أوقفت مصالح الأمن المشتركة، منذ الإعلان عن الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف لهذه السنة، 1200 شخص متورط في مختلف الجرائم والجنح المرتكبة في الشواطئ، خاصة الاعتداء والسرقة على المصطافين والاستحواذ على هواتفهم وملابسهم ومدخراتهم المالية على مستوى الشواطئ وهو ما ينطبق على المقولة الشعبية "عوم وأعس حوايجك".
وقد احتلت شواطئ العاصمة من مجموع الشواطئ المقدرة بـ 352 شاطئ موزع عبر 14 ولاية ساحلية، حسب حصيلة الدرك والشرطة، المرتبة الأولى، تليها وهران ثم عنابة وعين تيموشنت، فيما تأتي شواطئ جيجل، بجاية وتلمسان في ذيل الترتيب باعتبارها الأكثر أمانا مقارنة بالشواطئ الأخرى.
وحسب الحصيلة ذاتها، فإن عصابات الإجرام اتخذت الشواطئ ومواقع التنزه والترفيه مسرحا لتنفيذ مخططاتها، حيث شكلت نسبة الموقوفين بتهمة سرقة الهواتف النقالة، حصة الأسد من مجموع الجرائم المسجلة، فيما استهدفت عصابات الشواطئ فئة النساء أكثر من الرجال، وعن عمر فئة الموقوفين فقد أفادت ذات الحصيلة أن 40 بالمائة من الموقوفين قصر لا تتعدى أعمارهم 17 سنة.
وفي هذا السياق، تمكنت مصالح الدرك الوطني بزرالدة، من تفكيك عصابتين إجراميتين امتهنتا السرقة والاعتداء باستعمال السلاح الأبيض، في الشواطئ حيث تمكنت فرقة سيدي منيف وفرقة زرالدة من وضع خطة محكمة بالعصابات التي باتت تهدد أمن المنطقة، وذلك بعد الشكاوى العديدة من طرف المواطنين، تتكون العصابة الأولى حسب ما أفاد به لـ "الشروق" قائد كتيبة زرالدة الرائد طارق عطاء الله، من شخصين مسبوقين قضائيا لا يتعدى سنهما 18 سنة يقطنان بمنطقة زرالدة، امتهنا السرقة باستعمال العنف بعد ترصد ضحاياهما بشاطئ زرالدة والذين غالبا ما يكونون من الأغنياء أصحاب السيارات الفخمة والأجانب، حيث يقومون بتمويه المواطنين على أساس أنهما يقومان بالتمارين الرياضية بارتدائهما ألبسة رياضية، يخفيان تحتها أسلحة بيضاء لاستعمالها في الاعتداء والتهديد، وغالبا ما يستغلان أيام العطل الأسبوعية، إذ قاما بالإعتداء على زوجين ينحدران من إحدى ولايات الجنوب وسرقة مجوهرات الزوجة التي حاولت الفرار من قبضتهما لكنها لم تستطع، كما تم الاستحواذ على الهواتف النقالة وآلة تصوير.
رياضة الاختباء والافتراس...تدخل قاموس العصابات
أما العصابة الثانية المتكونة من ثلاثة أشخاص مسبوقين قضائيا ويقطنون بمنطقة القرية التابعة لزرالدة، يقوم أحدهم بالترصد فيما يختبئ الآخران في الأحراش المحاذية للشواطئ ثم ينقضان على فريستهما، وقام أفراد هذه العصابة بعدة اعتداءات، وهو ما لفت انتباه مصالح الدرك حيث قامت بمضاعفة الإجراءات الأمنية على مستوى الشواطئ والمناطق المعزولة التي تعج بالمصطافين، لاسيما أيام العطل الأسبوعية.
وأضاف الرائد عطاء الله أن مصالحه أوقفت أول أمس 4 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و23 سنة يستهدفون المصطافين وخاصة النساء لسرقة حقائبهم وهواتفهم النقالة تحت المظلات الشمسية، حيث ينشطون في كل من شواطئ بالامبيتش، وسيدي فرج "شاطئ بالاس كاريو". كما عالجت مصالح الشرطة عدة قضايا هذا الأسبوع استهدفت زوجين ببحيرة الرغاية، شابا وصديقته في شاطئ عين طاية بالعاصمة، والعديد من الأفراد في الطرق المؤدية إلى شواطئ عين طاية وبرج البحري.
كما تمكنت مصالح الضبطية القضائية التابعة للمقاطعة الغربية لأمن العاصمة، من وضع حد لشبكة تتكون من 12 شخصا بينهم 7 فتيات تتراوح أعمارهن بين 17 و25 سنة تنشط على مستوى شواطئ بالمبيتش، سيدي فرج، خلوفي والمركب السياحي لزرالدة، نفذوا عدة عمليات سطو وسرقة على ضحاياهم، حيث يقمن الفتيات باستدراج الشباب الذين يقصدون الشواطئ للسباحة إلى أماكن معينة، ثم يقوم الشباب الذين ينشطون ضمن أفراد العصابة بالتهجم عليهم والاعتداء بواسطة أسلحة بيضاء، وسرقة أموالهم وهواتفهم النقالة.
في سياق متصل، لم تمض سوى أسابيع فقط من إعلان الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف بتيبازة، حتى اهتزت أربع مدن ساحلية تابعة لإقليم ولاية تيبازة على وقع أربع جرائم قتل مروعة، نفذها منحرفون ليلا وراح ضحيتها شباب في مقتبل العمر لأسباب مختلفة، حيث دشن هؤلاء صيف هذه السنة بلون الدم الأحمر، أربكت حال العديد من المصطافين.