جميع الأسر تعاني من حين لآخر من المشاكل والمشاحنات بين الزوجين. ومن الصعب إخفاء هذه المشاحنات عن الأبناء وعادة ما يلتقط الأبناء هذه الخلافات حتى وان لم تحدث على مرأى منهم. وللأسف فهذه المشاحنات تؤثر تأثيراً سلبياً شديداً على أكثر الأطفال، وقد يمتد هذا التأثير ويستمر مع الطفل في حياته المستقبلية. نلقي نظرة على هذه التأثيرات السلبية من خلال السطور القادمة.
نوبات التوتر والقلققد يعتقد البالغون أن الأطفال لا يصابون بالتوتر والضغط النفسي. ولكن عندما ينشأ الأطفال في بيئة جدلية محاطة بالمشاكل بين الأبوين فإنه من الممكن أن يصاب بحالة من الاضطراب العاطفي. وتبدأ العديد من الأسئلة بالتلاعب بعقل الطفل حول إذا ما كان والداه يحبّانه أو إن كانا سينفصلان وماذا سيكون مصيرهم؟
تختلف أعراض الاضطراب العاطفي عند الأطفال فالبعض قد يلجأ الى إيذاء نفسه، والبعض الأخر يتحول الى شخصية عنيفة بينما يُظهر بعض الأطفال علامات القلق المفرط مثل قلة الانتباه أو الإصابة بنوبات الغضب أكثر من أقرانهم.
تأخر الأداء المدرسيالتوتر العاطفي الذي يصاب به الأطفال نتيجة المشاكل بين أبويهم يجعل الأطفال مشتتين الانتباه نتيجة تفكيرهم في تبعيات المشاكل الموجودة بالمنزل. وتظهر الدراسات التي أجريت على العديد من الأطفال الذين يعاني أبويهم من المشاكل المستمرة، انخفاض درجات اختبارات القراءة والرياضيات، وارتفاع مستويات المشاكل التأديبية، بالإضافة الى مشاكل في الادراك بما في ذلك تباطؤ الوظائف الادراكية وانخفاض مهارات حل المشاكل.
مشاكل نفسيةعندما تكون النزاعات شائعة في المنزل، سواء كان ذلك ما بين الزوجين، أو بين الأهل والأبناء أو مزيج من النوعين، فكثيرا ما يصاب الأطفال بالمشاكل النفسية.
المعارك الكلامية المستمرة التي تصل إلى الازدراء والتحقير وليس فقط الصراخ، تضع الأطفال في خطر متزايد للإصابة بالمشاكل الاجتماعية والنفسية، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، والعدوان، وانخفاض تقدير الذات وصعوبة الاندماج مع أقرانهم.
تأثيرات دائمةقد تبدو المشاكل العائلية صغيرة، ولكن آثارها يمكن أن تكون طويلة الأمد. وفقا لدراسة نشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، فالأطفال الذين ينشؤون بين مشاكل الأبوين المتكررة من المحتمل أن يتأثروا في مرحلة البلوغ. ويكونون أكثر عرضة لخطر الاكتئاب، تعاطي المخدرات والكحول، القيام بالسلوكيات المعادية للمجتمع، مع مخاطر الفشل في العلاقات الشخصية والحياة المهنية حتى بعد تخطي سن المراهقة.
عندما تضطرك الظروف للشجار مع زوجك في وجود أبنائك فاجعلي ذلك فرصة لإظهار كيفية التواصل الصحيح لأطفالك. يمكنك أن تكون نموذجا يحتذى به من خلال طريقة النقاش وذلك بالبقاء هادئة، التحدث باحترام، والتعامل مع المشكلة واستكمال النقاش بصورة حضارية، والاعتذار إذا اتضح أنك المخطئة. وينطبق هذا الكلام على الزوج أيضاً لإعطاء الأطفال قدوة حسنة حتى أثناء اختلاف الأراء أو الجدال.