قصة الراهب والنملة والضفدعة
يحكي أن راهبا عاش علي قمة جبل في كوخ بسيط فقير...
رغم بساطة الكوخ وفقره إلا أنه كان يطل علي مشهد شديد الصفاء
ثمة بحيرة صغيرة في وسطها صخرة بيضاء
وبعيدا من هذا المشهد اشجار كثيفة تضفي علي المكان مسحة من جمال اللون الاخضر بدرجاته المختلفة.
في هذا المكان عاش اكثر من مخلوق..
عاش الراهب في كوخه
وعاشت مع الراهب نملة في نفس الكوخ
وعاشت ضفدعة في البحيرة
وذات صباح
جلست الضفدعة علي شاطيء البحيرة
ظهرت النملة وكانت تسير نحو الضفدعة.
وصلت النملة الي الضفدعة.. توقفت النملة وقالت:
ـ أيتها الضفدعة القديرة التي تعبر البحيرة في قفزات سريعة لا يقدر عليها الانسان وتستحيل علي النمل.
يا ملكة البحيرة.. إنني في حاجة الي عون
قالت الضفدعة
ـ ما شئت فأمري.. لو كان في استطاعتي فعلت.
قالت النملة.
ـ أريد أن أصل لهذه الصخرة البيضاء في البحيرة
سألت الضفدعة
ـ تريدين الذهاب فقط ام ذهابا وعودة
قالت النملة ـ بل ذهابا وعودة
ـ متي تنوين الذهاب
قالت النملة: عندما تتهيأ الشمس للمغيب
اتفق الاثنان علي الموعد المحدد.. ووصلت النملة قبل موعدها بوقت كاف..
وراحت تدور في دوائر ومربعات حتي وصلت الضفدعة, وقفت الضفدعة وقفة تتيح للنمله ان تركبها.. وصعدت النملة حتي وصلت الي مكان آمن وقالت للضفدعة
ـ لا داعي للسرعة
وقفزت الضفدعة في مياه البحيرة وراحت تسبح وتقفز حتي وصلت الي الصخرة البيضاء
نزلت النملة من مكانها في جسم الضفدعة واسرعت تصعد الصخرة, كان في فمها شيء
تخفيه, وكان واضحا انها تعرف طريقها علي الصخرة وصلت النملة الي قمة الصخرة واختفت هناك دقائق, بعد ذلك عادت وهي لا تحمل في فمها شيء....
كانت الضفدعة تنتظر.. وعادت بها الي شاطيء البحيرة...
واسرعت النملة عائدة الي الكوخ
لم تكن هذه الرحلة الغريبة تثير دهشة الضفدعة او تدفعها الي التساؤل, ولكن الراهب ـ وكانت بينه وبين النملة صداقة ـ لاحظ ما كان يجري بشكل يومي منتظم
فكر الراهب بينه وبين نفسه في الرحلة الغامضة التي تختفي فيها النملة كل يوم.. واراد ان يسألها ولكنه تراجع..
يعرف الراهب ان في الكائنات أسرارا لا تصلح معها الاسئلة ولا تجوز ومرت الايام, ونفد صبر الراهب وقرر ان يكشف سر النملة, وخرج وراءها حين خرجت, وتتبعها حتي وصلت الي الصخرة واختفت فيها, ظل الراهب يرقب المشهد وظل مختفيا حتي انصرفت النملة, ونظر الراهب ليري ما في الصخرة فوجد دودة صغيرةتأكل ما احضرته النملة.. وعاد الراهب الي كوخه بعد ان رأي كيف يرزق الله تعالي الدودة في بطن الحجر.