يوفّر اليوم العالمي لحرية الصحافة الــذي يصادف في 3 أيار فرصة للتأكيد على اهمية حرية التعبير وحرية الصحافة بوصفهما حقا من حقوق الانسان الاساسية. فقد نصت المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان ان "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير.
يشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراﺀ دون اي تدخل، واستقاﺀ الانباﺀ والافــكــار وتلقيها واذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية". وتشدّد المادة الثانية من اتفاقية حماية وتعزيز اشكال التعبير الثقافي على التفاعل بين التنوع واحترام الحريات الاساسية اذ تقول: " لن يتسنى حماية التنوع الثقافي وتعزيزه ما لم تٌ كفل حقوق الانسان والحريات الاساسية، مثل حرية التعبير والاعــلام والاتصال، وما لم تٌ كفل للافراد امكانية اختيار اشكال التعبير الثقافي".
ويجدر التأكيد في هذا المقام عــلــى ان اســتــخــدام الــمــعــلــومــات والاتــصــال بــهــدف فسح المجال امام مختلف الثقافات للتعبير عن نفسها بكل حرية – وبالطرق التي تناسبها- امر لابد منه لترسيخ اسس التفاهم بين الشعوب والتعاطي والحوار بين الثقافات. فمن خلال التصدي للمواقف السائدة والمزاعم فيما يتعلق بـــ "الآخــريــن"، يمكن لوسائل الاعلام ان تتجاوز التصورات النمطية الموروثة، وتبدد الجهل الــذي يغذي ســوﺀ الظن بالآخرين وينمي الحذر منهم، ومن ثم تعزيز روح التسامح والقبول بالاختلاف بحيث يصبح التنوع فضيلة وفرصة للتفاهم
ويٌ ــكــرّس اليوم العالمي لحرية الصحافة لــعــام 2009 لموضوع إمكانيات وسائل الإعلام في تعزيز الحوار والتفاهم والمصالحة. وفي هــذه المناسبة قــال المدير العام لليونيسكو كويشيرو ماتسورا في رسالته انه بات يُنظر الى الاعلام كحكم يضطلع بدور هام في تشجيع وتيسير التواصل "وفي اتاحة منبر مفتوح للنقاش بين جميع الفئات".واضاف "ان وسائل الاعلام المتسمة بالحيوية والاستقلالية والتعددية والشمولية والعدل وحرية التحرير وبــعــدم الخضوع للرقابة ولنفوذ المالكين او اصحاب المصالح، هي وحدها القادرة على المساهمة في اقامة الحوار والمصالحة مع تخطي الفوارق والانقسامات". واعتبر حرية الصحافة" جزﺀ من العملية المؤدية الى حقيق السلام".وفـــي هـــذه الــمــنــاســبــة (الــيــوم العالمي لحرية الصحافة) ينعقد فـــي الــعــاصــمــة الــقــطــريــة يــومــي المؤتمرالعالمي لليونسكو بعنوان "إمكانيات وسائل الإعلام في تعزيز الحوار والتفاهم والمصالحة" تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، قرينة صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.ويــقــوم الاجــتــمــاع عــلــى فكرة أن وســائــل الإعـــلام الــحــرة وحدها تساهم في تحقيق الحوار والتفاهم المتبادلين متجاوزة كــل أشكال الانــقــســام. ويــتــمــحــور فــي أربــعــة مواضيع يناقشها إعلاميون من مختلف أنحاﺀ العالم: قدرة وسائل الإعــلام على الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل؛ ضــرورة وضع الــمــعــايــيــر المهنية والأخــلاقــيــة لوسائل الإعلام من أجل دعم الحوار المفتوح؛ ما هو دور وسائل الإعلام المحدد في تعزيز الحوار بين الأديان والتفاهم المتبادل؟ دور وسائل الإعلام في تعزيز الحوار بوصفه أداة لتمكين المواطنين.سيقدم كويشيرو ماتسورا، بمناسبة المؤتمر الجائزة العالمية لحرية الصحافة لعام، 2009 تكريما للصحافي السريلانكي لاسانا ويكريماتونغ، الذي جرى اغتياله في 8 كانون الثاني الماضي. وستتسلم أرملته سونالي ويكريماتونغ الجائزة باسمه. ويذكر أن الجائزة تمول من قبل مؤسستَيْ غيرمو كانو وأسرة أوتاوي، ومن مؤسسة جي. بي/. بوليتكن نيوز