قال العيد
عن ظهر البيت المهدم نظرت للفضاء الواسع
وفي بطون الشجر بحثت عن مستقر لي
وبين عيون الظامئين فتشت لعل وعسى
توقعت أن أجد تحت الجلود وبين طيات القلوب فسحة
في كتب التلاميذ في غزة الممزقة بحثت ولم أجد
وبين دروب الخليل وأزقة نابلس شاهدت انهداد الحيل
ربما كنت أبحث في المكان الخطأ
في قوارب الانتظار الراسية عند شطئان الحريق
وفي عجين الصبايا وخبيز الأمهات
لقد جئت أبحث عن درب السعادة في فلسطين
فأنا العيد السعيد
فلم أجد إلا التوجع والدروب المقفلة
والصلوات الكثيرة وكراسات الرسم
وسلة مليئة بالآهات على عتبات العيون
أين أنزلتموني؟ أين ألقيتم بي؟ أين قذفتموني؟
في بلد الرماد والعناد والتشتت.
في بلاد الجفاف والتحجر والفقد
سامحوني
لن أغشى هذا العام تلك البلاد
وربما العام القادم
وليكن حظها مع الريح
فاستريحوا لنحاول أن نستريح
دعوني اكتفي بعبرة طفل يتيم وحيد شريد
قد تجعل مني حين النظر إليه هباء منثورا
ومع كل ذلك كل عام وأنتم بخير