تحتفل منظمة الأمم المتحدة باليوم العالمي لمكافحة التصحر في السابع عشر من حزيران(يونيو), نظراً للبعد العالمي لهذه الظاهرة الخطيرة حيث تؤكد المنظمة, في هذا اليوم, على أهمية وضرورة التعاون والشراكة الدوليين لمواجهة هذه المشكلة. ويرجع أول مجهود دولي لمكافحة ظاهرة التصحر الى نهاية موجة الجفاف والجوع الهائلة التي اجتاحت منطقة الساحل في أفريقيا في الفترة ما بين 1968-1974, والتي مات خلالها ما يزيد على 200000 شخص ونفقت ملايين الحيوانات
وكثير من أفقر السكان في العالم هم أيضا أكثر من يعانون من آثار التصحر. ذلك أن ثلثي الفقراء يعيشون في أراض جافة، ويعيش حوالي نصفهم في أسر معيشية في المزارع، حيث يهدد التدهور البيئي بالخطر الإنتاج الزراعي الذي تعتمد عليه معيشتهم.
وتتسم أسباب التصحر بأنها منوعة ومركبة. وتستهدف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، التي اعتمدت في مثل هذا اليوم منذ 13 عاما مضت، تشجيع اتخاذ إجراءات ملموسة عن طريق برامج إبداعية، محلية ووطنية ودون إقليمية وإقليمية، وشراكات دولية داعمة. بيد أن تدهور البيئة في العالم يتواصل بمعدل يبعث على الانزعاج وينطوي على آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة. وأضحى التنفيذ الفعال للاتفاقية، التي تدمج الشواغل البيئية والإنمائية، أمرا ملحا بصورة متزايدة.
ويذكّرنا موضوع اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف هذا العام، ”التصحر وتغيير المناخ - تحد عالمي واحد“، بأن تغير المناخ والتصحر يتفاعلان على مستويات شتى. وهما يمثلان مظهرين رئيسيين لمشكلة واحدة، ويشكلان سويا تهديدا خطيرا لقدرتنا على بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية قبل حلول عام 2015.
وتؤدي انبعاثات غاز الدفيئة من الأنشطة البشرية إلى ارتفاع درجة الحرارة في عالمنا. ولقد بدأنا نشعر فعلا بأثر تغير المناخ، الذي تتبدى آثاره الضارة في كثير من المناطق. على أن تغير الأحوال الجوية يهدد سكان المناطق الجافة، ولا سيما في أفريقيا، بتفاقم التصحر والجفاف والافتقار إلى الأمن الغذائي.
ومن المتوقع أن يفضي الاحترار العالمي إلى تزايد التقلبات الجوية الحادة، مثل حالات الجفاف والأمطار الكثيفة، مما سيحدث أثرا بالغا على التربة الضعيفة أصلا. وسيؤدي هذا الاتجاه بدوره إلى جعل التصحر أكثر سوءا، وزيادة شيوع الفقر، والهجرة القسرية، والقابلية للتعرض للصراعات في المناطق المتأثرة بالتصحر.
الأسباب التي تؤدي الى التصحّر
يؤثر تغيّر المناخ على تزايد ظاهرة التصحّر وتبقى الأنشطة البشرية هي اللاعب الأساسي بتدهور الأراضي, وأهمها:
- الإفراط في استغلال الأرض الذي ينهك التربة ويستنفذها.
- الرعي الجائر الذي يزيل الغطاء النباتي الذي يحمي التربة من التعرية والانجراف وبالتالي فقدانها.
- الإفراط في قطع الأشجار وإزالة الغابات.
- سوء إدارة الموارد المائية والتوسع العمراني.
- الفقر وتزايد الهجرة والنزوح السكاني.
بناءً لما تقدم وكما تعتبر منظمة الأمم المتحدة, فإن وجود الاتفاقية التي تهدف الى “مكافحة التصحّر وتخفيف آثار الجفاف في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد و/أو من التصحّر وبخاصة في أفريقيا...", يضمن التزام الأطراف التزاماً طويل الأجل.
وترتكز الاتفاقية على المبادئ التالية:
- الانطلاق من القاعدة الى الأعلى.
- الشراكة والتنسيق على الصعيد الدولي من أجل تجنب ازدواج الجهود.
- توسيع مفهوم الشراكة وضمان مشاركة السكان المحليين والمجتمعات المحلية.
- دمج برامج مكافحة التصحّر ضمن سياسات التنمية.
إن البلدان التي وقّعت وأقرت هذه الاتفاقية أصبحت ملزمة بتنفيذها وذلك من خلال:
- وضع برامج عمل وطنية ودون إقليمية وإقليمية وتنفيذها.
- وضع استراتيجيات وأولويات طويلة الأجل.
- إعطاء المجتمعات المحلية دوراً رئيسياً في وضع البرامج.
- التعهد بالمشاركة الشعبية وتوفير بيئة مؤاتية.
دمج جهود مكافحة التصحّر في برامج التنمية الأخرى.
-­ تحديد الموارد المتاحة والموارد التي ستظل هناك حاجة إليها.