نجحت طائرة شمسية في رحلتها التجريبية الأولى ليقترب حلم الإنسان من التحليق حول العالم باستخدام الطاقة الشمسية من التحقق أخيرا.
وقد انطلقت الطائرة، التي أطلق عليها اسم سولار إمبولس Solar Impulse، أي الاندفاع الشمسي، من مطار سويسري في الرابع من أبريل الماضي. وهي مزودة بجناحين مساحتهما تماثل مساحة جناحي طائرة جامبو عملاقة، لكن وزنها لا يتجاوز وزن سيارة صالون. وتغطي جناحي الطائرة الخلايا الشمسيةِ التي تُشغّلُ أربعة محرّكاتِ كهربائيةِ.
ويقول القائمون على مشروع الطائرة إن حجم الجناحين الكبير الهدف منه تقليص آثار الكبح الهوائي على هيكل الطائرة ومن أجل تهيئة سطح كاف للخلايا الشمسية. بينما تم تخفيض وزنها إلى أقصى درجة وتم التخلص من كل جرام غير ضروري من أجل بناء طائرة بهذه الخفة المتناهية. وقوة دفع سولار إمبولس هي قوة دفع دراجة نارية خفيفة بعد أن تم تحسين سلسلة الطاقة إلى أقصى حد.
ويأمل مصممو الطائرة إنتاجِ نموذج أكبرِ قليلاً ليحلقوا به حول الكرة الأرضية في ظرف سنتين.
وكان الغرض الرئيسي من الرحلة التجريبية الأولى التأكد من أن سلوك الطائرة في الجو يتفق مع نماذج المحاكاة الكمبيوترية التي صمموها.
وقال الفريق القائم على تصميم الطائرة في بيان صحفي: «نظرا لأن طائرة بهذا الحجم وهذا الوزن لم تحلق في الجو من قبل، فإن سلوك الطائرة أثناء التحليق يبقى أمرا غير موثوق فيه تماما».
ويقود المشروع برتراند بيكار، الرجل الذي دار حول العالم في بالون هوائي. وهو ينوي أن يقود الطائرة مع أندريه بورشبرج، الرجل الذي شاركه في تأسيس المشروع.
وقال بورشبرج للصحفيين قبل انطلاق الطائرة Solar Impulse: «إنها لحظة شديدة الأهمية بعد سبع سنوات مِنْ العمل».
وقال شهود العيان الذين راقبوا التجربة إن عمليتي الإقلاع والهبوط تمتا بيسر واضح.
وكان فريق الطائرة قد أجرى عليها عدة اختبارات انطلاق محدودة، أسموها «قفزةِ البرغوث»، منذ ديسمبر الماضي، طارت الطائرة خلالها على ارتفاع لم يتجاوز 60 سنتيمترا ولمسافة لم تتجاوز 300 متر.
ويخطط الفريق للقيام بتجربة طيران ليلي في نهاية العام الحالي، ثم سيشرع في بناء طائرة جديدة استنادا إلى نتائج تلك الاختبارات.
لكن الانطلاق الحقيقي للطائرة Solar Impulse سيكون في العام 2012، عندما سيحاول الطياران قيادة الطائرة عبر المحيط الأطلسي قبل أن يحاولا قيادتها في رحلة حول الكرة الأرضية.
التحدي
والحقيقة أن جعل طائرة مدفوعة حصريا بالطاقة الشمسية تقلع وتحلق ليل نهار هو تحد حقيقي يستحيل مواجهته من دون تخفيض شديد لاستهلاك الطاقة. وقد توجب على الخمسين مهندسا وفنيا العاملين في سولار إمبولس، يدعمهم مئات الخبراء والمستشارين، القيام بحلول غير مسبوقة في مجال الملاحة الجوية لمواجهة هذا التحدي.