قال الشيخ محمد علي النجار في كتاب : لغويات وأخطاء لغوية شائعة : ( صـ 40 وما بعده )
الأستاذ والأستاذة
دخلت كلمة الأستاذ في العربية ومعناها الماهر في صنعته وغلب إطلاقها على الحاذق في عمله وفي عصرنا درجة الأستاذ من درجات المدرسين في الجامعة ودرجة الأستاذ أيضاً من درجات المنتهين من دراستهم في الجامع الأزهر وتطلق أيضاً على المحامي أو الوكيل في القضايا أمام القضاء .
وقد عن لي أن أبحث تاريخ دخول هذه الكلمة في العربية واستضافة العربية لها وهاك ما وقفت عليه :
يقول الجواليقي * : فأما الأستاذ فكلمة ليست بعربية يقولون للماهر بصنعته : أستاذ ولا توجد هذه الكلمة في الشعر الجاهلي واصطلحت العامة إذا عظموا الخصي أن يلقبوه بالأستاذ وإنما أخذوا ذلك من الأستاذ الذي هو الصانع لأنه ربما كان تحت يده غلمان يؤدبهم فكأنه أستاذ في حسن الأدب ولو كان عربياً لوجب أن يكون مشتقاً من الستذ وليس ذلك بمعروف . أهـ
ويقول ابن الرومي :
إذا حاولت تطفيلا = فكن في ذاك أستاذا
والكلمة فارسية وقد أهمل الكلام على أصلها ما وقفت عليه من المراجع العربية وقد أخبرني بأصلها الفارسي من رآها في معجم ستنجاس .
وإذا كانت أستاذ فارسية الأصل فحروفها كلها أصول ولو كانت عربية لكانت من أستذ ويكون وزنها فعلالا كقرطاس لا ستذ وإلا كان وزنها أفعالا ولا يعرف هذا في العربية .
ولأنها فارسية الأصل فقد استعملها في مبدأ الأمر أهل العراق لاتصالهم الوثيق بأهل فارس وانتقلت منها إلى الجزيرة والشام ثم منهما إلى سائر البلاد العربية قال أبو البقاء في شرح ديوان أبي الطيب : الأستاذ كلمة ليس بعربية وإنما تقال لصاحب صناعة كالفقيه والمقريء والمعلم وهي لغة أهل العراق ولم أجدها في كلام العرب وأهل الشام والجزيرة ** يسمون الخصي أستاذا