عندما خرجت إلى هذه الحياة،وخرجت من بطن أمك وأنت تبكي،فما هي إلا البداية عن بدء
الحرب والقتال مع الحياة،وأنت تختار فيها أتكون مع الأخيار! أم تكون مع الأشرار!،وتبدأ
في حجز مقعدك فيها لانطلاق الرحلة،وبكل تأكيد أنت لا تعلم بما ستخبأه لك الأيام،وما
سيفاجؤك به القدر ،لهذا أول شيء ستحتاج إليه هو التوكل على الله عز وجل،يقول الله
عز وجل :"وعلى الله فليتوكل المتوكلون"،آية جميلة اجعلها نبراس لك في حياتك،توكل في
جميع أمورك على الله عز وجل لكي تسعد وترتاح،وتمضي في هذه الحياة بكل قوة
واقدام شديد، كيف لا! والله عز وجل يقول: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) .
وفي رحلة الكفاح ستحتاج أيضا إلى الصبر ،فالصبر مهم في كل أمور حياتنا،ونحتاجه رفيقا
لنا على مدى الزمان،ففي وقت الضيق تحتاج إلى الصبر حتى يأتي الفرج،وفي انتظار
البشارة حتى تأتي تحتاج إلى الصبر،ولكي تصل إلى المرام تحتاج إلى الصبر،يقول الله
تعالى عن الصبر: ( واصبر وما صبرك إلا بالله )،ويقول تعالى: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ
الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
آية جميلة ترينا بأن بعد الخوف،والجوع،ونقص من الأموال،والأنفس،والثمرات بأن هناك
بشرى،فالصابر يوفى أجره من دون حساب،فسابق سابق وكن من أولئك الصابرين
وأولئك المتوكلين،يقول الله تعالى : (إِنَّ الله يُحِبُّ المتوكلين).ويقول تعالى : (وَاللَّهُ يُحِبُّ
الصَّابِرِينَ ).
وفي الختام بقي أن تعرف بأن الحياة ليست سهلة،وأن لا أحد عاش فيها إلا وقد ابتلي
فيها وتكدرت عيشته،واستثن من ذلك أولئك الذين تقربوا من الله عز وجل،ووجدوا
بأن بر الأمان الوحيد لهم هو قربهم من الله عز وجل،فحماهم ،وآواهم،وأراح
قلوبهم،وأسعدهم،وأعطاهم كل ماتمنوا،وبذلك أصبحوا من أسعد البشر،وهي الحقيقة
التي لا يعرفها إلا من قد جربها.