اخواني اخواتي صحيح أن شهادة البكالوريا هي الباب الوحيد لدخول الجامعة وصحيح أنها حلم من أروع الأحلام لطالما راود الجميع ورغب الكل بتحقيقه لكن هل يعني هذا أنه يجب أن نضحي بكل غال ونفيس من أجله ربما نعم وربما لا أيضا!!!
سأخبركم بقصتي ولتحكموا بأنفسكم:
كنت من أنجب التلاميذ في مقاطعتنا أطمح دوما لعلامات أعلى ودائما رغباتي في مجال العلم لا حدود لها الى أن... ليلة البكالوريا... حمى شديدة... أرق لم اعرفه من قبل... صباح البكالوريا... يوم عادي... وقت الامتحان... كل شيء عادي... وفجأة... صداع شديد... بعد انتهاء الامتحان... فورا إلى بيت صديقة لآخذ الدواء... ومواصلة المسيرة... 5 أيام وأنا على نفس الحال... يوم ظهور النتائج... ماهذا؟؟؟... التقدير: مقبول... لماذا؟؟؟؟ كان يجب أن يكون على الأقل حسن... المدير والأساتذة: ماذا بك؟؟؟؟؟؟؟؟.............صوت حنون يهدئ من روعي ..........احمدي الله مازلتي حية... تمنيت لو أن ابنتي مكانك حتى ولو لم تنجح بامتحان البكالوريا فما فائدتها؟... اجل يا أمي ليتها هنا معنا..............
إنها والدة الصديقة الغالية وأخيها... فأين صديقتي؟؟؟؟؟؟؟ إنها حيث سنكون يوما جميعا هناك... تحت التراب... فلقد توفيت قبل يومين من الامتحان الابيض (التجريبي)... أصيبت حبيبتي وأختي قبل حوالي سنة بسرطان الرئة... من هي أختي؟؟؟ إنها الشيماء......... ومن لايعرف الشيماء... فتاة في منتهى الأدب والرقة... من عائلة كلها احترام ووقارة... من خيرة تلميذتنا... رغم اصابتها بالسرطان ويقين الجميع بوفاتها إلا أنها... كانت تدرس... وتسهر الليل... وتتعب... لتنال شهادة البكالوريا... وقبل أسبوع من رحيلها... والدتها تطلب منا زيارتها لتوديعها فقد انتشر السرطان بكافة جسدها واستحال شفاؤها... طرقنا الباب ففتحه ملاك باسم الثغر كله أمل ورقة... اهلا ماذا بكم اليوم؟؟ الجميع أتى لزيارتي... بعد دردشة قصيرة معها... قررنا الرحيل... فالكل لم يعد باستطاعته تحمل الموقف... إلى اللقاء ياحلوات... أدرسن جيدا... لا تفكرن بي... سأزوركم يوم نجاحكم... وانت يا شيماء ألن تجري الامتحان؟؟؟؟؟........من؟ أنا؟؟؟؟؟؟ لا فقد فاتني القطار... أنا لدي امتحان آخر... ماذا تقولين أين شجاعتك وإرادتك؟؟؟؟؟؟؟ لا شيء ستفهمين فيما بعد... أدعوا لي... أوكي باي... بعد أسبوع طار الملاك إلى السماء... وذرفت دموعا ودموعا لأجله... وأخذت عبرا من حياته... نعم الصحة أولا... ماكتبه الله كله خير...
فأخي أو أختي:.... أدرس... اتعب... وحاول... وارضى بما كتبه الله لك... واعلم أنه مهما أخبرك والدك أو والدتك بشدة فرحه لو أنك من الناجحين... فإنه ابدا لن يخير بين رحيلك ومجرد شهادة...
.....................أتمنى أن الفكرة قد وصلت.....................
قصة أثرت في وأعجبتني فأحببت أن تشاركوني الفائدة منها ونقلتها لكم.....