؟ 70 ألف جزائري منخرط في الماسونية بينهم بدرجة ''سيد''
رموز الماسونية في بنايات الجزائر ونقودها
كشفت تحقيقات أمنية باشرتها المصالح الأمنية المتخصصة عبر العديد من ولايات الوطن، عن سيطرة تنظيم ''الماسونية'' المعروف عالميا بنفوذه المالي والعقائدي على ثمانية ولايات جزائرية توغل فيها التنظيم عبر جمعيات خيرية وأخرى علمية أو عبر شبكة علاقات لشخصيات نافذة في المجتمع على علاقة بأصحاب المال والسلطة، ويتعلق الأمر بكل من ولايات عنابة، وهران، تلمسان، البليدة، عين تموشنت، الجزائر العاصمة، قسنطينة وسطيف.وجاءت تحقيقات المصالح الأمنية في انتشار كبير لجمعيات ومنظمات مختلفة تنشط في التنظيم الماسوني العالمي، والتي تنشط بالجزائر تحت غطاء جمعيات المجتمع المدني وأخرى خيرية أو علمية، تنشط في الأوساط الطلابية والنسوية والشبانية، والتي تتخذ من الفنادق الفخمة والمراكز الثقافية مقرات لها، وشملت التحقيقات قادة هذه الجمعيات الذين يعقدون جلسات سرية في أماكن بعيدة عن الأنظار لغرس عقيدة الماسونية ''الأخوية'' وفلسفتها ونظرتها للكون والديانات السماوية.ومن بين الجمعيات التي مستها التحقيقات نادي ''الروتاري'' بالجزائر والذي يتخذ من أحد أفخم الفنادق في الجزائر العاصمة مقرا له، ويرأسه طبيب يعمل على استمالة عدد كبير من الشخصيات الثقيلة في الجزائر حسب آخر التحقيقات التي تقوم بها المصالح الأمنية.وكشفت مصادر أمنية تعمل على الملف، أن التحقيق جاء بعد ورود معلومات مؤكدة تتعلق باستعمال عدد من الأشخاص لمناصبهم قصد نشر معتقدات ''الماسونية'' أو ما يعرف ''عقيدة الأخوية''، وقالت المصادر التي أوردت الخبر أن أزيد من 500 شخص التحقوا بهذه الجمعيات في الجزائر، انطلاقا من اجتماعات تم عقدها في عدد من فنادق الوطن، وتضم القائمة التي تحقق فيها المصالح الأمنية، محامين، أطباء، وبعض الفنانين الذين يؤدّون طابع الراي في غرب الوطن، و شخصيات لها وزنها في المجتمع الجزائري.وتشير إحصائيات توصل إليها المحققون في الملف، أن عدد الجزائريين المنخرطين في ''الماسونية'' العالمية خلال السنوات القليلة الماضية بلغ نحو 70 ألفا، تم تسجيلهم في القائمة الرسمية للماسونية في العالم، ومن بينهم شخصيات عمومية وسياسية بعضهم تم ترقيتهم داخل التنظيم إلى درجة ''سيد''، وهي درجة في سلم المسؤولية المعتمد عالميا داخل التنظيم السري، وحسب مراجع ''النهار'' فإن هؤلاء الأشخاص يتم تسجيلهم بطريقة غير رسمية ''خلسة'' في المواعيد والنشطات الثقافية التي تقيمها المؤسسات الثقافية في مختلف المناسبات، حيث تعمل هذه الجمعيات على التوغل في أغلب المؤسسات الحساسة في المجتمع الجزائري.
