التدخين والسرطان Smoking and Cancer مقدمة : ما من شك ـ أيها القارئ الكريم ـ أن التدخين فعل قبيح وعمل محرم ، ولا يمتري في ذلك أيُّ أحد ، خاصة وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ما تنطوي عليه السجائر من السموم القاتلة المسببة للأمراض البشعة إن بلاء التدخين الذي انزلق فيه كثيرٌ من الناس بقدر وضوح أخطاره وأضراره بحيث لا يمتري بشأنه من كان عنده أدنى مسكة من عقل ، إلا أن زحفه نحو الناس لا يزال مستمراً ، وأعداد المدخنين تتوالى يوماً بعد آخر . وفي الصفحات التالية نطوف بين عدد من الحقائق والأبحاث والدراسات العلمية المقرونة بالأرقام الإحصائية ، وذلك بغية إقامة الدليل الوجداني وإيجاد الوازع القوي في تخاطب المدخن مع نفسه . ليكون القرار هو أن يترك التدخين ، لا أن يتركه التدخين حقيقة وتأثير النيكوتين !! * النيكوتين هو : مادة حامضية قلوية توجد في التبغ ، وتتسرب بسرعة عن طريق التدخين إلى الرئة ، ومنها إلى بقية أعضاء البدن . * 90% من النيكوتين قابلٌ للامتصاص . * يصل النيكوتين إلى الدماغ خلال 7 ـ 10 ثوان . * يدخل إلى الدماغ على شكل هرمونات نخامية . * يؤثر مباشرة في الخلايا العصبية . * يزيد معدلات ضربات القلب وضغط الدم . * يخفض حرارة الجلد . التدخين هو الوباء الأكثر خطراً والأشد ضرراً على الصحة والحياة !! أكد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن التدخين لازال الوباء الأكثر خطراً والأشد ضرراً على الصحة والحياة ، وأوضح التقرير أن التدخين يتسبب حسب سجلات منظمة الصحة العالمية في موت حوالي أربعة ملايين شخص سنوياً في مختلف أنحاء العالم ، أي حوالي عشرة آلاف وفاة يومياً ، يموت أغلبهم في سن العطاء والعمل ، وجاء في التقرير أن جميع أنواع السجائر والسيجار والشيشة تحوي عدداً كبيراً من المواد الكيماوية والسموم ، أهمها القطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون ، بالإضافة إلى مادة الديوكسين ، وهي المادة التي أدت إلى تلوث أعلاف الحيوانات في بلجيكا التي تسبب في ظهور مئات الحالات من الإصابة بالسرطان . من الدراسات المتعلقة بالتدخين : دراسة حديثة أجراها فريقٌ من الباحثين في العلوم الاقتصادية والاجتماعية لدى جامعة بريستول أوضحت أنه " مع كل سيجارة يفقد الإنسان من عمره إحدى عشرة دقيقة " ، وجاء في سياق ذلك الخبر أن تدخين علبة سجائر كاملة ينقص من عمر الإنسان ما يقرب من ثلاث ساعات وأربعين دقيقة. للتد خين العديد من المخاطر كلاصابة بالعجز الجنسي و العقم و التعجيل بالهرم والشيخوخة و أمراض الجهاز التنفسي و القلب و الشرايين بااضافة الى العديد من الامراض السرطانية كسرطان الرّئة ، الشفة ، الفم ، البلعوم ، الحنجرة ، المرئ ، المثانة وعنق الرحم. التدخين السلبي من مشكلات التدخين الكبرى أن غير المدخنين يتضررون بجريرة إخوانهم المدخنين ، وقد تأكد لدى العلماء والباحثين ما كان يخمنونه من قبل عن الأضرار المحتملة لمجالسة المدخنين حال تدخينهم ، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن غير المدخن شريك للمدخن في الضرر إذا جالسه،وهذا ما يسميه المتخصصون (التدخين السلبي) “ Passive Smoking’’ أو التدخين غير المباشر . فالمواد السامة الموجودة في دخان التبغ ( Toxins ) والمواد المسرطنة ـ المسببة للسرطان تنتشر بسرعة خلال المكاتب والفنادق والمطاعم وأماكن التجمع والعمل الداخلية الأخرى عند وجود المدخنين بها . والدخان المنبعث من تدخين المدخنين عبارة عن مزيج معقد لما يزيد على ( 5000 ) خمسة آلاف مادة كيميائية في شكل جزيئات وغازات ، وهي أنواع عدة منها ما يسمى ( المسرطنات ) carcinogens ” “ أي المسببة للسرطان ، ومن بينها المهيجات والمواد المسببة للطفرات الوراثية مثل الزرنيخ والكروم والنيتروزامين والبنـزوابيرين ، ومن بينها سموم ومؤثرات على الجهاز العصبي المركزي مثل سيانيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون والأمونيا ( النشادر ) والفورمالدهيد . والمواد المسببة لارتفاع ضغط الدم والأورام الخبيثة ، ومن بينها ما يدمر الرئتين ويسبب الفشل الكلوي ، بما يُعلم مع ذلك أن عادة التدخين واستنشاق دخان المدخنين تهديدٌ واضح للصغير والكبير ، وفي نواحي الحياة كافة حقائق عن التّدخين و سرطان الرّئة ان اسباب سرطان الرئة لا تخفي علي أحد: فنحو 87 بالمائة من كل الحالات ناتجة مباشرة عن التدخين. أيا كان عمرك، أو جنسك، أو عرقك، أو عملك، أو تاريخ عائلتك، فإن أفضل طريقة لحماية نفسك هي تجنب التدخين أو الاقلاع عنه. ولكن لسوء الحظ، فإن الاقلاع عن التدخين لا يبطل نهائيا الضرر الجيني الذي يسببه دخان التبغ في أنسجة الرئتين، لذا يبقي المدخنون السابقون أكثر عرضة للاصابة بسرطان الرئة من غير المدخنين. ما مدي قابلية اصابتهم به؟ يعتمد ذلك علي مدة وكمية التدخين. يقول الدكتور نورمان إيدلمان المسؤول الطبي في جمعية أمراض الرئة الامريكية: إذا دخنت علبة سجائر يوميا طوال 20 سنة أو أكثر، فإن احتمال وفاتك من مرض مرتبط بالتدخين سيكون بنسبة 50 بالمائة. ثمة علاقة مباشرة بين اجمالي التعرض للدخان وخطر الاصابة بالسرطان . لكن الخطر يتراجع بشكل ملحوظ فيما تحل الخلايا السليمة مكان الخلايا المتضررة في رئتي المدخن السابق. بعد 10 سنوات من الامتناع عن التدخين، يتدني احتمال اصابة المقلع عن التدخين بالسرطان بنسبة 50 بالمائة مقارنة بشخص لا يزال يدخن. و قد لوحظ إحصائيًّا وجود علاقة مباشرة بين عدد السّيجارات التي يتم تدخينها و احتمال الموت من أنواع معيّنة لسرطانات الرّئة . وهذه السرطانات والأورام في الرئة تسببها مادة "الكاركينجن" الموجودة في التبغ. ورغم أن سرطان الرئة مجهول تقريبا لكن الظواهر التي تلاحظ والعلاقة بين المدخن وكثرة السرطانات من هذا النوع تشير إلى أن التدخين هو سبب لذلك. حديثًا , في المملكة المتّحدة , الإعلام أساء تفسير تقرير علميّ على العلاقة بين التّدخين السّلبيّ و سرطان الرّئة , و قاد عدد من الناس لاعتقاد أن ليس هناك علاقة بين الاثنين. لكن التدخين السلبي علميا يكون سببا في سرطان الرئة أيضا. بالنسبة الي الاشخاص المعرضين بنسبة عالية للاصابة بسرطان الرئة، فإن التحدي الاكثر إلحاحا هو كشف المرض في مراحل أبكر تستجيب بطريقة أفضل للعلاج. وحتي اليوم، فإن المرضي الذين يتم تشخيص أورام صغيرة وموضعية لديهم يحظون بفرصة تبلغ 50 بالمائة في البقاء علي قيد الحياة لمدة خمس سنوات، لكن قلة منهم تكون محظوظة الي هذا الحد. فسرطان الرئة يتطور خلسة. ولا يسبب أيا من الاعراض المعهودة (كالبحة، والصفير عند التنفس، والسعال، وآلام الصدر) الي ان تصبح الاورام كبيرة ومنتشرة. وعندما يتم تشخيصه، يكون المرض لدي ثلاثة من أصل أربعة مرضي علي الاقل قد انتشر الي أعضاء أخري مما يضعف نتيجة العلاج. عندما يفارق المدخن السيجارة … ماذا يحدث ؟؟ ـ الجواب بالأرقام : * بعد 20 دقيقة : يصبح ضغط الدم طبيعياً . * بعد 20 دقيقة : تعود ضربات القلب لوضعها الطبيعي . * بعد 20 دقيقة : تعود حرارة الكفين والقدمين لوضعهما الطبيعي . * بعد 8 ساعات : تبدأ مادة أول أكسيد الكربون السامة في الاختفاء من الدم . وتبدأ نسبة الأكسجين بالتزايد . * بعد 24 ساعة : تقل فرص حدوث الأزمات القلبية . * بعد 48 ساعة : تبدأ أعصاب الشخص المتوقف عن التدخين في التكيف على اختفاء النيكوتين ، ويبدأ التحسن في حاستي الشم والذوق . * بعد 72 ساعة : يحدث تحسنٌ في الدورة الدموية ، وسهولة في التنفس . * بعد 14 إلى 90 يوماً : تتحسن الدورة الدموية بشكل كبير ، ولا يحس المتوقف عن التدخين بالتعب أثناء المشي كما كان حال تدخينه ، وتتحسن وظائف الرئة بنحو 30% مع اختفاء النيكوتين تماماً من الدم . * بعد 9 أشهر : تختفي الكحة والشعور بالتعب ، وتزيد طاقة الجسم ، ويختفي القطران من الرئة . * بعد سنة واحدة : تقل بمشيئة الله احتمالات الوفاة التي تسببها أمراض القلب ، ويقل احتمال حدوث سرطان الرئة والحنجرة والفم والمريء والمثانة ، ويكون المعدل هو نفسه عند غير المدخن. *** إنها نتائج مشجعة .. ومقنعة .. أليس كذلك ؟!. * فهل آن لإخواننا المدخنين أن يدركوا ذلك كله ، هذا ما نرجوه محبةً لهم وحباً لسلامتهم وسلامة أهليهم ومجتمعاتهم ، ولما فيه خير أوطانهم.