الوفاء لاستمرار الحياة الزوجية

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم الرحمة المهداة لنا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اهلا و مرحبا بكم اخوتي اخواتي 

ساحدثكم اليوم عن خلق مهم جدا لاستمرار الحياة الزوجية و دوام سعادتها الا و هو الوفاء الذي في انعدامه تنعدم الحياة و تصبح من غير طعم

الوفاء الذي يجب ان يكون من الجانبين و لا يستقيم ان يكون من طرف واحد

الوفاء معناه البذل و العطاء و الاخلاص و تذكر الود و المحافظة على العهد

وجود الوفاء ينفي وجود الغدر و الخيانة

الوفاء في معناه العام وفاء بالعقود لكنه بين الزوجين يتعدى ذلك الى كل  المعاني الجميلة التي تشملها كلمة الوفاء

فيدخل في كل تفاصيل الحياة فيعيش الطرفين في انسجام كل منها يحمل في قلبه حبا و ودا و اخلاصا و تقديرا و رحمة للطرف الاخر لا مثيل لها

الوفاء يتطلب البذل و العطاء و الصبر و التضحية و الاهتمام بالطرف الاخر و الوقوف معه و عدم التفريط فيه في كل الاحوال و الحالات و الخوف عليه من الاذى و  مراعاة شعوره و تقدير جهوده و الشكر لصنائعه و عدم افشاء سره و ذكر محاسنه و تجاهل اخطائه و العمل على اسعاده و الذكرى الجميلة لعهده و ايامه بعد فراقه

و لا يتحقق الوفاء المطلوب الا اذا كانت اللبنة التي بنيت عليها الاسرة سليمة و الاهداف مسطرة و المميزات التي اختير كل طرف وفقها لا تبلى مع الزمن و لا تزول

فمن تزوج لاجل الجمال قد يذهب الجمال بحادث او مرض او حتى مع التقدم في السن

و من تزوج لاجل المال فقد يذهب المال بسبب سفقة او مصيبة و العياذ بالله و من كان بالامس غنيا قد يصبح في الغد فقيرا

لكن من اتبع وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرجال و النساء و اختار الدين و الاخلاق فقد ربح في الدنيا و الاخرة و بنيانه الذي بناه حتما سيصمد امام العواصف التي تعصف بالاسرة و لا يمكن له ان ينهار لانه بالاصل متين

فقد ارشدنا  رسول الله صلى الله عليه و سلم للاختيار السليم قائلا في ما معناه للنساء اذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه 

و للرجال فاضفر بذات الدين تربت يداك 

اما ان اجتمع اضافة الى الدين و الخلق الجمال و المال و النسب و الحسب فتلك نعمة من الله تستوجب الحمد و الشكر و الفرح و السرور

و قد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه و سلم افضل و اروع مثال للوفاء

فقد كان وفاءه لامنا خديجة رضي الله عنها في حياتها و بعد مماتها

الامر الذي جعل امنا عائشة تحتار لهذا الوفاء المنقطع النظير فيجيبها الحبيب الوفي و يقول لها بانها كانت و كانت و كان لي منها ولد

يذكر مواقفها و مؤازرتها و مواساتها له بكل ما كانت تملك 

يذكر اعمالها و اخلاقها كيف لا و هي الشريفة التي رغبت فيه و ساندته بمالها و صدقته و خففت من روعه و كانت ام اولاده

كيف لا و هي التي وقفت الى جانبه في كل مراحل حياتها معه و لم تغضبه قط

كيف لا و هي التي كانت البلسم الشافي لالامه و احزانه

الا تستحق هذه المراة العظيمة ردا للجميل ؟؟؟بلا تستحق اعظم وفاء

و قد نالته من خير الانام 

فكان وفاءه لها بان اكرم احباءها و اصدقاءها و ذكر حبها و ذكرها بعد مماتها و حزن على فراقها حزنا شديدا و كان لا يسمح لاحد بالاساءة اليها

الى درجة ان امنا عائشة كانت تغار على رسول الله صلى الله عليه و سلم من خديجة و هي ميتة و وصل بها الامر ان قالت للرسول صلى الله عليه و سلم قد ابدلك الله خيرا من تلك العجوز الامر الذي اغضبه غضبا شديد و دافع عن خديجة و اخبره بان الله لم يبدله خيرا منها فهي التي وقفت الى جانبه حينما تخلى الناس عنه و المعروف ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يحب عائشة حبا شديد الا ان حبه لها لم ينسيه حبه و وفاءه لخديجة رضي الله عنها و عن امنا عائشة

تلك هي معالم الوفاء التي ينبغي ان تبنى عليها الاسر الاسلامية اقتداء بسيرة الحبيب المصطفى لتستمر الحياة في سعادة و هناء 

ارى ان لا حياة من غير وفاء فمن لا يعطي قيمة للوفاء سيتعب و يتعب غيره

فاي حياة هذه التي يسودها الترصد و التصيد و الجرح و القدح و الاساءة و الظلم و النكران و الغدر و الخيانة؟؟؟؟؟

الوفاء يدخل الطمأنينة و السعادة الى القلب

الوفاء يجعلك تحس بالامان و السلام

الوفاء قيمته لا تقدر بثمن و لا تباع و لا تشترى فهو ينبع من القلوب الصافية و الضمائر الحية

آمل ان تكونوا اوفياء و ان ترزقوا ازواجا اوفياء لتعيشوا سعداء

سلام و تحية من اختكم في الله