أدمن Admin
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 6804 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: قصة المثل " أبلغ من قس بن ساعدة " الخميس مارس 29, 2012 10:14 am | |
| قُسُّ بن ساعدة بن حُذَافة بن زُهَير ابن إياد بن نِزَار الإيادي. من حكماء العرب قبل الإسلام. توفي حوالي عام 600 م (حوالي 23 قبل الهجرة).
يذكر أحمد أمين أن أدباء العرب ذكروا أن ابن ساعدة كان نصرانيا و أنه أسقف كعبة نجران و كذلك محمد حسين هيكل، بينما يقطع لامانس في كتابه عن يزيد ببطلان ذلك ويذكر أنه لم يكن له صلة بنجران و يرجِّح أنه من الحنيفية، و يعده الشهرستاني في كتاب الملل و النحل بين من "يعتقد التوحيد و يؤمن بيوم الحساب"، كما روى الطبري أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله قسا! إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم"
رآه محمد صلى الله عليه وسلم قبيل البعثة يخطب في الناس في سوق عكاظ
و يروى كلا من الطبري في البداية و النهاية و المسعودي في مروج الذهب أن محمدا صلى الله عليه وسلم سأل عنه وفد إياد يوم فتح مكة فأخبروه أنه مات، ثم إنه روى لهم كيف رآه في عكاظ قبل البعثة ثم سرد لهم خطبته يومذاك، و ترحّم عليه «يُبعثُ يوم القيامة أمةً وَحَده.»
بينما يروي ابن عبّاس أن محمدا صلى الله عليه وسلم سأل عنه وفد بكر بن وائل: "ما فعل حليف لكم يقال له قس بن ساعدة الإيادي?"
أما الحسن البصري فتُروى عنه قصة مشابهة لما سبق غير أن فيها الجارود بن المعلى بن حنش بن معلى العبدي الذي كان نصرانيا يوم قدم على محمد صلى الله عليه وسلم في رجال من عبد القيس أكد لـمحمد صلى الله عليه وسلم أنه عرَف ابن إياد و روى له من أخبار و أقوال ابن إياد منها أنه كان نصرانيا، و أن محمدا صلى الله عليه وسلم روى له واقعة عكاظ.
تُنسب إلى قس بن ساعدة أفعال عديدة، و أقوال كثيرة شعرا و سجعا و نثرا كعديدين من حكماء العرب .
فيٌنسب إليه أنه أوّل من خطب متئكا على عصا، و أول من كَتَب "من فلان إلى فلان" و أول من قال "أما بعد" وأول من قال "البينة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر"
و يُنسب إلى قس بن ساعدة قوله: "كلا بل هو إله واحد، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدى، وإليه المآب غدا". وقوله: "كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود". وهذا فيه من سورة الإخلاص معنا وليس لفظا وبلاغة.
و كذلك قوله: "يا معشر إياد، أين ثمود وعاد، وأين الآباء والأجداد. أين المعروف الذي لم يشكر، والظلم الذي لم ينكر، أقسم قس بالله إن لله لدينا أرضى من دينكم هذا".:
فـي الـذاهـبــيـــن الأ ولـــيــ *** ــن مـن القرون لنـا بـصـائـر
لــمـــــا رأ يــــت مــــواردا *** للــموت لـيـس لهـا مصــادر
ورأ يــت قومـــي نـحـوهــا *** يمضي الأصـاغر والأكـابر
لا يــرجـع الــمـــاضـي ولا *** يـبـقى مـن البـاقـيـن غـابـر
أيــقــنــت أ نــي لا مـحــــا *** لة حيث صار القوم صائر
وجاء في كتاب "النصوص الأدبية" (مكتبة الرشاد) ذكر قس بن ساعدة. يقول المؤلفون: "وقد نزل القرآن مصدقا لقوله، مقرا طريقة قس في الاستدلال بعجائب المخلوقات على وجود الخالق" ورووا له هذه الخطبة:
أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا؟ تبا لأرباب الغافلة والأمم الخالية والقرون الماضية.
يا معشر إياد، أين الآباء والأجداد؟ وأين المريض والعواد؟ وأين الفراعنة الشداد؟ أين من بنى وشيد، وزخرف ونجد؟ أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال أنا ربكم الأعلى؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأطول منكم آجالا؟ طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم الدهر بتطاوله، فتلك عظامهم بالية، وبيوتهم خاوية، عمرتها الذئاب العاوية. كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود". وذكروا له الأبيات المعروفة: "في الذاهبين الأولين... "
وينسب الرواة إلى قس بن ساعدة حكما كثيرة منها: "إذا خاصمت فاعدل، وإذا قلت فاصدق، ولا تستودعن سرك أحدا، فإنك إن فعلت لم تزل وجلا، وكان بالخيار، إن جنى عليك كنت أهلا لذلك، وإن وفى لك كان الممدوح دونك. وكن عف العيلة مشترك الغنى تسد قومك". ومنها: "من عيرك شيئا ففيه مثله، ومن ظلمك وجد من يظلمه، وإذا نهيت عن الشيء فابدأ بنفسك. ولا تشاور مشغولا وإن كان حازما، ولا جائعا وإن كان فهما، ولا مذعورا وإن كان ناصحا". وقالوا انه هو أول من قال: "البينة على من ادعى واليمين على من أنكر"، وأول من قال: "أما بعد".
| |
|