بـمالك بن دينار ؟! إنه رجل عابد من أعبد الناس في زمانه، هل تعرف كيف تاب إلى الله عز وجل؟! وكيف رجع إلى ربه؟! كان مالك يشرب الخمر ويفعل المنكرات، وله بنت صغيرة ماتت ولم يتب إلى الله عز وجل، فنام في ليلة موتها، يقول: فإذا بي في المنام أرى أن القيامة قد قامت، وأن القبور بعثرت، وأنا بين الناس، والناس بين صياح وعويل وصراخ، فنظرت خلفي فإذا حيوان عظيم كالتنين، فركضت وأسرعت أهرب من هذا الحيوان، فرأيت من بعيد رجلاً كبير السن، فأتيته وكان شيخاً ذو لحية بيضاء، فقلت له: أدركني من هذا الحيوان، أدركني من هذا التنين. فقال لي الشيخ: أنا رجل ضعيف لا أقوى على هذا. فهربت فاستشرفت وادياً فيه نار، نيران عظيمة، فوقفت عندها وكدت أن أسقط في النار، فسمعت الناس الذين وقفوا على هذه النار يقولون: إن هذا الرجل ليس من أهلها، فاقترب مني هذا التنين، فهربت مرة أخرى، فوصلت إلى الرجل الشيخ الكبير ، فقلت له: أسألك بالله أن تدركني. قال: لن أستطيع أن أدركك، ولكن اذهب إلى هذا الجبل فإن فيه ودائع المسلمين؛ فإن كان لك فيه وديعة فستنصرك. يقول: فهربت فوصلت إلى الوادي، وكان مالك بن دينار في هذه اللحظات قد ماتت ابنته الصغيرة التي كان يحبها حباً جماً. يقول: فدخلت الوادي فوجدت أطفالاً كثيرين، فنظرت إليهم، فإذا ابنتي الصغيرة بينهم -ابنته التي ماتت- فلما رأتني بكت وقالت: أبي والله، أبي والله -تقول بين الأطفال- فتعلقت بي طفلتي الصغيرة في المنام -التي ماتت- ثم هرب التنين. فقلت لها: يا بنية! ما الخبر؟ وأين أنتِ الآن؟ فقالت لي: يا أبي! هذا التنين عملك الخبيث السيئ، وهذا الشيخ الكبير عملك الصالح قد صار ضعيفاً ولا يقوى على نصرتك، أما عملك الخبيث فإنه يطلبك! ثم قالت له: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ [الحديد:16]. قال: يا بنية! هل أنتم تعرفون القرآن؟! قالت: يا أبتِ! نعرف القرآن أكثر منكم. يقول مالك : فاستيقظت من النوم وأنا أبكي وأردد قول الله عز وجل: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ [الحديد:16].
أعلى الصفحة
الفاروق عمر رضي الله عنه وزهده
أخي العزيز! هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه يتأخر عن صلاة الجمعة يوماً [فسئل: يا أمير المؤمنين! -وهو الخليفة- لم تأخرت عن خطبة الجمعة؟ قال: كنت أخيط قميصي، قميصي تمزق وكنت أخيطه. قالوا: لم لم تلبس ثوباً غيره وتأتي إلى الصلاة؟ فقال أمير المؤمنين: والله لا أملك غير هذا الثوب] يلبس أمير المؤمنين ثوباً فيه أربعة عشر رقعة. في يوم من الأيام جاع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه في عام الرمادة فقالوا له: لو أكلت شيئاً يا أمير المؤمنين! وقد اسود وجهه، وضعف جسمه، ورق جلده، ودق عظمه، جاعت بطنه وأخذت تقرقر وتخرج صوتاً فقال أمير المؤمنين: [والله بئس الوالي أنا إن شبعت وجاع أطفال المسلمين].
