أدمن Admin
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 6804 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: العروض و نشأته الجمعة ديسمبر 27, 2013 5:45 pm | |
| العروض و نشأته
[rtl]مقدمة:[/rtl]
[rtl] يتناول موضوعنا التعريف بعلم العروض من حيث هو علم قائم بذاته، له قواعده وضوابطه ومصطلحاته التي خص بها وكتابته التي يتميز بها عن غيره من علوم العربية، فهو يزاوج بين الكتابة واللفظ، بين الرسم والنطق، ويتميز برموزه التي تقربه من علم الموسيقى بل هو علم موسيقى الشعر لاعتمادهما على تقسيم الجمل إلى مقاطع صوتية تختلف طولا وقصرا بغض النظر عن بداية الكلمات أو نهايتها لذلك فهو يتمتع بخصائص مميزة تستوجب دقة فائقة وحسما مرهفا وأذنا موسيقية زيادة على المعرفة العلمية بقواعده وضوابطه لاكتساب معرفة سقيم الشعر من سليمه ومكسوره من موزونه لأن العـروض: ((علم يبحث فيه عن أحوال الأوزان المعتبرة)) لأنه ((ميزان الشعر، به يعرف مكسوره من موز ونه)) مثله مثل النحو الذي هو ((معيار الكلام به يعرف معربه من ملحونه)).[/rtl]
[rtl]نشأت[/rtl]
نشأ علم العروض في القرن الثاني الهجري على يد حبـر العربية وأبرز أعلامها الخليل بن أحمد الفراهيدي (175هـ) الذي يرجع إليه الفضل في نشأة كثير من علوم اللغة كعلم المعاجم، وتوسيع النحو وتقعيده، ويرجع رجال التراجم فضل السبق في نشأة علم العروض خاصة إلى الخليل، فابن خلكان يذكر أن الخليل كان إماما في النحو ((وأنه هو الذي استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود، وحصر أقسامه في خمس دوائر، يستخرج منها خمسة عشرا بحرا، ثم زاد الأخفش بحرا واحدا وسماه الخبيب (المتدارك). كما يذكر أن الخليل كان له معرفة بالإيقاع والنغم، وتلك المعرفة أحدثت له علم العروض، فإنهما متقاربان في المأخذ)) (1).
[rtl]أما ياقوت الحمـوي فيقول عن الخليل بن أحمد (( أنه أول مـن استخرج العروض، وضبط اللغة، وحصر أشعار العرب، وأن معرفته بالإيقاع هي التي أحدثت له علم العروض)) (2).[/rtl]
[rtl]ويصف القفطي الخليل أحمد بأنه (( سيد الأدباء في علمه وزهده، وأنه نحوي لغوي عروضي، استنبط من العروض وعلله ما لم يستخرجه أحد، ولم يسبقه إلى علمه سابق من العلماء كلهم)) (3).[/][/rtl]
[rtl]أما الأصفهاني حمزة بن الحسن في كتابه ((التنبيه على حدوث التصحيف)) فيقول عن الخليل، كما روى عنه ابن خلكان ذلك: (( إن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند العرب أصول من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيم أخذه، ولا على مثال تقدمه احتذاه، وإنما اخترعه من ممر له بالصفارين، من وقع مطرقة على طست)) (4).[/][/rtl]
[rtl]ويستخلص مما سبق ذكره- وهو قليل من كثير- أن الخليل هو أول مبتكر لعلم العروض، و حصر كل أشعار العرب- الموزونة المقفاة لا الأشعار الحرة المستحدثة كالشعر المنثور أو النثر المشعور الخ... في بحوره، ولم تقف عقليته المبتكرة عند هذا الحد، وإنما تجاوزته إلى ابتكار علوم أخرى،فهو أول مبتكر لفكرة المعاجم العربية بوضعه "معجم العين" الذي يحصر لغة أمة من الأمم قاطبة، وهو الذي وضع أساس علم النحو باستخدام مسائلة وتعليله، ثم هو الذي اخترع علم الموسيقى العربية وجمع فيه أصناف النغم وبما أن علم العروض هو علم موسيقى الشعر، فالصلة وثيقة بينه وبين علم الموسيقى وهي صلة متمثلة في الجانب الصوتي.[/rtl]
