يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم فصوموه ووسعوا على عيالكم فيه فانه من وسع علي عياله و أهله من ماله وسع الله عليه سائر سنته فصوموه فانه اليوم الذي تاب الله فيه على ادم فأصبح صفيا ورفع فيه إدريس مكانا عليا و اخرج نوحا من السفينة و نجى إبراهيم من النار وانزل الله فيه التوراة على موسى واخرج فيه يوسف من السجن ورد فيه على يعقوب بصره و فيه كشف الضر عن أيوب و فيه اخرج يونس من بطن الحوت وفيه فلق البحر لبنى إسرائيل وفيه غفر لداود ذنبه وفيه أعطى الله الملك لسليمان وفى هدا اليوم غفر لمحمد صلى الله عليه وسلم ماتقدم لذنبه و ما تأخر وهو أول يوم خلق الله فيه الدنيا وأول يوم نزل فيه المطر من السماء يوم عاشوراء وأول رحمة نزلت إلى الأرض فمن صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كله وهو صوم الأنبياء ومن أحيا ليلة عاشوراء بالعبادة فكأنما عبد الله تعالى مثل عبادة أهل السماوات السبع ومن صلى فيه أربع ركعات يقرا في كل ركعة الحمد لله مرة وقل هو الله احد إحدى و خمسين مرة(51)غفر له ذنوب خمسين(50) عام ومن سقى ى يوم عاشوراء شربة ماء سقاه الله يوم العطش الأكبر كأسا لم يظمأ بعدها أبدا و كأنما لم يعص الله طرفة عين ومن تصدق فيه بصدقة فكأنما لم يرد سائلا قط ومن اغتسل و تطهر يوم عاشوراء لم يمرض في سنته إلا مرضه الموت ومن مسح فيه على رأس يتيم أو أحسن إليه فكأنما أحسن إلى أيتام ولد أدم كلهم ومن عاد مريضا في يوم عاشوراء فكأنما عاد أولاد أدم كلهم وهو اليوم الذي خلق الله فيه العرش و اللوح و القلم وهو اليوم الذي خلق الله فيه جبريل ورفع فيه عيسى وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة وعن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله عز و جل موعدكم يوم الزينة قال هو يوم عاشوراء فطوبى لمن لمن قدم في هذا اليوم الشريف عملا صالحا و أتجر فيه بالخيرات للآخرة متجرا رابحا و تاب من ذنوبه و خطاياه واقبل إلى مولاه صالحا واتعظ بغيره وقبل ممن أصبح له ناصحا وترك الكبر والدعوى و سلك إلى التقوى طريقا واضحا.