مرض رجل و كان عنده خمسة أولاد
فتشاوروا على من يمرضه عنده ، فقال
أحدهم أنا أمرضه عندي و لا آخذ من الميراث شيئا أو تمرضونه انتم الأربعة و تأخذون
الميراث كله . فقل إخوته الأربعة لتمرضه أنت و لا تأخذ من الميراث شيئا فقبل .
أخذ الابن أباه و بقي عنده حتى
مات و لم يأخذ من ميراث أبيه شيئا .
و في ليلة من الليالي بينما كان الابن
نائما جاءه هاتف في المنام و قال له: اذهب إلى المكان الفلاني فانك ستجد فيه مائة
دينار فسأله الابن و هل في الدنانير بركة؟ قال: لا .أخبر زوجته بالمنام فقالت له :
اذهب و خذ الدنانير فبها يتغير حالنا لكنه لم يذهب .
و بعد مدة جاءه هاتف في المنام و
قال له : اذهب إلى المكان الفلاني فستجد عشرة دنانير فهي لك ، فقال له: هل فيها
بركة ؟ قال : لا . اخبر زوجته ثانية بالمنام فقالت له : هذه عشرة دنانير كيف تفرط فيها مثلما فرطت في
الدنانير المائة الأولى ؟
لكنه لم يذهب .
و في ليلة أخرى جاءه نفس الهاتف و
أخبره بأن في المكان الفلاني دينار واحد و هو لك . فقال له : هل فيه بركة ؟ قال :
نعم . في هذه المرة ذهب إلى المكان الذي وصف له و أخذ الدينار و هو مار بالسوق اشترى
سمكة واحدة و في بيته و مع زوجته فتح السمكة فوجد فيها لؤلؤتين .
و كان في المدينة التي يسكن بها الرجل ملك عنده
تاج به لؤلؤتين ضاعت إحداهما ، فطلب من مقربيه أن يبحثوا له عن لؤلؤة ثانية بديلة
للتي ضاعت ، فدلوا على الرجل و وجدوا عنده ما يبحثون عنه فقال لهم الملك أعطوه حمل
ثلاثين بغلا ذهبا .
و لما أشترى الملك اللؤلؤة و وضعها
على التاج ، ظهر له بعد مدة بأن اللؤلؤة الثانية أحسن من الأولى فقال لمقربيه
اذهبوا لعلكم تجدون عند الرجل لؤلؤة مثلها فيكتمل جمال التاج و فعلا وجدوا عند
الرجل ضالتهم و اخبروا الملك بذلك فقال لهم أعطوه ضعف ما أعطيتموه في اللؤلؤة الأولى
.
فصار عند الابن البار حمل تسعين
بغلا ذهبا و كان هذا من دينار فيه بركة .
هذا جزاء بر الوالدين الدنيوي فما
بالك بالجزاء الأخروي ؟