عرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها في طريق عودته من مصر، فكانت هدية المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأختها فأسلمتا قبل وصولهما إلى المدينة، فأمسك النبي مارية وقدم أختها سيرين لحسان بن ثابت، لأنه كره أن يجمع بين الأختين لعدم جوازه كما جاء في القرآن.
وكانت مارية بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العالية في المال الذي صار يقال له سرية أم إبراهيم، وكان يطؤها على أنها مما ملكت يمينه إلا أنه كان يضرب عليها الحجاب مثل الحرائر، وكن نساء النبي صلى الله عليه وسلم يغرن منها أشد الغيرة فغيّر إقامتها إلى العالية بعيدا عنهن، وكان يختلف إليها أحيانا حتى حملت منه.
وفي السنة الثامنة من الهجرة في شهر ذي الحجة ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية، وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها النبي لذلك وصارت بهذا زوجته وأما للمؤمنين مثل باقي زوجاته الأخريات، حيث قال في هذا ابن عباس، أن النبي قال في مارية لما ولدت إبراهيم: "أعتقها ولدها"، حيث عاش إبراهيم 18 شهرا ثم توفته المنية لمرض أصابه، وأما مارية فتوفيت في عهد عمر بن الخطاب بعد النبي بخمس سنوات