احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 6804 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
موضوع: 506 قصاصة غش في مادة الفلسفة الخميس يونيو 07, 2012 3:28 pm
في اليوم الأخير من أيام الدورة الاستدراكية لامتحان الباكلوريا ؛ وأثناء اجتياز المرشحين الرسميين في الشعبة الأدبية والأصيلة مادة الفلسفة حدث في إحدى القاعات شنآن بين مرشحة ومرشح زعمت الأولى أنه يقلق راحتها ؛ وزعم الثاني أنها متورطة في عملية غش؛ وأخذ يحتج على الأستاذين المراقبين ؛ وتدخلت بصفتي ملاحظا إلى جانب السيد رئيس المركز لاحتواء سوء التفاهم فاكتشفت أن المرشحة تحمل القصاصات المستنسخة لدروس مادة الفلسفة فجردتها منها إلا أنها أبدت امتعاضها واحتجت على عدم تجريد المرشح هو الآخر من نفس العدة ؛ فاضطررت لتفتيشه فوجدت بحوزته عدة تفوق عدتها فجردته منها ؛ فاحتج بدوره وزعم أن جميع المرشحين يملكون نفس العدة مما اضطرني للقيام بعملية تفتيش دقيقة للجميع في ثلاث قاعات فكانت النتيجة مذهلة حيث صادرت 506 قصاصة مستنسخة لدروس مادة الفلسفة في شكل مصغر لتستعمل للغش علما بأن عدد المرشحين كان 40 مرشحا ؛ 19 أنثى و21ذكرا وكان معدل القصاصات المحجوزة 65.12 قصاصة لكل مرشح . وبمجرد مصادرة مادة الغش بدا التوتر على الجميع ولجأت بعض المرشحات للبكاء والعويل مما يدل على أن الجميع كان يعول كثيرا على عملية الغش لولا المرشحة و المرشح اللذان لعبا دور براقش في الجناية على الجميع ؛ وتأكد أن المتعلمين؛ وكلهم رسميون لا يولون هذه المادة المهمة والتي تعتمد العقل أهمية ويواجهون امتحانها بالنقل وأقصد المعنى القدحي للنقل ( الغش) لا المعنى الشرعي. وفي طريق عودتي من مدينة جرادة مررت بالشارع المحاذي لثانوية زيري بن عطية فلاحظت أمام بوابتها مئات القصاصات المستنسخة الشبيهة بالقصاصات التي صادرتها فواجهني سؤال بديهي وهو : هل استعملت هذه القصاصات ما دامت قد وصلت إلى بوابة المؤسسة ؟وعرفت للتو أن الأمر يتعلق بظاهرة مستفحلة على صعيد الجهة وحتى على الصعيد الوطني؛ وحاولت أن أتخيل حجم القصاصات المستنسخة على الصعيد الوطني انطلاقا من عينة ثانوية جابر بن حيان بنيابة جرادة . كما حاولت أن أتخيل لو أن إجراءات العقاب في حالة الغش طبقت على أصحاب المحاولات مع سبق الإصرار والترصد ماذا ستكون النتيجة ؟؟؟ إن القضية عبارة عن كارثة حقيقية لا يمكن التغاضي عنها ؛ ولا يجوز السكوت عنها فما بال من يتعمد إنكارها في مراكز زكمت رائحة الغش فيها الأنوف حتى صارت فضائح من خلال نتائج مبالغ فيها بشكل مفضوح ؛ ولو صدق الغشاشون ؛والساكتون على الغش؛ والمدافعون عنه فيها واعترفوا لما فاقت نتائجها نتائج موريتانيا الشقيقة التي لم تتجاوز 5 في المائة والتي عبر أحد مسئولي التربية فيها عن خيبة أمله في نتائج البكالوريا المتدنية بشكل فضيع في لقاء مع قناة الجزيرة بينما راح مستشار وزارتنا الوصية الذي استدعي بدوره لنفس البرنامج يمتدح الوضع عندنا ولسانه حاله يقول : بعيد الشر عن منظومتنا التربوية خلاف المسئول الموريتاني وخبير تونسي شارك في البرنامج أيضا واللذين قرعا جرس الخطر. فماذا يقول مستشارنا المحترم في قضية القصاصات وما شابهها؛ وهل هي مؤشر على عافية المنظومة التربوية ؟؟ أم أنها لا تعدو منظومة موريتانيا التي اختارت أن تكون صريحة مع أبنائها عوض التفاؤل الزائد عن الحد والذي لا يمكن أن يغير من الوضع الفاسد شيئا ؟؟