السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قصتنا اليوم تتحدث عن أسرة صغيرة تتكون من أب وأم وبنت وولد الأولى اسمها مريم والثاني اسمه محمد، أما عن الأب فهو يعمل ليل ونهار من أجل لقمة العيش لأسرته الصغيرة التي تعيش في بيت متواضع، هذا البيت الذي يتكون من أتاث وسجاد وبعض الوسادات، رغم الفقر التي تعيش فيه الأسرة إلا أنها سعيدة في حياتها العائلية، حتى جاء اليوم المشؤوم حيث تعرف الأب عن امرأة أخرى في عمله، فالأب يعمل في شركة للنسيج، فبعد أن تعرف على هذه المرأة فبدأ يخرج معها في أغلب الأوقات، وبعض الأحيان يعود متأخرا للبيت، فالأم لاحظت تغير الزوج في تصرفاته، وبحكم غيرتها وخوفها من تشتت الأسرة سألته عن سبب التأخير، فبدأ الزوج بالصراخ والضرب المبرح للزوجة والأم المسكينة.
فكل يوم على نفس المنوال ضرب وشتم وسب حتى ضاقت الأم المسكينة على هذه الحال، وفي يوم من أيام البرد القاسية تشاجر الزوجان أمام الأبناء، فالأم المسكينة عانت جميع أنواع الضرب والتعذيب من طرف الأب والأولاد يبكون، وتطورت النقاشات والصراعات، حتى نطق الأب بكلمة "إنت طالق" لم تصدق الزوجة الخبر فقد أصبحت مطلقة، وطردها الزوج من المنزل رفقة أبنائها الصغار "مريم ومحمد" أخذت الأم أبناءها وبدون أمتعتها إلى بيت والديها وهي تجر معها الأم والمعاناة التي عانته اتجاه هذا الأب الظالم اتجاه زوجته وأولاده.
تزوج الأب بالمرأة التي تعرف عليها بالعمل، وأصبحت هذه الأخيرة تطلب منه طلبات كثيرة وأموال، حتى كتب لها المنزل باسمها وفتح لها رصيدا في البنك، ما إن تأكدت وتيقينت المرأة بأنها قد كسبت منه كل شيء حتى تركته خارج البيت بدون مأوى وبدون مال. "كما تدين تدان"
أما الأم المسكينة فقد تزوجت برجل ثري، يعرف الله عز وجل، ويعرف ما له وما عليه، ويقدر الحياة الزوجية ويقدر أبناء الزوجة، وهذا الرجل هو صاحب شركة النسيج التي يشتغل بها الزوج، وبعد مضي خمس سنوات توفي الزوج بمرض عضال لم ينفع معه علاج، وكل الثروة والشركات أصبحت للزوجة وأولادها. "من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".
فأمسكت الزوجة شركة النسيج رفقة أولادها وأصبحت هي المسؤولة الوحيدة عن الشركة، تمر الأيام تلو الأيام حتى جاء رجل شاحب الوجه يطلب ملاقاة المدير من أجل العمل في الشركة التي كان يشتغل بها.. ما إن سمعت الزوجة صوت زوجها الأول حتى طلبت منهم عبر الهاتف أن يشغلوه كسائق شخصي لها.
ما إن تسلم الزوج مفاتيح السيارة ودخلت الزوجة إلى الباب الخلفي للسيارة، ما إن لمحها من زجاج السيارة حتى صدم صدمة قوية، نعم إنها زوجته، زوجته التي ضربها وسبها وشتمها أمام أبنائها، زوجته التي تزوج عليها، وبقي في الأخير بدون مأوى ولا مال...
زوجته التي سهرت الليالي عندما كان مريضا، زوجته التي تبعت وكدت واجتهدت من أجل أن تحضر له لقمة الفطور والغذاء والعشاء، زوجته التي ربت وعانت من أجل تربية أولاده...
ولكن الزوجة لها قلب كبير فقد سامحت طليقها وعوض أن تقول له أن يذهب بها إلى المنزل، قالت له إذهب إلى المأذون "العدول" فتزوجا مرة ثانية وربيا أولادهما وعاشا في بيت الزوجة...
وهكذا تنتهي قصتنا
amel**************************************