كثيراً مايتردد هذا السؤال حتى بات من الأسئلة الشائعة وغير المستغربة في رمضان ..
متى تخلصون التراويح ؟ متى تبدأون الصلاة ؟ كم الوقت المستغرق لأداء الصلاة ؟
أصبح شغل الناس الشاغل في رمضان هو الحديث عن سرعة وبطء أداء صلاة التراويح والمقارنة بين المساجد وذكر أطولها وأقصرها في أداء صلاة التراويح حتى أصبح الإمام في حرج شديد مما سيواجهه من المأمومين خلفه وربما أصبح هاجسه في الصلاة هو متى سيفرغ منها ... فإنا لله وإنا إليه راجعون .
الصلاة هي تلك العبادة التي كان يفزع إليها النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر وكان يقول ( يا بلال : أقم الصلاة أرحنا بها ) هذه الصلاة قرة عين الموحدين وسلوة المنكوبين والبائسين يناجون بها رب العالمين وهو أرحم الراحمين يتملقون إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ليذهب غماً ويكشف كرباً ويعطي فضلاً وينشر رحمة يجدون بها أنسهم وراحتهم .. كيف لا وهي مناجاة مع ربهم رب العالمين الذي هو على كل شيء قدير .. كل شيء يعني كل شيء لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء... أليس حرياً بنا أن نؤديها في خشوع ؟؟ هل يليق بنا أن نجعلها كأنها حمل على ظهورنا نريد التخلص منه ؟!
لست هنا بمقام مناقشة الطول المناسب للصلاة وأيهما أفضل إطالتها أم تقصيرها فمثل هذه الأمور مرجعها إلى العلماء لكن ما أردت قوله هو توجيه رسالة إلى المصلين أن اصبروا واحتسبوا الأجر من الله واعلموا أن أجركم على قدر تعبكم كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلموا أنكم في خير مادمتم في الصلاة فلا تضيعوا الأجر بتأففكم منها واحمدوا ربكم أن أطال أعماركم حتى أدركتم رمضان واحمدوه أن وفقكم للقيام بين يديه فهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء فانظروا إلى غيركم من اللاهين الضائعين في هذه البلاد وخارجها من الذين لم يعرفوا لهذه الصلاة قدرها ولم يشعروا بأهميتها ثم إن كلها أيام معدودات نصلي بها التراويح ثم تنقضي ولا تعود إلا في السنة القادمة ولا ندري هل ندركها في السنة القادمة أم تكون هذه التراويح هي الأخيرة لنا في هذه الحياة...
..
إخواني : تفكروا في تلك الآيات التي تقرأ على مسامعكم تلك الآيات التي كما قال الله عنها ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ..) تفكروا في تلك الأدعية والابتهالات التي تسمعونها ..تقول عائشة رضي الله عنها ( فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش . فالتمسته . فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد . وهما منصوبتان . وهو يقول " اللهم ! أعوذ برضاك من سخطك . وبمعافاتك من عقوبتك . وأعوذ بك منك . لا أحصى ثناء عليك . أنت كما أثنيت على نفسك " ).رواه مسلم. يا الله كم دعونا في تراويحنا بهذا الدعاء ولكننا لم نستشعره حق الاستشعار .
..
اللهم اجعل قرة أعيننا في الصلاة , اللهم إنا نسألك قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وعيناً من خشيتك دامعة ..
اللهم اجعلنا في هذا الشهر الكريم من عتقائك من النار .. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا ...
اللهم إنا نسألك أن تعلمنا ما ينفعنا وأن تجعل ما كتبناه حجة لنا لا علينا ...
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ... اللهم آمين.