كشفت مصادر مطلعة لـ"الشروق" أن النسبة النهائية للطعون قدرت بـ69.9 بالمائة من الطلبة أودعوا طعونا بسبب عدم تلبية ولا رغبة من رغباتهم العشر، وقال نفس المصدر أن 13 بالمائة من الطلبة قبلوا بالخيارات التي وجهوا إليها بعيدا عن رغباتهم العشر.
وبلغة الأرقام بلغ عدد الطلبة الذين أودعوا طعونا ولم تعجبهم الرغبات التي وجهوا إليها 5851 طالب، فيما تقبّل 1115 طالب الخيارات التي وجهوا إليها، أي ما نسبته 13 بالمائة من الطلبة وافقوا على الخيارات التي وجهوا إليها خارج رغباتهم العشر .
ووجد ما نسبته 43 بالمائة من الطلبة أي بمعنى 107 ألف طالب ناجح في البكالوريا محروم من إيداع طعن بسبب شرط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والذي يؤكد على أن الذين بإمكانهم إيداع الطعون هم فقط الطلبة الذين لم تلب لهم ولا رغبة من الرغبات العشر الأولى .
وصدمت التوجيهات الجامعية عددا كبيرا من الطلبة الجامعيين لم تلب لهم رغباتهم الجامعية الأولى، ومنهم طلبة تحصلوا على البكالوريا بمعدل يفوق 14 من 20 وجهوا إلى رغباتهم الرابعة والخامسة، وجاء في مقدمة المصدومين الطلبة الراغبون في الالتحاق بالمدرسة العليا للإعلام الآلي، التي توقف معدل الالتحاق بها عند 16 من 20 بالنسبة للحائزين على بكالوريا رياضيات، و17 من 20 بالنسبة للحائزين على بكالوريا علوم طبيعية ليصبح بذلك تخصص العصر غير متاح للجميع.
وعلى سبيل المثال، رفضت إحدى الطالبات الخيار الذي وجهت إليه حيث تحصلت على معدل يقدر بـ 14.75 بدرجة قريب من الجيد رتبت رغباتها حسب الترتيب التالي الطب، الصيدلة، جراحة الأسنان، تكنولوجيا، فتحصلت على الرغبة الرابعة، وطالب آخر معدله 10.65 تحصل على رغبته الثانية تكنولوجيا فهل يعقل أن يتساوى صاحب معدل 10 بمعدل 14
واستغرب عدد من الأساتذة الجامعيين المعدل الذي وصل إليه تخصص الإعلام الآلي، ففي الوقت الذي كان مفروضا من الوزارة رفع كوطة الطلبة الذين يتمدرسون في الإعلام الآلي نظرا لحاجة السوق ولأجل إحداث أيضا نهضة تكنولوجية، أصبح هذا التخصص غير متاح إلا لعدد قليل جدا من الطلبة.
وأعاب منسق الكناس عبد المالك رحماني، في تصريح لـ"الشروق" رفع معدل الالتحاق بتخصص مرغوب مثل الإعلام الآلي والذي لا يشبه تخصص الطب، لكونه تخصص العصر والجزائر بحاجة إليه، ولا مانع من فتح التخصص لكل الطلبة على أساس إجراء مسابقة، مندهشا من وصول معدل الالتحاق بالتخصص إلى 17 من 20، وكأن هناك إرادة تريد أن تبقي الجزائر بلدا متخلفا في الإعلام الآلي.
هذا وستنتهي غدا فترة اختبارات الكفاءة بالنسبة للذين وجهوا إلى مختلف المدارس التحضيرية، مع العلم أن الذين لم يتم قبولهم سيتم إعادة توجيههم نحو إحدى الرغبات المعبر عنها في بطاقة رغباتهم، باحترام الشروط البيداغوجية المطلوبة، على أن تتكفل المؤسسة التي وُجه إليها الطالب أول مرة بعملية إعادة التوجيه، وستنطلق غدا فترة التسجيلات الجامعية على مستوى المؤسسات الجامعية.