بعلبك هي مدينة لبنانية في وادي البقاع على
ارتفاع 1170 متر عن سطح البحر تقريبا، تقع على شرق نهر الليطاني. تشتهر
بآثارها كبقايا المعابد من فترة الوجود الروماني، عندما كانت بعلبك تسمى
“هيليوبولس” (أي
مدينة الشمس) إحدى أهم معالم
الإمبراطورية الرومانية. تجذب مدينة بعلبك أثارها السياح، يقام فيها
مهرجانات عالمية تستقطب أشهر الفنانين العرب والأجانب. تتميز مدينة بعلبك
بفرادة طقسها الجاف الموصوف لمرضى الربو والمطل على ثلوج جبل المكمل التي
لا تذوب طيلة أيام السنة.
تعتبر مدينة
بعلبك من أهم المدن السياحية في الشرق الأوسط لما فيها من غنى سياحي، قلعة بعلبك
ذات البناء الروماني الشاهق العلو من حجر الحبلة (حجر الحبلة حجر منحوت
طوله 20م وعرضه 4م وسماكته 4م ووزنه 1615 طن). الذي يمثل أكبر حجر منحوت في
العالم والذي يقع على جانب مدخل مدينة بعلبك من جهة الشرق حيث كان الرومان
يقتلعون الحجارة وينحتوها ويسوقوها إلى المكان المناسب.
بنى
الرومان في المدينة أضخم معابدهم لثلاثة من ألهتهم وهم: جوبيتير وفينوس
وميركوري. وفي القرن السادس الميلادي ضرب البلاد زلازل التي دمرت العديد من
معالمها. ويعتبر معبد جوبيتر أضخم المعابد الرومانية على الإطلاق. ولم
يتبق من الأعمدة الكورينثية الـ 54 إلا 6 أعمدة فقط. أما معبد باخوس فهو
مــن أفضل المعابد الرومانية حفظاً في الشرق الأوسط. يعدّ معبد باخوس أكبر
من الـ “بانتيون” في أثينا. ومعبد فينوس، فهو بناء أصغر من بقية المعابد،
شيد جنوب شــرق المجمع. وحــوّل المعبد خلال العصر البيزنطي إلى كنيسة
تكريماً للقديسة باربرا. ولم يتبق من معبد مركوري سوى جزء من الدرج المؤدي
إليه على هضبة الشيخ عبد الله، على مقربة من موقع المعبد الأساسي. وخلال
الحكم الأموي بني مسجد آثاره ما زالت أمام مدخل الاكروبوليس إلى الشرق من
مدخل المعبد الكبير. وعند مدخلها الجنوبي يقع مقام السيدة خولة بنت الإمام
الحسين، رضي الله عنه.
ويستطيع
الزائر قبل مغادرته بعلبك مشاهدة بقايا جامع أم عباد الذي يقال أنه بني
على أنقاض كنيسة مار يوحنا التي بناها البيزنطيون عندما كانوا متواجدين في
المنطقة. أيضاً من المعالم الأثرية الأخرى قبتا أمجد ودوريس، وهما عبارة عن
بقايا لجامعين بنيا من حجارة استخدمت من معابد بعلبك. كما بإمكان الزائر
رؤية محطة القطار التي تعود إلى حقبة الثلاثينات والتي بناها الفرنسيون في
فترة انتدابهم للبنان. كما يحتوي على متحفه الخاص الذي يحكي تاريخ بعلبك في
إحدى صالاته. وقد استقبلت غرفه العديد من الشخصيات الهامة التي زارت بعلبك
أمثال الجنرال الفرنسي شارل ديغول والكاتب جان كوكتو. إضافة إلى ذلك هناك
قبر والد شيخادي في هذه مدينة.
حدث
في القرن الثالث عشر ميلادي سيل هائل في مدينة بعلبك مما أدى إلى وفاة
الآلاف من سكان المدينة و ذلك في السادس عشر من شهر أيار عام 1372 ميلادي
مما أدى إلى اختفاء العديد من المنازل و المحال التجارية التي تعرضت للطمر
نتيجة ما حمله الطوفان.
حادثة السيل : منذ بعد ظهر يوم الثلاثاء
الواقع في 16 أيار 1372 قدم إلى سماء بعلبك غيم أسود قاتم اللون مما أدى
إلى حجب نور الشمس مما ازهل سكان مدينة بعلبك وعند بداية صلاة العصر حيث
كان المصلون في المساجد بدأ البرق والرعد يهزان هذه المدينة الصغيرة وبعد
حوالي النصف ساعة خرج الأهالي ليستمعوا إلى مصدر صوت غريب أشبه بصوت الرعد
مما فاجئهم سيل علوه 13 متر أغرق البيوت والمحال التجارية حاملا معه
الحجارة الكبيرة والطمي ولم ينج من هذه الحادثة إلا رجل كبير مسن حيث جلس
في حلة طعام وهو رجل أعمى وولد صغير عمره 4 شهور في تخت خشبي صغير إضافة
إلى من كان يقيم في أعلى المنطقة أما الضحايا فكانوا من المصلين في المساجد
و الراكنين في البيوت الترابية و الحجرية “المصدر نقلت عن الدكتور والمؤرخ
حسن عباس نصرالله “.
وتشتهر بعلبك بمهرجانها الدولي السنوي الذي يقام في معبدي
جوبيتر وباخوس والذي يستقطب أهم واشهر الفنانين العالميين لإحياء حفلات
رائعة في احد أجمل الأماكن الأثرية في العالم.
كما استضافت هياكله عمالقة الفن العربي، وأبرزهم أم كلثوم،
والرحابنة وفيروز ووديع الصافي وصباح فخري ونصري شمس الدين وفرقة عبد
الحليم كركلا للرقص الشعبي . غير أن هذه المهرجانات توقفت خلال الحرب
اللبنانية لفترة 22 عاماً لتعود من جديد عام 1997 ولتستمر حتى اليوم.