جوع الخليفة والـدنيا بقبضته الزهد منزلة فسبحان موليها
فمن يباري أبا حفص وسيرته أو من يحاول للفاروق تشبيها
من يستطيع أن يوازي عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟!!
أعلى الصفحة
أهل الغرب وبعدهم عن السعادة
أتظن أن أهل الغرب اليوم سعداء؟! فهم قد أباحوا كل شيء، فالحرام لا يوجد في قاموسهم، كل شيء عندهم مباح، اليوم في دول الغرب انتشر الزواج المثلي، تعرف ما معنى الزواج المثلي؟!! الزواج المثلي يعني: أن الرجل يتزوج من الرجل، والمرأة تعقد على المرأة، بل حتى في كنائسهم يعقدون للرجل على الرجل، قساوسة يعقدون للمرأة على المرأة، هذه حياتهم، ما وجدوا وفاءً ولا حباً ولا عطفاً أكثر من الكلاب -أجلكم الله- الواحد منهم يورث أمواله لكلابه، وما وجد وفياً مثل كلبه، الابن يطرد أباه وأمه من بيته، والأم تطرد أبناءها من بيتها، لا وفاء ولا حب، أي حياةٍ يعيشونها؟!! أتظن أنهم السعداء؟ كلا وربي، أكبر نسبة انتحار في العالم اليوم أين هي؟ في الدول الغربية، هل سمعتم بـالسويد؟ دولة إباحية عن بكرة أبيها، في لحظات معدودة يموت فيها إنسان، يقول أحد الذين اخترعوا حقيبة سماها حقيبة الانتحار، ما قصتها؟ حقيبة بلاستيكية يستخدمها الشخص فينتحر بسرعة، واليوم في دول الغرب إذا أراد إنسان أن ينتحر يذهب إلى المحكمة يأخذ ورقة رسمية فيها طلب انتحار ويوقع عليها القاضي، فيعطيه إذناً رسمياً بالانتحار، يذهب ويختار الوسيلة التي ينتحر بها، فإما أن يرمي بنفسه من أعلى عمارة، أو يغرق نفسه، أو بالإبر، أو يأكل الحبوب السامة، أو يطلق على نفسه رصاصة، أو يفعل ما يفعل. يقسم ويقول هذا الذي اخترع الحقيبة: ما ظننت أن هذه الحقيبة تروج بهذه الكثرة، الطلب أكثر من العرض. إن الذين يطلبون شراء هذه الحقيبة أكثر من الذين تصورتهم، أتعرف لماذا؟! وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً [طه:124] معيشة هم وغم وضيق وألم، نقرأ أشعارهم أحياناً في الجرائد، ونسمعهم يتعذبون ويتألمون لأي شيء؟! يبكي الليل كله؛ لأن معشوقته ما اتصلت هذه الليلة، لأنها هجرته إلى غيره، أي حياة هذه؟!! حياة البؤس والشقاء، سل أهل قيام الليل، سل أهل البكاء في السجود، سل أهل الصيام في النهار، سل أهل العمرة والحج والجهاد في سبيل الله: أأحسستم بالسعادة يوماً؟ بم يجيبونك؟ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].