رموز ''الماسونية'' حاضرة في البنايات الجزائرية ونقودها
وكشفت مصادر حسنة الاطلاع على الملف، أن التحقيقات مست كذلك العديد من البنايات والمنشآت الهامة التي بنيت مؤخرا والتي تحمل رموز الماسونية المتمثلة في المثلث والمدور، على غرار كل من المطار الدولي الجديد ''هواري بومدين'' الذي بني بشكل يظهر رموز الماسونية من الأعلى، كما يحمل فندق ''الشيراطون'' بالعاصمة نفس الأشكال الهندسية التي ترمز للتنظيم العقائدي الذي يستمد فلسفته من الهندسة، نسبة إلى تنظيم ''البنّائين الأحرار'' والذي حاربته الكنيسة في العصور الماضية، وتحمل بناية دار المسنين ببن طلحة نفس الشكل، كما كانت قطعة 50 سنتيم النقدية، غير المتداولة حاليا، تحمل نفس الرمز وهو الكتاب والمنقلة والتي صُكّت سنة 1971.ومعروف أن التنظيم يسعى إلى نقش رموزه في عملات الدول التي يسيطر عليها، على غرار ورقة الدولار الأمريكي، التي تحمل الشعار بكل وضوح والتي لم تتغير منذ قرون. كما فتحت المصالح الأمنية المختصة تحقيقات بالولايات المعنية للتعرف على الواقفين وراء انتشار هذا المذهب، الذي يعد فرعا من اليهودية، بحيث يحمل نفس تعاليم اليهودية، خاصة وأن البعض ينسبه إلى ''حيرام أبي المعماري'' الذي أشرف على بناء هيكل سليمان المزعوم، والذي تبحث عنه الجمعيات الصهيونية.وأكدت الأبحاث أن التنظيم يورّط طالبات وطلبة في هذا المذهب، ليتم ترقيتهم فيما بعد بشكل دوري وتكليفهم بمهام مختلفة، حيث أكدت التحريات أن التنظيم يعرف انتشارا كبيرا في الأوساط الجامعية.
مـاهي ''المــاســـونيــة''
معنى كلمة الماسونية ''البنّاؤون الأحرار''، وهي منظمة يهودية سرية إرهابية غامضة محكمة التنظيم، تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم، وتدعو إلى الإِلحاد والإِباحية والفساد، وجل أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم، يوثقهم عهد بحفظ الأسرار، ويقومون بما يسمّى بالمحافل، للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام، ويتم قبول الأعضاء فيها من جميع الأديان، وهم يؤمنون بتعدّد الآلهة، فيما تكون السرية التامة بين أفراد الجماعة هي الرّابط المقدّس، حتى أن العضو الذي يفشى سرا من أسرارهم يتعرض للطرد من المحفل، أو قطع لسانه أو رقبته أو دفنه في الرمال حيا.وتعتبر الماسونية مثل نقابات العمال، الهدف منها تبادل الفائدة بين الأعضاء، فيما يتم منح العضو المنظم حديثا شريط قياس طوله 24 بوصة، يرمز إلى الأربعة والعشربن ساعة في اليوم، ومطرقة علامة قوة الضمير، وأزميل دلالة على فوائد التعليم.
الشيخ شمس الدين لـ ''النهار''''من دخل المـاســـونيــة راغبـــا فهـــو مــرتــد''
قال الشيخ ''شمس الدين''، أمس في تصريح لـ ''النهار''، أن هذا المذهب الذي ينتشر بشكل كبير في الجزائر منذ الاستقلال، بعدما بلغ عدد المنتسبين إليه الآلاف، ويعتبر سليل اليهودية ويحمل نفس تعاليمها، مؤكدا أن هذه الجمعيات التي تنشط تحت اسم ''الروتاري'' في الجزائر تستميل إليها كبار المسؤولين، وتحاول كذلك توريط عدد من الشخصيات التي تحضر المناسبات الثقافية، ويتم تسجيلهم على أساس أنهم أعضاء في الماسونية، مؤكدا أنه من دخل في الماسونية بإرادته يعتبر ''مرتدّا'' ويطبق عليه حكم المرتد.
الماسونية تستقطب رجال السياسة والمال للدفاع عن مصالحهم
ويعمل القائمون على نشر الماسونية لاستقطاب الشخصيات الهامة في المجتمعات قصد تسيير أمورهم والدفاع عن مصالحهم المختلفة، وذلك باستقطاب وزراء ورؤساء ونوّاب في البرلمان، قصد الحصول على ما يرغبون فيه بكل بساطة من دون مواجهة مشكلات من طرف الدول التي ينشطون فيها، وهي من المبادئ التي يعملون من أجلها، وقالت المصادر الأمنية التي تعمل على الملف، إن عددا من الأطباء ورجال المال والأعمال والمحامين، أصبحوا منخرطين في هذه الجمعيات بشكل رسمي .