تنطلق اليوم29/07/2011 عملية التسجيل للموسم الجامعي المقبل ويريد معظم الطلبة إنهاء عملية التسجيل قبل انطلاق الشهر الفضيل، لأجل أخذ قسط من الراحة، حيث نسى معظمهم يوم فاجعة التوجيه الذي أنساه فرحة النجاح في البكالوريا
وابتلع الطلبة الصدمة وباشروا التحضير للتسجيل، وعلمنا أن الفنادق التابعة للولايات الجامعية الكبرى مثل قسنطينة وسطيف والعاصمة ووهران وتلمسان قد حجزت لأبناء وأولياء اتجهوا منذ أمس الجمعة إلى المدن الجامعية، حتى يكونوا اليوم السبت في الموعد، رغم أن الحاصلين على علامة جيد في البكالوريا مازالوا هم الاكثر غيضا، لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق واحدة من الخيارات الست الأولى. ورغم أن الطلبة الجيدين وغالبيتهم لم يحققوا أحلامهم، خاصة أنهم طلبوا الصيدلة والطب وجراحة الأسنان والهندسة المعمارية والدراسات البترولية، قرروا إعادة شهادة البكالوريا مع الأحرار، بحثا عن علامة جيد جدا التي بقيت وحدها العلامة التي تكفل للطالب الناجح الحصول على مبتغاه دون حرج، إلا أن معظمهم رضي بمصيره وقرر التسجيل بداية من اليوم وبقي العائق هو الجامعات المتواجدة على مسافة بعيدة.
الطلبة باشروا السؤال عن الكثير من التوجيهات التي لم يسمعوا بها من قبل، ومنها بالخصوص التقنية، حيث أن الطلبة سيسجلون وهم لا يعرفون هوية ما يدرسون ولا حتى مصيرهم بعد التخرج وهناك من وجد صعوبة حتى في تسمية الشعبة التي وُجّه لها ولا السنوات التي تستغرق دراسته فيها ولا اللغة التي سيدرس بها.
وبدت المناورة واستعمال النفوذ لأجل مباشرة تغيير الشعبة والقفز على حاجز المعدّل المتدني صعبة جدا ومستحيلة ومعقدة خاصة في الفروع الطبية الثلاث؛ وهي الطب والصيدلة وجراحة الأسنان، حيث سيتم التسجيل في الولايات التي بها كليات طبية وتنقل التسجيلات إلى العاصمة دون تغييرها مهما كانت الأسباب.
وكانت كلية الطب بقسنطينة قد شهدت في عام 2009 حادثة مأساوية لطالبة لم تتمكن من المعدل الذي يسمح لها بدراسة الطب عندما حازت شهادة البكالوريا ولكن تدخل والدها باستعمال نفوذه مكّنها من دراسة الطب وحققت حلمها ونجحت من دون أي تعثر على مدار سنوات الدراسة في كلية الطب وبعد بلوغها السنة السابعة طب تم توقيفها عن الدراسة، لأن الوزارة اكتشفت أن معدلها في البكالوريا متدن، ولا يمكنها دراسة الطب، إذ قام والدها برفع دعوى قضائية ضد الكلية، ولكن مستقبل الطالبة ضاع وهي حاليا تزاول الدراسة في شعبة أخرى رغم تفوقها في الطب ورغم تضييعها لسبع سنوات كاملة في السهر.
مصير هذه الطالبة والتي سبق للشروق التطرق لقضيتها أخاف الأولياء بما في ذلك النافذين وحتى الذين يعملون في وزارة التعليم العالي، لأنه لا أحد سيضمن بقاء الأوضاع على حالها بعد سنوات الدراسة الطويلة وحتى الطالب يرفض المراهنة على شخصية أو فرس قد لا يكون إلى جانبه يوم موعد تسلم الشهادة الجامعية.