وإليك هذه القصة الشهيرة ..
لا أظن أحداً منا لم تسمع بزرقاء اليمامة او لم يمر عليهـا هذا الإسم ..
تلك الزرقاء كانت تكتحل بحجر الإثمد سبحان الله وكانت أول من اكتحل به من العرب ..
فكان له الفضل بعد الله في حدة بصرها ..
فكانت مضرب المثل حيث قيل :
أبصــر من زرقاء اليمامـــة
زرقاء اليمامة هي امرأةٌ مشهورةٌ بحدّةِ البَصَر (قوّة النَّظر)،
وكانت تعيشُ في اليمنِ في منطقةِ اليمامة.
كانت لقوَّةِ بصرها –سبحان الله- تُبصرُ الشعرة البيضاءَ في اللبن، وتستطيعُ أن ترى
الشخص المسافر على بُعدِ ثلاثة أيَّام (أي من مسافة 100ميل تقريباً).
وكانت تُنذر قومَها من الجيوش إذا غزتهم (أي إذا أرادوا أن يهجموا على قبيلتها)
فلا يأتيهم جيشٌ إلا وقد استعدُّوا لهم. فقد استفاد منها قومُها كثيراً.
وذاتَ مرَّةٍ، أرادَ العدوُّ أنْ يهجمَ على قبيلتها، وقدْ سمِعَ بقدرةِ زرقاء اليمامة على
الإبصار الشديد، فعملَ حيلةً حتَّى يزحفَ على قومِها دون أن تشعر هذه .
قطع العدوُّ شجراً امسكوه أمامهم بأيديهم وساروا. ونظرت الزرقاء فقالت: إنِّي أرى
الشجرَ قد أقبلَ إليكم. فقال قومُها –وقد سبق القدر- لقد خَرِفْتِ،
وضعفَ عقلُك، وذهبَ بصرُك. فكذَّبوُها.
وفي الصَّباح هجمَ عليهم العدوُّ.. وقتلوا زرقاء. وقوّروا عينيها فوجدوهما غارقتين
في الإثمد من كثرةِ ما كانت تكتحل به.
لذلك صار هذا المثل يُضربُ لكلِّ من كان بصرُهُ حادّاً ..
][ .. طريقة الإكتحال به .. ][
أخية فلتكن طريقتك كما كان يكتحل به النبي صلى الله عليه وسلم :
فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا اكتحل بالإثمد يكتحل في اليمنى ثلاثة يبتدأ بها و يختم بها و في اليسرى اثنتين "
][ .. وللرموش .. ][
فأعرف أختاً قامت بخلط الإثمد مع قليل من زيت الخروع وكانت تضعه كل ليلة في رموشها بفرشاة الماسكرا
فمضى عليها ما يقارب الشهرين أو اقل وسبحااااان الله فرق بين رموشها قبل وبعد ..
][ .. أما وصف الإثمد .. ][
قال ابن حجر : ( و الإثمد حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة يكون في بلاد الحجاز و أجوده ما يؤتى به من
أصفهان ) .
وتجدونه غالباً عند العطار .. مائلاً للحمرة ..
البعض يقولون قد يكون مختلط به مواد اخرى أو كذا .. فلا يثقوا به ..
فلهم أقول بإمكانكم شراء حجر الإثمد من العطار ثم قوموا بطحنه أنتم طحنا جيداً جداً حتى تستطيعوا الإكتحال به ..
][ .. وفي زاد المعاد .. ][
يقول ابن القيم رحمه الله :
إثمد: هو حجر الكحل الأسود، يُؤتى به من أصبهان، وهو أفضله، ويؤتى به من
جهة المغرب أيضا، وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص، وداخله أملس ليس
فيه شيء من الأوساخ .
ومزاجه بارد يابس، ينفع العين ويقويها، ويشد أعصابها ويحفظ صحتها، ويذهب
اللحم الزائد في القروح ويدملها وينقى أوساخها، ويجلوها ويُذهب الصداع إذا
اكتحل به مع العسل المائي الرقيق .
وإذا دُقّ وخلط ببعض الشحوم الطرية ولطّخ على حرق النار لم تعرض فيه
(خشكريشة ) ونفع من التنفط الحادث بسببه ، وهو أجود أكحال العين لا سيما
للمشايخ، والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جُعل معه شيء من المسك.
زاد المعاد 4 /283
][ .. علماء الطب .. ][
ويؤكد علماء الطب صدق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم :
يؤكد الدكتور حسن هويدي أن جلاء البصر بالإثمد إنما يتم بتأثيره على زمر
جرثومية متعددة ، وبذلك يحفظ العين و صحتها ، إذ أن آفات العين التهابية
جرثومية و عندما تسلم الملتحمة من لاحتقان يمكن أن يكون البصر جيداً .
و يقول أن إنباته للشعر ثابت علمياً ، إذ أن من خصائص الإثمد الدوائية
تأثيره على البشرة و الأدمة فينبه جذور الشعرة و يكون عاملاً في نموها ،
لذا يستعملون مركباته ( طرطرات الإثمد و البوتاسيوم ) لمعالجة بعض السعفات
والصلع بحيث تطبق على شكل مرهم بنسبة 3% و هذه الفائدة في إنبات الشعر تنفع
العين أيضاً لأنها تساعد على نمو الأهداب التي تحفظ العين و تزيد في
جمالها .
يا لروعة الاختيار النبوي ، لقد كان عند العرب زمن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأكحال استعملوها للزينة ..
و كما يقول الدكتور محمود ناظم النسيمي:
( فقد فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم كحل الإثمد لأنه يقوي بصيلات أهداب
العين فيحفظ الرموش فتطول أكثر ، وبذلك تزداد قدرتها في حفظ العين من أشعة
الشمس و في تصفية الغبار و الأوساخ ، فتزيد الرؤيا وضوحاً و جلاء أكثر
منها في استعمال الأكحال الخالية من الإثمد ) .
][ .. أخيراً .. ][ستجدين في الإثمد فوائد جمة ..
رموش وأهداب كثيفة طويلة ، وبصر حاد .. وجمال ملفت .. وصفاء للعين وسلامة لها ..
والأهم أن يكون هناك يقين بالله سبحانه وتعالى باستخدامه كدواء لما أحتيج له .. والأثر الحاصل بعده بفضل الله تعالى ..
وأسأل المولى عز وجل ان يرزقني وإياكن سلامة البصر والبصيرة ..