أعلى الصفحة
أمين الأمة مثال الزاهد العابد
ذهب عمر بن الخطاب يوماً من الأيام إلى الشام فنادى : أين أمير الشام أبو عبيدة بن الجراح؟!! فجاء إليه أبو عبيدة ، فسأله أمير المؤمنين عن أحواله. فقال: أبو عبيدة وكان رثَّ الهيئة، وهو أحد المبشرين بالجنة، ونأسف اليوم أن أكثر أولاد المسلمين لا يعرفون العشرة المبشرين، فلو سألت أطفال المسلمين اليوم: عدد لي العشرة المبشرين؟ ربما جاءك بواحد أو اثنين، وسل كثيراً من أطفال المسلمين اليوم بل من رجالهم وشيوخهم ونسائهم سلهم عن العشرة اللاعبين في منتخب البرازيل لأعدوهم لك بأسمائهم وأوصافهم وأرقامهم، بل البعض يعرف حتى سيرة حياتهم، أما أمين هذه الأمة فلا يعرف من هو!! أبو عبيدة عامر بن الجراح عندما سأله أمير المؤمنين عن نفسه: قال: [بخير. قال: أريد أن أزورك في بيتك. قال: لم يا أمير المؤمنين؟! فكأن أبا عبيدة لا يريد أن يزوره في بيته. فألحَّ عليه عمر ، يقول: فجاءني في البيت وجلس أمير المؤمنين فدخل غرفة ليس فيها متاع أبداً. فقال له: يا أبا عبيدة ! أين متاعك إني لا أرى شيئاً؟ قال: دع عنك هذا يا أمير المؤمنين! أي: لا تسألني عن هذا. فقال له: أعندك طعام؟ قال: انتظر لحظة. يقول: وكانت عنده مثل السلة، يقول: ففتحها وأخرج منها كسرات من خبز يابس، هذا هو طعام أبو عبيدة؛ أحد العشرة المبشرين، أمين هذه الأمة، ليس عنده في البيت إلا كسرات خبز يضيف بها خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول: فجاءني بالكسرات، فقلت: يا أبا عبيدة ما هذا؟!! قال: هذا طعام الضيافة. قال: أما عندك غيره؟ قال: والله لا أملك غيره يا أمير المؤمنين. فبكى عمر بن الخطاب ، فقال له أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين ألم أقل لك أنك ستعصر عينيك عليَّ. ثم قال له: يا أمير المؤمنين! يكفيك من الزاد ما بلّغك المحل. ثم قال عمر: يا أبا عبيدة ! والله قد غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة ! وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:64] ] هل سمعت بـسلمان الفارسي ؟! سلمان يبكي قبل الموت وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (سلمان منا آل البيت) إن صحت الرواية، سلمان يبكي قبل الموت فيأتيه رجل فيقول له: لم تبكي يا صاحب رسول الله؟! قال: [عهدٌ عهده إلينا رسول الله لم نحفظه. قال الرجل: ما هذا العهد يا سلمان ؟! قال: حديث النبي عليه الصلاة والسلام إلينا: (ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب) ].
إنما الدنيا فنا ليس للدنيا ثبوت
إنما الدنيا كبيت نسجته العنكبوت
هل رأيت في الدنيا أكثر من هذا؟! هل رأيت أصحاب الملايين خرجوا بملايينهم، أو أصحاب العمارات، العقارات، السيارات، النساء، الأولاد، كيف خرجوا من الدنيا؟!! أبو شجاع عضد الدولة؛ كان حاكماً ظالماً في الأزمان الغابرة، وكان شاعراً، كان يقول في يوم من الأيام:
عضد الدولة وابن ركنها ملك الأملاك غلاب القدر
يقول عن نفسه -والعياذ بالله- أنا ملك الأملاك، أنا غلاب القدر، القدر لا يقدر عليَّ، انظروا إلى الفجور بل والكفر بالله عز وجل، أصابه الله عز وجل بمرضٍ فسقط على الفراش صريعاً.. يصاب بالصرع آخر حياته، وأصيب بألم شديد حتى أنه صرخ قبل موته، وقال: مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة:28-29] فمات. وربما يسمع: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ [الحاقة:30-31]. ألم تشبع من الدنيا؟! إلى متى؟! ماذا تنتظر؟! تقول: الليلة آخر ليلة، ثم إذا جاء الغد قلت: هذه آخر ليلة. ثم إذا جاء الشهر القادم قلت: في رمضان أتوب. ثم إذا انقضى رمضان قلت: في الحج أتوب. ثم إذا انقضى الحج.. إلى متى تسوف يا عبد الله؟!! ألم تشبع من الدنيا؟!! ألم تمل منها؟!!