يا إلهي...عندما نعشقُ ماذا يعترينا ؟
ما الذي يحدثُ في داخلنا ؟
ما الذي يكْسَرُ فينا ؟
كيف نرتدُّ إلى طور الطفولَهْ..
كيف تغدو قطرةُ الماء محيطاً
ويصير النخلُ أعلى
ومياه البحر أحلى...
وتصير الشمسُ أسواراً من الماس ثمينا
حين نغدو عاشقينا....؟!
يا إلهي
عندما يضربنا الحبُّ على غير انتظارِ
ما الذي يذهبُ منَّا ؟
ما الذي يولدُ فينا ؟
كيف نغدو كالتلاميذ الصغارِ
أبرياءً ساذجينا.....
ولماذا عندما تضحكُ محبوبَتُنا ؟
تُمطر الدنيا علينا ياسَمينا
ولماذا عندما تبكي على رُكْبتِنَا
يُصبحُ العالمُ عصفوراً حزينا ؟
يا إلهي....
ما يُسمَّى ذلك الحبُّ الذي ظلَّ قروناً وقرونا
يقتلُ القتلى .. ويحتلُّ الحُصُونا
ويُذلُّ الأقوياءَ القادرينا
ويُذيبُ البُسَطاءَ الطيبينا..
كيف يغدو شَعْرُ من نهوى سريراً من ذهب؟
وفمُ المحبوب خمراً وعنبْ
كيف نمشي وسَط النار
ونلتذ ُّ بألوان اللَّهبْ؟
كيف نغدو - عندما نعشقُ- أسرى
بعدما كنّا ملوكاً فاتحينا....
ما نُسمّي ذلك الحبُّ الذي يدخُلُ كالسكِّين فينا ؟
أنُسمّيه صُداعاً ؟
أم نسمّيه جُنونا ؟
كيف يغدو الكونُ في ثانيةٍ
واحةً خضراءَ .. أو ركناً حنونا
حين نغدو عاشقينا
يا إلهي...ما الذي يحدثُ في منطقنا ؟
ما الذي يحدثُ فينا ؟
كيف تغدو لحظةُ الشوق سنينا
ويصير الوهمُ في الحب يقينا
كيف تختلُّ أسابيع السنهْ ؟
كيف يُلغي الحبُّ كلَّ الأزمنَهْ ؟
فيصير الصيفُ يأتي في الشتاء
ويصير الوردُ ينمو في بساتين السماء
حين نغدو عاشقينا........
يا إلهي...كيف نستسلمُ للحُبّ ، ونُعطيهِ مفاتيحَ الأمانْ
وإليه نحمل الشمعَ ، وعطرَ الزعفرانْ
كيفَ ننهار على أقدامه مستغفرينا
كيف نسعى لحماهُ .. قابلينا
كلَّ ما يفعل فينا
كلَّ ما يفعل فينا...........
"
"
"
نزار قباني