عاشت التلميذة كنزة غقال طوال 20 يوما حالة نفسية وصفتها بالصعبة، ولما ابتسم لها حظ النجاح عاشت فرحة لم تقدر على وصفها أنستها تلك الأيام العصيبة وهي تستلم شهادة نجاحها في البكالوريا بعد مرور عشرين يوما على إعلان النتائج.
"الشروق" التي تناولت قضية الخطأ غير المقصود الذي أدرجها في عداد الراسبين كانت أول من سمع بالنبأ السعيد في اتصال هاتفي من والدها جلول لحظة خروجه من المركز الجهوي للمسابقات والامتحانات بباتنة قبل اللقاء مع كنزة التي دعتنا إلى شخشوخة بسكرية خالصة، فضلت أن تحضرها بنفسها. فرحتي لا توصف قالت كنزة وراحت تثني على الجهد الكبير الذي بذله والدها في رحلة سعيه إلى تصحيح خطأ ورد في كشف نقاطها باحتساب معامل مادة اللغة الاسبانية التي لم تمتحن فيها أصلا لأنها لم تدرسها، وقد أعفاها الديوان منها وأثمرت المساعي بتحقيق المبتغى ليرتقى معدلها إلى 10.73 .
نبأ الرسوب ألزم كنزة الفراش يومين متتاليين رغم إقناعها من طرف شقيقتها بوجود خطأ في كشف نقاطها، لأنها فقدت الأمل كما قالت غير أن بصيص أمل عاد إليها لما أدركت أن كل من يحيط بها مقتنعون بإمكانية تصحيح الخطأ فانتقلت إلى العاصمة رفقة والدها لتغيير الجو- كما قالت- ولطرح القضية على الأمين العام لوزارة التربية .
في هذا السياق تقول كنزة: "كنت عصبية بعض الشيء مع خالدي وأظنه تفهم حالتي كما لو أنني ابنته وبالمناسبة أشكر مدير التربية لولاية بسكرة ومدير الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات ووزير التربية والأمين العام للوزارة على وجه التخصيص، واعتذر له إن فقدت لباقتي لحظة غضب لم أتمالكه، كما أشكر والدتي التي صامت طوال تلك الفترة متضرعة لله أن يحقق الحق في قضيتي".
أما نبأ النجاح فأيقظها من حزنها الدفين الذي لازمها لتستعيد أمانيها الطفولية لما كانت تحلم أن تصبح إعلامية ماهرة أو أستاذة في الفنون التشكيلية أو رياضية متمرّسة هذه أمانيها التي يبدو أنها لن تتحقق بحسب الشعب المقترحة عليها للاختيار، لكن حلمها بولوج الجامعة من بابها الواسع كان أملها الأكبر وهاهو يتحقق ما أثلج صدر والدها جلول الذي نصحها أن تبذل جهودا كبيرة لتكمل مشوارها الدراسي دون تعثر
المصدر جريدة الشروق اليومي ليوم 30/07/2011