هي الملوك تتساقط سقوط اوراق الخريف ، وتعلوا على مدى الافاق بكل حيف ، هي حال الدنيا لواعتبرنا من انف السنين ، ولكن وا حسرتاه علينا نحن البشر المساكين ، كلما علونا ظننا العلو شموخ ازلي ، والملك بقاء ابدي ، ولكن سنن الله في الكون معلومة ، ومن جحدها وغفل عنها في ظلامة وغمومة ، لو تدبرنا ولو قليلا ، ولو فكرنا حتى في ثواني معدودة ، لما طاب لنا في الدنيا بقاء ، ولا تحولت احوالنا الى صفا ء ونقاء ، هي الدنيا كرة يتلاعب بها الشيطان بامر مقضي ، والانسان لاعب فيها ، فمن لاعب جيد مجيد متمرس فرس حادق ، يخاشنها ويتحايل عليها لا محالة رابح فائز ، الى لاعب سيئ لا يعرف اسرارها ودورانها حتما خاسر ، شعوب مضت ، وحضارات زالت وفنت ، وقد شيدت وبنت مالا يتصوره ولا يتحمله عقل ، ولكن مالا يتصوره العقل هو كيف يجحد مشيد تلك القصور ، وصانع روعة تلك البحور ، ومبدع خلقة الاجناس ، من اناث وذكور ، فلا شك ولا ريب كل من عليها فان ، الا من خلق الحياة والفناء .