لا مكـان للمفسدين بيننا

لا مكـان للمفسدين بيننا
بقلم الأستاذ : محمد العربي الشايشي

تعتبر ثانوية الحاج علال بن بيتور مؤسسة تعليمية عريقة، ومركز إشعاع، وصرح شامخ، وغرة في جبين التاريخ، ورمز من رموز العلم والحضارة والأخلاق، تكوّن فيها الرجال، وتخرج منها الأجيال، الذين هم في أيامنا هذه إطارات كبرى، وموسوعات علمية متميزة، ليس على المستوى المحلي أو الوطني فحسب؛ بل حتى على المستوى العالمي، فأسماؤهم قد دخلت تاريخ الإنسانية... فثانويتنا ثانوية العز والشرف، والدين والأخلاق، والعلم والمعرفة والحضارة والرقي.

إلا أنه في أيامنا هذه ظهرت فئة ممن ينتسبون لهذه الثانوية على غير صورة أسلافهم قد تخلو عن مبادئهم وتجردوا من أخلاق الآباء والأجداد وتبرأو منهم وطلقوا كل ماله علاقة بالدين والأخلاق.

ترى الواحد منهم يلتمس التسجيل في منتدانا، وهو قد أضمر وبيّت نية خبيثة تنطوي على المكر والإفساد، ولكن هيهات ... «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون»، وكما قال الشاعر: كناطح صخرة يوما ليوهنها **** فلم يضرها و أوهى قرنها الوعل.

تراهم يتظاهرون بالإصلاح وحب الخير، ولكن سرعان ما يظهر تناقض الظاهر والباطن، وتنكشف السرائر، ويصدق عليهم قوله تعالى: «وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون».

... ترى احدهم يتصفح المنتدى وهمه الوحيد أن يقع بصره على عيب أو خطأ، تماماً مثل صنيع الذباب فلا يقع على الورود والزهور، بل على القاذورات والقمامات، فما إن يقع بصره على شيء لا يوافق هواه إلا وكشر أنيابه وأفرز سمه، وتفوه بأخس العبارات النابية التي انطوت عليها سريرته، والكلمات الاستفزازية التي تثير البلبلة والفتنة بين الطلبة فيتطور الأمر إلى سباب وشتائم وتراشق وتقاذف بالتهم، وكل هذه الكلمات مسجلة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وتشهد هذه الأيدي التي كتبت، وهذه الألسنة التي تكلمت أمام الله عز وجل يوم القيامة، «ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون»، «اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون».

... وبعضهم قد يجعل مشاركته في المنتدى وسيلة من وسائل التجسس على الخيّرين للإضرار بهم، أو صد رسالتهم الدعوية، أو مغالطتهم وتشكيكهم عبر الرسائل الخاصة، لا يستطيع أحد هؤلاء أن يصرح باسمه الحقيقي، بل يختفي وراء إسم مستعار، لكنه لو كان على الحق وبيّت نية الخير، لصرح باسمه شامخا في عرين منتدانا بمرأى العالم كله، معتزا باسمه ومفتخرا أن نال شرف خدمة الحضارة والإنسانية، مثل ما يفعل الخيّرين، وليس هذا معناه أن كل من لم يصرح باسمه فهو على شاكلة هؤلاء، كلا بل أعرف بعض الخيّرين في منتدانا من لديه إسم مستعار لكن لا يعرف عنه إلا الخير، ولا يتكلم إلا بالخير، ولا يكتب إلا خيرا.

... يا هل ترى لم هؤلاء لا يصرحون بأسمائهم؟ الجواب يعرفه الجميع: إنه الخوف، ممن؟ ليس من الله بل من العباد، وهذا دليل على ضعف الوازع الديني، فالذي يخاف يخاف من الله، فالخوف من الله عبادة وطاعة، والخوف من العباد شرك وكفر.

