طلب بعض اعداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشاعر المخضرم حسان بن ثابت وذلك قبل إسلامه أن يذهب فينظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يأتي فيذمه ويهجوه ويخرج لهم عيوبه في شعر منظوم فذهب الشاعر الأريب إلى النبي لينظره في مسجده ودخل وجلس بين الصفوف ثم بعد أن قضي المجلس انصرف وذهب الى اهله وقومه فطالعوه فاذا قد تغير وجهه وعاد بغير ما ذهب به فعاجلوه وطلبوا منه ان يهجو النبي صلى الله عليه وآله وسلم فانشد يقول في حالة من الهيام والحيرة والحب :
لما نظرت إلي أنواره سطعت
وضعت من خيفتي كفي علي بصري
خوفا علي بصري من حسن صورته
لست أنظره إلا علي قدري
الأنوار من نوره في نوره غرقت
والوجه مثل طلوع الشمس والقمر
روح من النور في جسم من القمر
كحلة نسجت في الأنجم الزهر
فقالوا : طلبنا منك تهجوه فجأت تثني عليه وتمتدحه ؟
فقال سيدنا حسان : انا واصف والواصف لا يكذب .