[rtl](( فالموسيقى تقوم على تقسيم الجمل إلى مقاطع صوتية، تختلف طولا وقصرا، أو إلى وحدات صوتية معينة على نسق معين، بغض النظر عن بداية الكلمات أو نهايتها. وكذلك شأن العروض، فالبيت من الشعر يقسم إلى وحدات صوتية معينة أو إلى مقاطع صوتية، تعرف بالتفاعيل يقطع النظر عن بداية الكلمات أو نهايتها. فقد ينتهي المقطع الصوتي أو التفعيلة في آخر كلمة، وقد ينتهي في وسطها، وقد يبدأ من نهاية كلمة، وينتهي ببدء الكلمة التي تليها)) (5).[/rtl]
البـاعث على نشأة علم العروض:
[rtl] لقد ذهب الرواة في تحديد الباعث الذي دعا الخليل بن أحمد الفراهيدي إلى التفكير في علم العروض، ووضع قواعده، وتحديد مصطلحاته وضوابطـه - مذاهب شتى منها ما يأتي:[/rtl]
[rtl]1- قول ابن خلكان: "إن الدافع هو إشفاقه من اتجاه بعض شعراء عصره إلى نظم الشعر على أوزان لم يعرفها العرب، ولم تسمع عنهم، ولهذا راح يقضي الساعات والأيام يوقع بأصابعه ويحركها حتى حصر أوزان الشعر العربي وضبط أحوال قوافيه".[/rtl]
[rtl]2- ومن قائل " إنه وجد نفسه وهو بمكة، يعيش في بيئته يشيع فيها الغناء، فدفعه ذلك إلى التفكير في الوزن الشعري، وما يمكن أن يخضع له من قواعد وأصول، وقد عكف أياما وليالي يستعرض فيها ما روي من أشعار ذات أنغام موسيقية متعددة، ثم خرج على الناس بقواعد مضبوطة، وأصول محكمة، سماها" علم العروض".[/rtl]
[rtl]3- ومن قائل" أنه اخترعه من ممر له بالصفارين من وقع مطرقة على طست".[/rtl]
[rtl]
ومهما كان الباعث، وأيا كان الدافع، فالثابت أن الخليل هو واضع أصول علم العروض وقوانينه التي لم يطرأ عليها تغيير جوهري ولم يزد عليها أحد شيئا بعد تلميذه الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة الذي وضع بحر الخبيب أو المتدارك ولكن لا ينبغي أن يفهم من وضع الخليل لعلم العروض أن العرب لم تكن تعرف أوزان الشعر من قبل، فالحقيقة أنهم كانو قبل وضع الخليل علم العروضي على علم بأوزان الشعر وبحوره المختلفة دون معرفة أسماء البحور الاصطلاحية كما سماها الخليل. ذلك لأن علمها بذلك كعلمها بالإعراب في الكلام حين كانوا على سليقة يرفعون أو ينصبون أو يجرون لبقيا دون معرفة بمصطلحات الإعراب وقوانينه، وكذلك كانوا يدركون- بذوقهم وسليقتهم- ما يعتور الأوزان المختلفة من زحافات وعلل، وإن لم يعطوها أسماء ومصطلحات كما فعل العروضيون. ورغم أوجه الشبه بين علم العروض وعلوم العربية- كما قدمنا بعضها- إلا أن هناك فارقا ملحوظا بينها من حيث النشأة. إذ أن علوم العربية كالصوتيات والصرف والنحو والبلاغة قد استحدثت ثم أخذت تنمو شيئا فشيئا عبر الأجيال والعصور حتى بلغت ذروة اكتماله أما علم العروض فقد أخرجه الخليل علما يكاد يكون كاملا وهو السر في أن من جاء بعد الخليل من العروضيين لم يستطيعوا أن يزيدوا علىعروض الخليل أي زيادة تمس الجوهر. فما السر في ذلك؟
سبب تسمية علم العروض بالعروض :
اختلف الرواة والباحثون اللغويون في سبب تسمية هذا العلم بالعروض، اختلافهم في تحديد
الباعث الذي دعا الخليل إلى التفكير فيه كما سبق، وذهبوا في ذلك مذاهب من أهمها ما يأتي:
1- يذكر ابن منظور صاحب لسان العرب: أنه(علم العروض) سمي عروضا لأن الشعر يعرض عليه- أي يوزن بواسطته.
2- ومن قائل: إنه سمي عروضا باسم ( عمان) التي كان يقيم فيها واضعه و مخترعة الخليل بن أحمد، أو لانحداره منها(الأزدي).
3- ومن قائل: " إن معاني العروض(مكة) لاعتراضها وسط البلاد (أم القرى) " ومن ثم أطلق الخليل على علم ميزان الشعر الذي اخترعه اسم المكان الذي ألهم فيه قواعده وأصوله، حيث يذهب بعضهم أن الخليل بعد أن قضى مناسك الحج رفع يديه إلى السماء في طواف الوداع سائلا الله جل وعلا أن يهبه علما لم يسبقه أحد إليه، ولا يؤخذ عن غيره، ففتح الله عليه ووهبه علم العروض فجاء متكاملا على يديه.
