استشارة لفضيلة الشيخ محمد العربي الشايشي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

سؤال لفضيلة الشيخ

استشارة لفضيلة الشيخ محمد العربي الشايشي 939732

1 - بعض الأناشيد الاسلامية تكون مصاحبة لأصوات تشبه الموسيقى فما حكم ذلك؟

استشارة لفضيلة الشيخ محمد العربي الشايشي 939732

2 - ما حكم ضــرب الدف في الأناشيد الاسلامية ؟

استشارة لفضيلة الشيخ محمد العربي الشايشي 939732

استشارة لفضيلة الشيخ محمد العربي الشايشي 265366

أشكرك شكرا جزيلا على هذا السؤال.

بالنسبة للأصوات التي تكون مصاحبة لبعض الأناشيد ( مثل أناشيد العفاسي وأبوخاطر...) فهذه ليست موسيقى إنما هي مؤثرات صوتية وذلك بأن تؤخذ أصوات بشرية حسنة أو طيور فيدخلونها في جهاز الكمبيوتر ويعالجونها وفق برنامج معين؛ فتتحول إلى أصوات تشبه أصوات الموسيقى، فهذه اختلف فيها العلماء فمنهم من حرمها؛ لأنها تشبه الموسيقى، ومنهم من أجازها لأن مصدرها مختلف، ، فالموسيقى مصدرها العود والبيانو...، أما المؤثرات الصوتية فمصدرها وأصلها أصوات بشرية وطيور، واذا اختلف المصدر تغير الحكم ؛ كما في الحرير للرجال؛ فإن كان طبيعيا حرم، وإن كان اصطناعيا جاز، مع أنهما لا يكاد يختلفان في منطرهما وملمسهما، ونلاحظ ان حكمهما تغير لأن مصدرهما مختلف، فمصدر الحرير الطبيعي غير مصدر الحرير الاصطناعي، ومثال آخر على هذه القاعدة: لو أنشدت أمام الرجل أحد محارمه أنشودة فهذا جائز، أما لو أنشدت هذه الأنشودة نفسها بنفس الصوت امرأة أجنبية أمام الرجل فهذا حرام، ولماذا كانت الأولى جائزة وهذه الثانية حرام، مع أنها نفس الأنشودة بنفس الصوت تقريبا، الجواب أن المصدر يختلف فالحالة الأولى مصدرها اختلف عن الثانية، فالأولى مصدر الصوت امراة من المحارم، وفي الثانية مصدر الصوت امرأة أجنبية، فلما اختلف المصدر تغير الحكم. فكذلك في مسألة المؤثرات الصوتية.

وعموما فمسألة المؤثرات الصوتية هي مسألة خلافية، وما دامت خلافية فلا ينبغي الانكار على من استمع لأمثال هذه الأناشيد،لأن القاعدة : لا انكار في المسائل الخلافية.

اما اذا تأكد لنا أنها ليست مؤثرات صوتية إنما هي موسيقى؛ فالموسيقى أكثر العلماء على تحريم سماعها، ولم يجزها إلا القليل من العلماء. مع العلم أن يصعب كثيرا التفريق بين الموسيقى والمؤثرات الصوتية؛ فلا ينبغي التسرع في اتهام الناس، والله أعلم

أما ضرب الدف للنساء وسماعه فهذا جائز بالاتفاق، أما بالنسبة للرجال فكذلك جائز ضربه وسماعه.

أما الأدلة الدالة على جواز ضرب الرجال للدف، فكثيرة منها:

1- قوله - صلى الله عليه وسلم -: " فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح"، فدل الحديث أن من علامات الزواج الحلال المعلن الضرب بالدف والانشاد؛ مما يدل على أن الضرب على الدف جائز، وهذا الحكم شامل للرجال والنساء؛ لأنه لم يقيد الخطاب في الحديث لأحد الجنسن.

2- ما روته عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف"، فهذا يدل على أنه جائز للرجال –كذلك- ؛ لأنه قال في الحديث " اضربوا "خطاب للمذكر، ولو كان خاصا بالنساء لقال: "اضربن".

أما سماع ضربات الدف للرجال فكذلك جائز، والدليل على ذلك ما يلي:

1- ما ورد عن بريدة أنه قال: "لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعض مغازيه، جاءته جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني نذرت إن أرجعك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدُّف، فقال لها: إن كنت نذرت فأوف بنذرك"رواه الترمذي، والشاهد من هذا الحديث أنه أمرها أن توفي بنذرها، والنذر لا يوفى به إلا إن كان طاعة، فإن كان معصية فلا؛ كما في الحديث" من نذر أن يطع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه" ، فدل هذا على أن الضرب بالدف واستماعه للرجال ليس معصية.

2- عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنى تدففان وتضربان (أي تضربان بالدف) ، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد " رواه البخاري ومسلم، فهذا الحديث يدل على جواز ضرب الدف للجواري، وجواز استماعه للرجال في المناسبات السارة.

أما ضربات الدف بالايقاع عن طريق جهاز السانتي أو السامبلر أو...، فهي عبارة عن ضربات دف مسجلة في الجهاز، فيعطى له إشارة باستخراج عدد معين من الضربات وما أشبه ذلك كتصفيقات..؛ فإن كان الناتج المسموع هو ضربات دف وما اشبه ذلك فهذا جائز، أما اذا كانت موسيقى فأكثر العلماء يحرم ذلك.
والله أعلم.

جزاكم الله خيرا..

بارك الله فيك

وجزاك الله كل خير