بعثت الأم ابنها البالغ من العمر 13 سنة مع قافلة راحلة من مكة إلى بغداد وأعطته 300 دينار لتوصيلها إلى أحد أقربائه، وقبل الرحيل أوصته بوصية جاء فيها "لا تكذب أبداً"، وفي الطريق هاجم قطاع الطرق تلك القافلة فسلبوا منها ما سلبوا، حتى وصل زعيم اللصوص إلى الغلام فقال له: ما عندك؟!
فأجاب على الفور: عندي 300 دينار.
فقال له: أما تعلم أنني لص؟ فكيف تخبرني بالحقيقة؟
فقال الغلام: "لقد عاهدت أمي ألا أكذب أبداً".
وما إن سمع زعيم اللصوص هذه الكلمات حتى ارتعش ثم قال مذعوراً: "لئن عاهدت أمك بألا تكذب أبداً، فإني أعاهد الله ألا أسرق أبداً. وها أنا أتوب إلى الله"، ثم أرجع المسروقات لأصحابها وصدق التوبة مع الله، ثم عاش زاهداً وكان يُضرب به المثل في الزهد والورع.