أدرجت وزارة التربية الوطنية تعديلات على نظام توجيه المنتقلين من السنة الرابعة متوسط الى التعليم الثانوي، حيث لأول مرة ستخير وزارة التربية تلاميذ السنة الرابعة بين التعليم الثانوي، أو الالتحاق بالتعليم والتكوين المهنيين، وذلك عبر ترتيب الرغبات في البطاقة التي ستوفرها المتوسطات للتلاميذ المترشحين لشهادة التعليم الأساسي...
إذ توفر بطاقة الرغبات إمكانية الاختيار للتلميذ، بين التعليم الثانوي العام والتكنولوجي أو التعليم المهني أو التكوين المهني "بالنسبة للمقبولين وغير المقبولين"، حيث يرتقب أن تشرع مديريات التربية، في الفصل الثالث، في عملية توزيع بطاقة الرغبات التي تستوجب توقيع الولي، ومن خلالها، يرتب أربعة اختيارات منها قبوله فكرة توجيه ابنه المتمدرس نحو التعليم المهني لإقحامه في عالم الشغل بدل اجتياز البكالوريا التي تبقى حلم الجميع.
وحسب مضمون المنشور الوزاري المشترك الذي جمع وزارة التربية الوطنية ووزارة التكوين والتعليم المهنيين، الموقع بتاريخ 8 أفريل 2010، والذي تحصلته "الشروق اليومي" سيشرع في تطبيقه بتوزيع بطاقة الرغبات تحمل أربعة اختيارات. الأول يخص جذع مشترك آداب، والثاني جذع مشترك علوم وتكنولوجيا وهما الموجودان في السنوات السابقة، ويضاف لهم هذا العام الاختيار الثالث يخص تعليم مهني ورابع يخص تكوين مهني، علما أن الوثيقة الخاصة بالاختيارات، لا تفصل بين الاختيارات الأربعة وتجعلهم في مصاف واحد، الفارق الوحيد هو أن الوثيقة الخاصة بتلاميذ السنة الرابعة المتوسط والمدون بها المؤسسة التعليمية والقسم ولقب واسم التلميذ مع تاريخ ازدياده، تحمل جملة واحدة وهي "بعد التشاور مع أوليائي، وقع الاختيار على الترتيب التالي(1، 2، 3، 4) للسنة الأولى من التعليم ما بعد الإلزامي"، وترتب الاختيارات بالتساوي ويليها خانة خاصة بالتاريخ وإمضاء ولي التلميذ.
ويوضح المنشور الوزاري المشترك رقم 01، أن هدف النظرة الجديدة إلى توجيه مدرسي ومهني يفتح المجال لتنمية القدرة على اختيار المسار المدرسي والمهني الذي يوفق بين مؤهلات التلميذ وكفاءاته من جهة، ونمط التعليم أو التكوين الذي يرغب فيه.
المنشور الذي حمل عنوان "قبول وتوجيه تلاميذ السنة الرابعة من التعليم المتوسط إلى مرحلة التعليم ما بعد الإلزامي"، يوضح أن الالتحاق بالطور الأول من التعليم المهني يخص تلاميذ الرابعة متوسط "المنتقلون إلى الطور ما بعد الإلزامي، والذين أعيد توجيههم من السنة الأولى ثانوي بعد إبداء رغبتهم في الالتحاق بذات النمط"، والذين يثبت دراستهم لسنتين تعليم مهني يمكنهم التحضير لشهادة تقني سامي خلال 18 شهرا.
ويعيد المنشور الوزاري المشترك عمليات التوجيه الإلزامي التي كانت تحصل، في السنوات السابقة، حيث يقع اختيار التلميذ ما بين جذع مشترك آداب، والثاني جذع مشترك علوم وتكنولوجيا، ليجد التلميذ أن رغبته لم تلب، وفي ظل التعتيم الذي يلف العملية وتكتم وزارة التربية الوطنية، فإن إلزامية التوجيه، وفي حال حصولها سيجد التلميذ نفسه قد حرم من حقه في اجتياز شهادة البكالوريا في حالات توجيهه للتعليم المهني أو التكوين المهني، وهو التخوف الذي عبر عنه عدد من أولياء التلاميذ، في تصريحاتهم لـ"الشروق".
ويبقى التوجيه خاضعا لرغبة الأولياء والتلاميذ، وبعد التشاور مع الأولياء يتم الإمضاء، غير أن أغلب الأولياء لا يوافقون مقترح الوزارة في تنمية القدرة على اختيار المسار المدرسي والمهني، ويحبذون المسار المدرسي فقط لتمكين أبنائهم من حق اجتياز البكالوريا