... يظن هؤلاء أنهم قد نجحوا في مهمتهم، بالتخريب وبالتأثير علينا بأن أزعجونا حتى صرنا نكتب عنهم المقالات، كلا والله ما نجحوا بل خابوا وخسروا بالظلم، والإفساد وإزعاج الآخرين، ونحن لما خرجنا لدعوة الناس نعتقد أننا نسير في طريق الأنبياء والرسل، وأن طريقنا مملوء بالأشواك، وهو من البلاء الذي تعرض له نوح وموسى ويوسف ويحي وزكريا ومحمد صلى الله عليه وسلم، فنحن لا نتمنى البلاء لكن نفرح به إذا قدره الله عز وجل علينا، لأن البلاء محبه من الله، وفي الحديث «إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه» ، فالبلاء يمحوا الله به خطايانا، ويرفع به درجاتنا، ونزداد به قرباً من الله عز وجل، وفي الحديث: «لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس معه ذنب» . وفي الحديث الآخر «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء» .

... يظن هؤلاء أن لهم مخالب وأنياب يفترسون بها عقول الناس وأخلاقهم، فأقول نعم قد يلبس القط جلد نمر فيخيف الناس، تماما مثل ما قال الشاعر: ألقاب مملكة في غير موضعها ***** كالهر يحكي صولة إنتفاخ الأسد.

... أقول لهؤلاء انتبهوا واستيقظوا فإنكم على شفا جرف نهار، واعلموا أن هذا الانحراف سببه الحسد والحقد والشحناء والبغضاء، وحب الظهور، وانحراف الأخلاق وإتباع الهوى، وتغليب العاطفة على العقل، وحب الانتقام، فتوبوا إلى ربكم... وإلا فلا مكان لكم بيننا، وستندمون أشد الندم، وقد لا يستطيع أحدكم الاعتذار في يوم من الأيام، وقد يبحث عمن يريد الاعتذار منه فلن يجده.

.. لا مكان لكم بيننا، لأن الله عز وجل يقول: «وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره»، والجسم الواحد إذا كان فيه عضو يشتكي من مرض استعصى علاجه، فلو ترك ذلك العضو لأثر على الجسم كله، وفي الحديث «..إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، ولو بتر هذا العضو واستؤصل لارتاح الجسم ولضمنت حياته وبقاؤه ... وبلغة تجار الخضر والفواكه الحبة الواحدة المتعفنة لو تركت في الصندوق لأفسدت الجميع، ولو تخلص منها لبقي ما في الصندوق سالما غير متعفن.

... أخيرا، أذكر هؤلاء بقوله تعالى: «وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبيس المهاد ».

مساء يوم الجمعة 11 شعبان 1431

الموافق لـ: 23 جويلية 2010

موضوع: رد السبت يوليو 24, 2010 10:20 am

شكر

شكرا لك استاذنا الكريم صدقت وصدق الله الغظيم
بقوله تعالى: «وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبيس المهاد ».

شكرا لك أستاذنا الفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاضل وجزاك الله خير
ولكن المشكل أنهم لا يفهمون
هناك العديد من المنتديـــــــــــــــــــــات الفاسدة لو يشاركون فيها و يستعرضون قواهم وعضلاتهم يكون أحسن لهم من المجئ لمنتدانا المحترم

كلام جمييييييييييييييييييييييييل

المفسد في أي مكان غير مرغوب به

تكفي تسميته فقط ليصبح كذلك

لا مكـان للمفسدين بيننا 863207

شكرا لك أستاذنا
حقا هم لا يفهمون
لقد أسمعت لو كنت تنادي حيا ....و لكن لا حياة لمن تنادي

بارك الله فيك انا ايدك الراي لا مكان للمفسدين بين المصلحين فليتركونا
على حالنا

شكرا على الموضوع ان شاء الله يستفيد المفسدون من هذا الموضوع
لا مكـان للمفسدين بيننا 863207

زائر

كلام جميل يا أستاذ أرجو أن يعتبر منه المعتبرون

شكرا أستاذنا ,
لا مكـان للمفسدين بيننا 768662

نتمنى فقط أن تجد رسالتك هذه استجابة من العقول الموجهة اليها و تجد منها تنبيها يوقضها من غفلتها وتتوقف عن التخريب.
حسبنا الله و نعم الوكيل

لا مكـان للمفسدين بيننا 863207

أرجو أن يكون لكل الزائرين أعين لتقرأ ما بين السطور و قلوب و عقول تعي و تفهم و تطبق و نرجو من الله التوفيق و الهداية و السداد