أدمن Admin
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 6804 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: عوامل نجاح العملية التربوية الإثنين ديسمبر 24, 2012 4:46 pm | |
| حين يعلن أصحاب دعوة ما أن دعوتهم تربوية؛ تصبح العناية بالتربية فرضَ عين في حقهم، ويُسألون عن التقصير فيها أمام الله تعالى، ولهذا وجب علينا أن نؤدي هذا الواجب بنجاح يقول الإمام البنا: "إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووُجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها". إذن الإيمان- والإخلاص- والحماس- والعمل من عوامل نجاح أي عمل نقوم به.1- الإيمان بالفكرةفحين توقن المربية جيدًا أن التربية ثابت من ثوابتنا تقبل عليها بتفاعل وتعلم أننا نريد أن نربي أنفسنا ليكون منا الفرد المسلم، ونربي بيوتنا ليكون منها البيت المسلم، وقد أعد الإمام الشهيد لذالك إيمانًا لا يتزعزع، وعملاً لا يتوقف، وثقةً بالله لا تضعف، وأرواحًا أسعد أيامها يوم أن تلقى الله شهيدةً في سبيله.لقد غرس الإمام البنا هذه المعاني في قلوب إخوانه، ووجدنا ثمار ذلك في صمود إخواننا وأخواتنا عند وجود محن أو ابتلاءات، وظهر أيضًا في أداء أبناء البنا في حماس.ومما يساعد على الإيمان بالفكرة وضوح الرؤية التربوية عند المربِّين وأبعادها وكيف نتعامل معها، فنحن في صراع بين الحق والباطل، ومحور الصراع بيننا وبين أعداء الإسلام هو التربية، فهم يسعَون إلى طمس الهوية الإسلامية، ونحن نريد الحفاظ على تكويننا وخصائصنا التي تجعلنا صالحين لحمل رسالة الإسلام ونصرته، فسلاح المعركة هو كيان الفرد وميدانها هو الفرد خاصةً (المرأة)؛ لأنهم أدركوا أنها هي التي تربي الأجيال، فنحن نربي لإكساب الناس معارف ومهارات وسلوكيات، والتي تعتبر مقومات للشخصية المسلمة، فبوضوح الفكرة والإيمان بها ينجح العمل.2- الإخلاص في سبيلهاتجرد النية لله أمرٌ أساسيٌّ لقبول العمل ونجاحه؛ فالنية المدخولة تُفسد العمل وتُضعف الصف، فعلى المربية أن تبحث بين الحين والآخر في قلبها عن نواياها؛ ومن هنا كانت عناية الإمام بركن الإخلاص.ومن كلماته في هذا: "وأريد بالإخلاص أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته، من غير نظر إلى مغنم أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر، وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة.. قال تعالى ?قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ.....? (الأنعام)".3- الحماس للفكرةنعم الحماس للفكرة مهم، ولكن لا بد أن يكون هذا الحماس متَّزنًا، وله خطة وأهداف محددة مع مراعاة التدرج، ولنعلم أن تحديد الأهداف يرشِّد الحركة، وينظِّم الحماس وبالتالي ينجح العمل.أهمية تحديد الأهداف:* القضاء على العشوائية في التربية، فهناك مراحل ومستويات ولكل مرحلة أهداف وشروط لا بد أن تسعى المربية لاستيفاء الشروط الخاصة بكل مرحلة.* رفع الهمم من أجل تحقيق الأهداف وتأهيل مربيات ذات كفاءة وجودة تؤهلها لتحقيق الأهداف المطلوبة.* إيجاد روح إيجابية عند القيام بالعملية التربوية؛ حيث إن الانتقال من هدف إلى هدف ومن مستوى إلى مستوى يساعد على التجديد وعدم الرتابة في اللقاء.* تعويد المربية جودة الأداء والابتكار في الوسائل والأساليب.والهدف التربوي له خصائص منها:- يمكن تحقيقه وقياسه.- مناسب للمستوى وميول كل مرحلة.- يشمل الجوانب المعرفية والوجدانية والعملية حتى يرتبط الفهم بالتطبيق.إذن حين تكون حماسة المربية مرتبطةً بخطة وهدف تثمر العملية التربوية وتظهر ثمارها على الأفراد.4- العمل والتضحية من أجل تحقيق الفكرةقال تعالى ?وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)?(التوبة)، فالعمل المؤسسي يتطلب جهودًا إداريةً وذهنيةً وبدنيةً وأوقاتًا كثيرةً من الأفراد، وقد تقصر طاقاتهم إن لم توقد بروح البذل والتضحية من غير ذلك، فكيف تحقق المؤسسة رسالتها؟! ولذلك حرص الإمام البنا من البداية على أن يكون أفراد الجماعة رجالاً عمليين لا نظريين، فحثَّهم على العمل الجاد المتصل، وقد بيَّن قيمة العمل؛ حيث جعله ثمرة العلم والإخلاص فقد انتهى عهد النوم وأصبح لزامًا على كل منا أن يعمل عملاً دءوبًا بلا كلل، وحدَّد الإمام صفاتٍ عشرةً للأخ العامل ليكون لبنةً في صرح الإسلام والتي أشرنا إليها سابقًا في مقال سابق.والآن أخواتي المربيات هذه بعض التجارب العملية التي قد تساعد على نجاح الحلقة وظهور المردود التربوي على المربَّى:* من أجل ارتفاع نسبة الانتظام والحضور للقاء.- حرص المربية على الحضور مهما كانت ظروفها، وإذا لم تحضر تحدد رديفًا لها في اللقاء.- التآخي بين كل اثنين من الأفراد لتشارك الأخت في السؤال عن أختها التي غابت.- حسن اختيار المكان والزمان.- استيعاب أطفال بعض الحاضرات لصعوبة تركهم في البيت بعمل برنامج لطيف لهم ينشغلون به أثناء اللقاء.- التأكيد على المكان والزمان في نهاية اللقاء.- التذكرة بين الحين والآخر بأهمية اللقاء في حياتنا؛ (فهو لقاء الأحبة والزاد).* من أجل ارتفاع نسبة الاستيعاب النظري للمنهج.- تدريب الأفراد على المناقشة والمشاركة في التعليقات على الفقرة.- التشجيع وبثّ روح الثقة في النفس عند الأفراد.- التأكد من مدى فهم الأخت الموضوع عن طريق المناقشة أو أن تطلبي منها أن تعلِّق عليه.- متابعتها جيدًا في برنامج مع النفس الآن؛ الغرض الأساسي منه تدريب الأخت على التثقيف الذاتي والتربية الذاتية.* للاطمئنان على مدى تطبيق الواجبات العملية التي استخرجت من الفقرات:- المتابعة اللطيفة للتطبيق، وتذليل العقبات التي تقابل المربَّى في التطبيق.- الاتفاق على عمل نشاط مصاحب للفقرة، سواءٌ فرادى أو ثنائي.. مثلاً اتفقن على تطبيق (كظم الغيظ) يُطلب من الأخت أن تشترط على نفسها وتراقبها وتحاسبها، أو تكتب عبارة "لا تغضب" في أكثر من مكان, وهكذا أو تذكرة بعضهن بعضًا تليفونيًّا.* عوامل تساعد على فهم المربَّاة دورها كزوجة وأم وابنة فهمًا شرعيًّا تربويًّا دعويًّا:- عمل يوم مختلف لعرض وسائل عملية تكسبها مهارة حسن أداء حق الزوج أو كأم أو ابنة.- استضافة أخت ذات خبرة عملية في هذا المجال في اللقاء التربوي للاستفادة منها.- إعطاؤهن فرصة لعرض ما عندهن من مشكلات دون إسهاب وتبني حل هذه المشكلات.- تنمية العلاقات الأسرية بين أسر الأخوات؛ حتى لا أعطيها فرصةً للذوبان في المجتمع الآخر، وتتلقى منه ما لا يناسبنا.- الحرص على تنمية فن التعامل وحسن التصرف في المواقف التي يمكن أن تحدث بينها وبين زوجها وأولادها وأهل زوجها.- تعاون المربيات على تقديم أنشطة مصاحبة (المنهج التكميلي) لإعطاء دورات تخدم هذا الجانب (دورة السعادة الزوجية- دورة تربية أولاد- دورة إدارة الذات- دورة ترتيب الأولويات وهكذا).* من أجل تنمية تفاعل المربَّى مع الأنشطة التكميلية والعامة:- التذكرة بأهمية حضور هذه الأنشطة والإفادة التربوية التي تعود علينا.- إتاحة الفرصة لتعليقاتهن وعرض آرائهن حول هذه الأنشطة واحترام اقتراحاتهن.- الحرص على التبليغ قبل الموعد بفترة زمنية مناسبة لحضور مثل هذه الأنشطة، وإلى لقاء قادم.نقلا عن موقع وفاء مشهور
| |
|