هذه قصيدة للشاعر محمد مصطفى حمام,التي أُلقيت في المركز العام للشبان المسلمين وعندما فرغ الشاعر من إنشادها أجهش بالبكاء..
علمتني الحياة أن ألقى *** كل ألوانها رضا وقبول
ورأيت الرضا يخفف أثقا ***لي ويلقي على المآسي سدولا
والذي أُلهم الرضا لاتراه*** أبد الدهر حاسداً أوعذولا
أنا راض ٍبكل ماكتب الله *** ومزجٍ إليه حمداً جزيلا
أنا راضٍ بكل صنفٍ من النا ***س لئيماًألفيته أو نبيلا
لست أخشى من اللئيم أذاه***لا ولن أسأل النبيل فتيلا
فسح الله في فؤادي فلا أرضى***من الحب والوداد بديلا
* * *
ضلّمن يحسب الرضا هوان***أو يراه على النفاق دليلا
فالرضا نعمةٌ من الله لم يسعد ***بها في العباد إلا قليلا
والرضا آية البراءة والإيمان ***بالله ناصرا ووكيلا
علمتني الحياة أن لها طعمين,***مراًوسائغا معسولا
فتعودت حالتيها قريرا ***وألفت التغيير والتبذيلا
أيها الناس كلنا شارب ***الكأسين إن علقما وإن سلسبيلا
* * *
علمتني الحياة أن الهوى سيل***فمن ذا الذي يرد السيولا
ثم قالت:والخير في الكون باق***بل أرى الخير فيه أصلا أصيلا
إن ترى الشر مستفيضاً فهون***لايحب الله اليئوس الملولا
وتضل الأيام تعرض لونيها ***على الناس بكرة وأصيلا
فذليل بالأمس صارعزيزاً***وعزيزٌبالأمس صار ذليلا
ولقد ينهض العليل سليما***ولقد يسقط السليم عليلا
وتظل الأرحام تدفع قابيلا*** فيردى ببغيه هابيلا
ونشيد السلام يتلوه سفا***حون سنوا الخراب والتقتيلا
وحقوق الإنسان لوحة رسام***أجاد التزوير والتضليلا
صورٌ ما سرحت بالعين فيها ***وبفكري إلا خشيت الذهولا
* * *
قال صاحبي :نراك تشكو جروحا***أين لحن الرضا رخيما جمبلا؟!
قلت:أما جروح نفسي فقد عود*** تها بلسم الرضا لتزولا
غير أن السكوت عن جرح قومي***ليس إلا التقاعس المرذولا
لست أرضى لأمةً أنبتتني ***خُلقا شائها ً وقدرا ً ضئيلا
لست أرضى تحاسدا ً أو شِقاقا***لست أرضى تخاذلا أو خمولا
أنا أبغي لها الكرامة والمجد***وسيفا على العدا مسلولا
علمتني الحياة إن عشت لنفسي***أعيش حقيرا هزيلا
علمتني الحياة أني مهما ***أتعلم لاأزال جهولا!