طبائع العباد

شبح هو الذي ظهر،ام انس هو كالبشر، ام خيال تبدى ، تلك حالة المسكين منذ ولادته ، لم يدرك معنى الحياة ، ولم يذق حلوها ، وماظنه بنفسه اهو بشر ام لا تساؤلات كثيرة تخالجه ، افكاره في دوامة تكاد تغرقه ، في متهات لا حصر لها ، صعبة هي احواله ، لا تسر عدو ، ولا تغبط احبته ، جوع دائم تشتكيه الامعاء، وحفي لزمه منذ بدء الحياة ، شحيب وجه ، انكد المظهر من راءه حتما يهرب ، لباس مرقع ، ازرار ليس لها في قميصه سوى رسم طلل ، ماعساه المسكين يفكر ويعمل ، ضنك معيشة ،وسواد ايام مريرة ، ثواني لديه ساعات ، وساعات العمر لها مذاق الحنظل ، هو المسكين المنكر المعيشة ، حاله الظاهرة تبدي لك ماسي ، ومعارك ترويها النظرات ، ولكن حال الباطن عالم مكتنز ، كنوز وجواهر في القناعة مبرز ، حمد وشكر ، وقلة الشكوى والتنكد ، حلم مع علم كامل ا لتعبد ، هي صور الحياة ، واخر جن تبدى للبشر ، طير كعقاب، او اسد ازور المنظر ، لباس بهي ، ومنظر الشكل حلو زهي ، طعام كله شهي ، شراب فراث نقي ، بطن كجبل علي ، مركب فاخر يدل على انه شخص ثري ، له مقام بين الخلائق سوي ، يلقى التحايا من كل شيئ حيي ، هو حال الظاهر البذي ، ولكن حال الباطن شيئ فري ، غرور بدي ، وفهم عصي ، وتكبر جلي ، طمع وشجع مراي ، محب للحياة ، مجد لكسب الملاذات ، هي اصناف الحياة ، وافكار العباد ، كل له نهج يسير فيه ، فانظر في حالك ، وادعوا الاله ليصلح شانك ، واقنع بقسمة المالك