لم يعد اسم القارة الإفريقية مرتبطا فقط بالفقر والمجاعات والأوبئة، فها هي
القارة السمراء تطرق أبواب التقدم الصناعي والتقني عبر جامعاتها الوطنية،
فخلال الآونة الأخيرة أطلقت شركة "VMK" كونغولية أول جهاز لوحي إفريقي في
العالم، والآن تزيح جامعة "ماكيري" بمدينة "كمبالا" الأوغندية الستار عن
أول سيارة كهربائية إفريقية تحمل اسم "Kiira EV"، لعلها بزوغ فجر حقبة
جديدة في مجال وسائل النقل والتنمية بأوغندا.
وطُورت هذه السيارة على يد 25 طالبا معظمهم من كليات الهندسة والتصميم
والفن والتكنولوجيا بجامعة ماكيري، حيث بدأت الفكرة كمشروع بحث تحت عنوان
"Vision 200" عام 2007، بعد أن اختيرت من قبل معهد "ماساشوستس للتكنولوجيا
بالولايات المتحدة الأمريكية لتصميم محرك سيارة هجين يجمع بين الكهرباء
والوقود معا، وذلك على هامش مؤتمر "VDS" لعام 2006، وهو اختصار لـ"Vehicle
Design Summit"، وهو مؤتمر يرتكز على تقديم التصميمات الجديدة فيما يخص
وسائل النقل، حيث يدعو معهد ماساشوستس الطلاب المتميزين من 27 جامعة من
جميع أنحاء العالم وكان طلاب جامعة أوغندا من المدعوين لذاك العام.
وعن المواصفات التقنية للسيارة، فهي مكونة من مقعدين، وتبلغ سرعتها حتى
الآن 65 كيلومترا في الساعة، وهي صديقة للبيئة حيث لاتوجد أي انبعاث غازية
ملوثة، وقوة محرك العجلات الأمامية للسيارة 18 حصان.
كما تخطط الجامعة لزيادة سرعتها في المستقبل إلى 150 كيلومترا في الساعة،
وتحتاج للشحن بعد قطع مسافة 80 كيلومترا، فضلاً عن أنها تبحث حاليا دمج
ألواح شمسية على السطح الخارجي للسيارة لتوليد كهرباء تكفي لشحنها وأكثر.
وقال أستاذ الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر بالجامعة والمخطط الرئيسي
للمشروع تيكودري توجبوا: "تعتبر هذه السيارة أكبر دليل على مفهوم تعزيز
القدرات المحلية لأوغندا في مجال أبحاث تكنولوجيا النقل والتنمية"، فيما
قال المشرف على المشروع باول إيزاك موساسيزي: "عندما بدأنا هذا المشروع منذ
3 سنوات، أردنا أن نثبت قدرة أوغندا على تطوير التكنولوجيا ومواكبة
التقنيات الحديثة على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وغيرهما من
الدول الغربية".
وأكد باول أن هذه الخطوة ستمهد الطريق لإنشاء صناعة السيارات داخل البلد.
ومن المخطط أن يتم طرح سيارة "Kiira EV" بالأسواق بسعر 15 ألف دولارا أمريكيا، بعد أن اجتازت مراحل الاختبار بكفاءة ونجاح.
وفي سياق متصل، يعكف حاليا حوالي 25 باحثا من الجامعة على
مشروع يهدف إلى تصميم حافلة مكونة من 30 مقعدا، على أن يبدأ تنفيذ المشروع العام المقبل.