الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها
بقلم الأستاذ: محمد العربي الشايشي

تظهر بين الفينة والأخرى ألوان وأشكال جديدة لظاهرة النفاق في المجتمعات، ومن ذلك معارضة أهل الخير وعرقلة مسيرتهم، وأقرب مثال لهذا تخريب المنتديات التي تسعى لخدمة الدين ونشر العلم والأخلاق السامية، ومن ذلك ما حصل في منتدانا في الأسبوع المنصرم من تخريب و إفساد؛ وهو تصرف جبان طائش أقدم عليه شرذمة من السفهاء امتلأت قلوبهم حقدا وحسدا، ممن لم تكتمل عقولهم ولم تتوافق أهواءهم مع محتوى هذا المنتدى الذي هو رمز للعلم والحضارة والتآخي.. ممن لعبت بعقولهم أيادي خفية، ولم يجدوا آدانا صاغية ولا صدورا منشرحة لصرف الناس عنه إلى غيره، فطفقوا يعيثون فسادا؛ باختراق العضويات والتجسس على صناديق البريد والرسائل الخاصة وكتابة بعض الكلام ونسبته إلى آخرين بعد اختراق عضوياتهم؛ بل حذف محاور بأكملها.. والدافع إلى هذا كله حب الانتقام وعرقلة مسيرة الخير ... أقظّ مضاجعهم فتية حملوا لواء النشاط الدعوي وتحركت ضمائرهم لنشر الخير والفضيلة والقضاء على الشر والرذيلة.. وهذا ليس بغريب، فهو ديدن معارضي الدعاة والمصلحين في كل زمان ومكان، ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: مسلمون، وكفار، ومنافقون، فالمسلمون هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يحملون لواء دعوته ويناصرونه ويقفون معه في السراء والضراء، والكفار هم الذين كانوا يعادون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويكيدون لهم المكائد، والمنافقون وهم الذين كانوا يتظاهرون بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولكن يضمرون العداء، ويصيدون في الماء العكر، وكلما وجدوا فرصة للكيد بالمسلمين إلا وأقدموا على ذلك من غير تردد وبكل فرح وسرور، وعلى رأس هؤلاء –آنذاك- عبد الله بن أبي سلول، فهو رأس النفاق، وكان ينشر الإشاعات ويثير الفتن بين الصحابة، ويتجسس عليهم ويذيع أسرارهم بين الكفار، وهو الذي تولى كبر حادثة الإفك وقذف أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها-.

وهذا الصنف الأخير في أيامنا هذه هم الذين يقومون بأمثال هذه التصرفات القبيحة، ويقولون عن أنفسهم أنهم مسلمون لكن أعمالهم وتصرفاتهم ومظاهرهم لا تدل على ذلك.. إنه لعار كبير أن يحصل هذا من طلبة ينتسبون إلى ثانوية يحمل هذا الموقع إسمها، وينتمون إلى بلد عرف أهلها بالإخلاص والشهامة والاستقامة، وكم كنت أتمنى لو بذلت هذه الجهود ضد مواقع أخرى معادية للإسلام كمواقع التنصير والتهويد والإباحية ...فقد جاء رجل إلى عبد الله بن المبارك – رحمه الله- واغتاب عنده إنسانا وذكره بالشر، فقال له: هل غزوت الروم؟، قال: لا، هل غزوت الفرس؟، قال: لا، هل غزوت الترك؟، قال: لا، هل غزوت الديلم؟، قال: لا، فقال له: سلمت منك الروم والفرس والترك والديلم، ولم يسلم منك أخوك المسلم.

.. وقد يتساءل البعض، لماذا لا يعاقب هؤلاء ويحاكمون كما ينص على ذلك قانون الجريمة الالكترونية؟ فالجواب أن النزول إلى مستوى هؤلاء والجري وراءهم يترفع عنه الإنسان السوي المتحضر الذي هو مشغول بعظائم الأمور ومعاليها، ويكل أمورهم إلى الله تعالى فهو القوي المنتقم، سريع الانتقام، وهو خير الماكرين، قال تعالى: «فأما عاد فاستكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة».

وإني أدعو جميع أبنائي الطلبة أن يتفطنوا لهذه المؤامرات التي تحاك ضد ثانويتنا العريقة، والوقوف في وجه هؤلاء المفسدين، ففي صدهم أجر عظيم وثواب جزيل. كما قال الله تعالى: « تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»،والحدر الحدر من إثارة الشكوك الإشاعات التي يروجها هؤلاء فقوتنا تكمن في وحدتنا، وضعفنا يكمن في فرقتنا، قال الله تعالى: « ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».

وإني كتبت هذه الكلمات حتى أؤكد أن الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى يوم القيامة وأن الغلبة للحق دائما، و أن الله تعهد بنصرة عباده الصالحين، قال تعالى: « إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد»، « كتب الله لأغلبن أنا ورسلي»، فهل أنت من أهل الحق أم من أهل الباطل؟، فالحق واحد لا يتعدد، بعكس الباطل قال تعالى: « وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله».

.. وهناك حزبان لا ثالث لهما: حزب الله وحزب الشيطان، وحزب الله هم الغالبون، فاختر من أي الحزبين تكن في هذه الدنيا..، أما يوم القيامة فالناس فريقان كذلك، قال تعالى: « فريق في الجنة وفريق في السعير».

واعلموا أنه لا يضر السحاب نبح الكلاب، وأن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ... « وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»

مساء يوم الثلاثاء: 08 شعبان 1431

الموافق لـ: 20جويلية 2010

شكرا جزيلا جزاك الله الجنة
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها 310638_1221007300gif

من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا

جزاك الله خير الجزاااااااااااااااااااااااااااء وضاعف لك الأجر والثناء
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها 1240_1217796321

نصف

نصف

نصف

بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق بدون تعليق