تركز هذه الدراسة على موضوع التقديم والتأخير في الترجمة بين اللغتين
الإنجليزية والعربية حيث تختلف هاتان اللغتان في ترتيب الكلام في الجملة
وفي الحرية النسبية في التقديم والتأخير. ويعود هذا الاختلاف بين اللغتين
إلى كون اللغة العربية لغة معربة.
يسبب الاختلاف في ترتيب الكلام بين اللغتين والاختلاف في الحرية النسبية
في التقديم والتأخير مصاعب للمترجمين بين اللغتين، فقد لا يكون لجملة في
إحدى اللغتين نفس المعنى لجملة في اللغة الأخرى رغم تطابق ترتيب الكلمات
في الجملتين، فعلى سبيل المثال، الجملة العربية "المعلم مسح اللوح." لا
تعني تماماً الجملة الإنجليزية “The teacher cleaned the board.” رغم
تطابق ترتيب الكلمات في الجملتين، حيث أن الترجمة الإنجليزية لا تراعي
تقديم الفاعل قبل الفعل في الجملة العربية ليصبح الفاعل مبتدأ الجملة لا
فاعلا للفعل.
تعالج هذه الدراسة قضية التقديم والتأخير في الترجمة بين اللغتين على
مستوى الجملة بين اللغة العربية الفصحى واللغة الإنجليزية الفصحى
المعاصرة. وتشمل هذه الدراسة توضيحا للترتيب الطبيعي للكلمات في الجملة
العربية والتقديم والتأخير فيها حسب نظرية قوة العامل في اللغة العربية.
كما تحتوي هذه الدراسة على أساليب التوكيد والتقديم والتأخير في اللغة
العربية. أما بالنسبة للغة الإنجليزية، فتشمل هذه الدراسة تمييزا بين
التركيب المعنوي والتركيب البنائي حسب منهج Halliday ومنهج مدرسة براغ
المسمى بالمنظور الوظيفي للجملة، حيث يعامل التقديم والتأخير حسب الدرجة
التي تحتلها الكلمة في الجملة الإنجليزية في سلم فاعلية الاتصال. كما يجري
في هذه الدراسة تمييز بين الترتيب الصحيح وغير الصحيح للكلمات في الجملة
الإنجليزية حسب القواعد البنائية للعبارات. وتشمل هذه الدراسة تطبيقات
عملية على ترجمة بعض الأحاديث الشريفة، وتوصيات للمترجمين والباحثين
بدراسة العوامل التي تؤثر على التقديم والتأخير في اللغتين العربية
والإنجليزية.
حمل الملف الكامل