في الثالث من أغسطس ( آب ) 1492م ( 898هـ ) أبحر كريستوف كولمبوس CHRISTOPHE COLOMBOS لأول مرة في المحيط الأطلسي بثلاث سفن، تحمل العلم الإسباني وبـ (120) بحارا وذلك انطلاقا من بلدة بالوس بعد أن أقنع الملكين ( فرناندو) و (إيزابيلا) بنجاح مشروعه، وبالفعل فقد وصل في العاشر من تشرين الأول ( أكتوبر) من نفس السنة إلى جزر الأنتيل في أمريكا الوسطى معتقدا أنه دخل بعض الجزر الآسيوية القريبة من الهند، لذلك سموها في البداية بجزر الهند الغربية؛ إلى أن سافر إليها فيما بعد البحار الفلورنسي ( أمريكو فيسبوتشي ) ليعلن لأوربا أن كولمبوس إنما اكتشف " عالما جديدا " أطلق عليه ـ من ثم ـ اسم " أمريكا ".
هذا باختصار ما يقوله لنا " علم التاريخ " بصيغته السائدة حاليا وهذه هي الرواية التي ينقلها لنا الأوربيون قائلين من خلالها إنهم " أصحاب الفضل " في اكتشاف العالم الجديد أمريكا، لكننا نطرح هنا تساؤلات: هل هذا فعلا هو " تاريخ " اكتشاف أمريكا؟ وهل كان الأوربيون أول من وطئت أقدامهم هذه الأرض؟ وبوضوح أكثر: هل اكتشف العرب المسلمون أمريكا قبل كولمبوس؟ أو على الأقل: ما هو دورهم في هذا الاكتشاف؟ لقد أثير هذا الموضوع مند منتصف القرن الحالي واهتم به عدد من الكتاب والمفكرين في العالم العربي والإسلامي ومن هؤلاء أحمد زكي باشا الذي نشر في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق مقالا ذكر فيه: " ان العرب سبقوا الأوربيين إلى التفكير في كشف أمريكا وحاولوا الوصول إليها مرتين بالفعل: الأولى من لشبونة و الأخرى من غانة في السودان الغربي على ساحل المحيط الأطلنطي، وكان تخيلهم لها بطريقة منطقية عقلية هي أفضل من التي اتبعها كريستوف كولمبوس فإنه لم يكتشفها إلا بطريق الصدفة " (2).