التعدي الذي يحدث كل فترة وأخرى على الحكام .. أسبابه ودوافعه وعلاجه
بصراحة أصبح موضوع التعدي على الحكام موضوع خطير جداً وجداً وشكراً لكم على طرح هذا
الموضوع الغني بالأفكار والملاحظات وفي بداية موضوعي أبدأ بالأفكار الرئيسية .
الفكرة الأولى : تدني المستوى الرياضي عند بعض الجماهير
إنّ الحكام العرب غالباً ما يكونوا نقطة ضعف المباراة وذلك بسبب ضعف المستوى والفكر الرياضي
في وطننا العربي وكأن الحكم جهاز كومبيوتر لايخطئ في قراراته التي يجب عليه أن يتخذها في أقل من
ثوان غير مقدرين أن هذا الحكم بشر ويخطئ ويبدأون بالشتائم على الحكم بحجة أنه لم يحتسب ضربة جزاء
لفريقهم أو ضربة حرّة أو ماشابه ذلك .
وهو دليل على ضعف المستوى الثقافي الرياضي لدى الجمهور .
وبالنتيجة تؤدي هذه الظاهرة البشعة بتشويه السمعة الكروية العالمية وتدنى مستوى المباراة.
الفكرة الثانية : الفرق بين التحكيم العربي والأوروبي
هل سألتم أنفسكم هذا السؤال مسبقاً ؟؟؟
الفرق كبير جداً بين حكامنا وحكامهم : إنّ راتب الحكم في أوروبا كلها يتجاوز ضعفي ما يتقاضه حكمنا
العربي ؟؟ لماذا هذا الفارق ؟؟
الجواب هنا :
في أوروبا كل أسبوع تقريباً وباستمرار يظهر حكام جدد وبالتالي زيادة عدد الحكام الأجانب زيادة
عجيبة غريبة وكل حكم أنشط من الذي قبله ويأتي الى المباراة بروح عالية وبشخصية قوية جداً وهذا الشيء
يزيد من حماسة الحكم الأوروبي وكيفية التعامل مع المباراة .
وأغلبية حكام أوروبا أطباء أسنان ودكاترة ومهندسين .. الخ ، أي غير محتاجين إلى النقود ولكنهم
يعتبرون التحكيم هواية فقط ولايفكرون بالأجور ولايعتبرون التحكيم عملاً مجبرين على القيام به .
أما التحكيم المحلي فإنه يختلف 360 درجة عن التحكيم الأوروبي ، فالحكم عندنا يذهب إلى مهنة التحكيم
لكسب العيش ويعتبرها شغل ثاني اضافي .
وحكمنا العربي عامة والمحلي خاصة يتعاطف مع الفريق صاحب الأرض والجمهور لتخوفه من المشاكل مع
الجمهور ولابتعاده عن الشتائم . وهذا أمّ الأخطاء التحكيمية وإلى حد الآن لم نجد الحل لها .
وهذه المشكلة أصبحت تتفاقم أكثر وأكثر ونحن غير مقدرين الصعوبات التي سوف تأتي في المستقبل
القريب .
أما أجور حكامنا فهي قليلة نسبياً ومع ذلك لا يطالبون برفع أجر الحكم مع أنهم يعلمون أجور الحكام الأجانب
وأتمنى الاهتمام بقضية حكامنا المحليين على أبعد تقدير وظهور حكام جديدة قادرة على فرض شخصيتها في
المباراة .
وأطلب من جمهورنا الكريم عدم شتم الحكم لأنه إنسان مثلنا مثله ولديه عائلة.
الفكرة الثالث : الشغب الرياضي
وأبدأ الحديث أولاً عن تعدي الجمهور على الحكام وضربهم وشتمهم ولا يتوقف الأمر هنا لا أبداً
بل يصل إلى تخريب الملعب وتحطيم الكراسي والمرفقات ويحرقون أرضية الملعب ويضربون الحكم بالحجارة
ويقضون على كل شيء إسمه روح رياضية وكل هذا من أجل قرار تحكيمي لم يحسبه الحكم لفريقهم
وأحياناً يكون الحكم على صواب .
وهذا دليل على التخلف الأخلاقي الرياضي وعدم تفهم الجمهور للرياضة إلى حد الآن (للأسف).
ويجب الحد من هذه الظاهرة الخطيرة جداّ بجميع الوسائل والحجج المنطقية والتقليل من حدة التعصب الجمهوري
في ملاعبنا الخضراء .