''على قدر أهل العزم تأتي العزائم'' و''تصغر في عين العظيم العظائم''، حكمة المتنبي هذه تنطبق حتما على التلميذ عمر صنات، ابن ولاية تيزي وزو، الذي أبهر كل من سمع قصة نجاحه في افتكاك شهادة البكالوريا.
عن استحقاق وجدارة وهو يرقد على سرير سيارة الإسعاف، تمكن المترشح عمر صنات من ذراع الميزان من نيل شهادة البكالوريا بعد أن أجرى آخر اختبار في الشهادة بعد 3 ساعات فقط من خضوعه لعملية جراحية.
وفي اتصال معه، عبر عمر عن سعادته بنجاحه، وقال في هذا السياق لـ''الخبر''.. ''لم أكن أتوقع أبدا أن أجري عملية جراحية في أيام البكالوريا''. وأضاف ''إصراري على مواصلة الامتحان بعد استفاقتي من التخدير كان نابعا من قناعتي بأن إجاباتي على أسئلة امتحانات المواد الأخرى كانت صحيحة وخصوصا في مادة الرياضيات''. وردا على سؤال إلى من يهدي نجاحه، أشار عمر وبلا تردد إلى والدته التي أصيبت بصدمة لدى سماعها نبأ خضوعه لعملية جراحية في اليوم الأخير من الامتحان، مضيفا أنه عوّض ''الصدمة بفرحة عارمة يوم الإعلان عن النتائج وورود اسمي في قائمة الناجحين''.
وكان عمر قد خضع في اليوم الأخير من امتحان شهادة البكالوريا في حدود منتصف النهار لعملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية، وقبل لحظات من انطلاق الاختبار الأخير، أصر على استئناف الامتحان، حيث رخص له مدير التربية بذلك شريطة أن يتم داخل مركز الإجراء كون القوانين تمنع إخراج مواضيع الأسئلة.
ونقل عمر وهو ممددا على سرير العلاج، إلى مركز علي ملاح بمدينة ذراع الميزان، وقام بإجراء اختبار الفلسفة داخل سيارة إسعاف بحضور مراقبين وملاحظ، وتم تكليف أستاذة لتكتب له، قبل أن يدرج اسمه ضمن المتحصلين على شهادة البكالوريا مثلما نقلته ''الخبر'' آنذاك. الفرحة كانت غامرة في القرية مقر سكن عمر، إذ تهافت المهنئون من كل أركانها. ولتسجيل هذه الحدث في سجلات المدينة، قرر مدير التربية لولاية تيزي وزو تكريم التلميذ عمر في حفل خاص بالمتفوقين مهما كان المعدل الذي نجح به.
المصدر جريدة الخبر اليومي ليوم الأحد10/07/2011