الحاجة إلى علم العروض :
[]ومهما كان الباعث الذي دعا الخليل إلى التفكير في علم العروض، وأيا كانت التسمية، فإن الحاجة إلى علم العروض ماسة لأهميته البالغة لأنه علم ميزان الشعر أو موسيقى الشعر، له قواعده وأصوله ونظرياته التي تحصل وتكتسب بالتعلم ولا يمكن الاستغناء عنها بحجة أن الشعر مصدره الموهبـة والاستعـداد كسائر الفنـون. وليس التعلم والاكتساب- ولكن- وإن كان الشاعر الموهوب بماله من أذن موسيقية وحس وذوق مرهفين يستطيع قول الشعر دون علم بالعروض وحاجة إلى قوانينه، ومع ذلك يظل بحاجة إلى علم العروض ودراسة قواعده، والإلمام بأصوله للأسباب الآتية:
1- إن الشاعر مهما كان موهوبا، ومهما بلغت درجة أذنه الموسيقية رهافة وحساسية فلا يستطيع التمييز بين الأوزان المتقاربة أو بين قافية سليمة وأخرى معيبة مثلما حدث للنابغة الذبياني وقد كان حكما بين شعراء عصـره، فقد وقع في الإقواء في قصــيدته المشهـورة (( المتجردة)) مكسورة الروي والتي مطلعها:
سقط النصيف وما بغت إسقاطـه فتناولته باليـــد
إلا أنه لم ينتبه إلى رفع الروي في البيت الآتي
زعم العواذل أن رحلتنـا غــدا وبذاك خيرنا الغـداف الأسـود
إلا أن نبهه أهل المدينة لما وردهم زائرا فأوعزوا إلى جارية لتغنية القصيدة مركزة على إظهار حوكة(الروي) التي حدث بها الإقواء فانتبه وأصلحها وقال قولته المشهورة(( وردت المدينة وفي شعري هنات وغادرتها وأنا أشهر ما أكون)) كما يروي عنه ذلك، وهكذا تتضح أهمية علم العروض ومعرفة قوانينه حتى بالنسبة لأشهر الشعراء.
2- إن جهل الشاعر الموهوب- وإن لم يحدث بشعره هنات- بأوزان الشعر وبحوره المختلفة من تامة ومجزوءة، ومشطورة ومنهوكة، يحصر شعره في بعض الأوزان، ويحرمه من العزف على أوتار شتى، تجعل شعره ممنوع الأنغام والألحان لأن ذلك مقتصر على دراسة علم العروض ومعرفة قواعده وأصوله ونظرياته وهي الوحيدة التي تزيد الشاعر الموهوب معرفة بالشعر وبحوره وشعر ثراء وتنوعا.
3- أما أساتذة اللغة العربية وطلابها فإن معرفة علم العروض أشد لزوما لهم لأنها تعينهم على فهم الشعر العربي الموزون المقفى وقراءة صحيحة، والتمييز بين مكسورة وصحيحه، وبين سليمة ومختلفة وزنا، أو بين زحاف جائز وآخر غير جائز، إذ أن فهـم الشعر متوقف على صحة قراءته، والقراءة الصحيحة للشعر الموزون المقفى لا تستقيم إلا من لديه القدرة على معرفة صحيح الأوزان، والتمييز بين أنواعها المختلفة، لذلك فإن أهمية علم العروض والإلمام بأصوله وقوانينه ونظرياته وكتابته العروضية وخصائصها ضرورية لا بالنسبة للشعر فحسب ولكن لكل ذوي التخصص في علوم العربية، وبصفة خاصة لطلاب العربية وبصفة أخص لأساتذة اللغة والأدب، لأنه إذا جاز لغير المتخصص في العربية ألا يقيم وزن الشعـر، وألا يقرأه قراءة صحيحة، فإن ذلك لا يمكن أن يغتفر مطلقا للمتخصص في العربية وآدابها، نظرا لما للعروض من مميزات وخصائص ينفرد بها عن بقية العلوم العربية بدايتها كتابتها العروضية التي تختلف عن نمط الكتابة الإملائية العادية لما لها من رموز خاصـة تقربها مـن الموسيقى لاعتمادها على الأنغام.[/rtl]
عدل سابقا من قبل أدمن في الجمعة ديسمبر 27, 2013 6:01 pm عدل 1 مرات | |
|
ممدوح السروى نائب المدير
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 1375 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 27/12/2008
| موضوع: رد: العروض و نشأته الجمعة ديسمبر 27, 2013 5:53 pm | |
| | |
|