لا تقل قد شتت أصحابه
لا تقل قد بددت أحزابه
لا تقل قد فرقت طلابه
لا تقل قد ذهبت أربابه
كل من سار على الدرب وصل
اتخذ شيخا يجنبك الردى
و يبين لك أعلام الهدى
إن تشأ ْ ترغم عدوا حاسدا
في ازدياد العلم إرغام العدى
و جمال العلم إصلاح العمل
أوَ ما يرضيك أو يكفيك أن
تكمد الحاسد لما تنطق أن
فترى فيهم علامات الحزن
جنب المنطق بالنحو فمن
حرم الإعراب بالنطق اختلل
فهو مفتاح الكلام العربي
و كملح في طعام طيِّبِ
و إذا رمت كمال الأدب
انظم الشعر و لازم مذهبي
في اظطراح الرفض لا تبغي المحل
إنما الشعر شعار الحكماء
و هو نور العقل يجنوا الظلماء
حكمة تهدى إلى من فهم
فهو عنوان على الفضل و ما
أحسن الشعر إذا لم يبتذل
كنت في أ نس لجيران لوا
نتقن الدرس و نحصي ما حوا
رحلوا عني فقاسيت الجوى
مات أهل الجود لم يبقى سوى
مقرف أو من على الأصل اتكل
كم سعى الناس لنحس أنكد
و رجوا كل خبيث مفسد
أنا عنهم في مقام مفرد
أنا لا أختار تقبيل يدي
قطعها أجمل من تلك القبل
تلك كف للئيم مسرف
حازت الشح و بالبخل تفي
فاعتبر فيها مقال المنصف
إن جزتني عن مديحي صرت في
ِرقِّهَا أوْلى فيكفيني الخجل
حلوة الأخرى بدنيا مرة
مرة أخرى بدنيا حلوة
كل شيء لك فيه عبرة
ملك كسرى عنه تغني كسرة
و عن البحر اكتفاء بال وشل
أبعد المطل عن النفس و جد
و إلى الأطماع يوما لا تلذ
و برب العرش من البخل فعُذ
أعذب الألفاظ قومي لكَ خذ
و أمر اللفظ نطقي بلعَلْ
فعلى ما الشعر يؤذي دينهم
و ترى الحقد يُنمي حسنهم
أين من يَفقهُ عَنِي أين هم
اعتبر نحن قسمنا بينهم
تلقه حقا و بالحق نزلْ
لا تنازع حاكما في حكمه
أو عليما ماهرا في علمه
أو رئيسا قد على في قومه
ليس ما يحوي الفتى من عزمه
لا ولا ما فاز يوما بالكسل
إنما الدنيا على حالاتها
تجلب التنغيص في لذاتها
شئنها الإيذاء في ساعاتها
اطرح الدنيا فمن عاداتها
تخفض العالي و تُعلي من سفل
قد مضى الجاهل في تبجيلها
و سعى سعيا إلى تذليلها
و غذى يرغب في تسهيلها
عيشة الراغب في تحصيلها
عيشة الزاهد فيها أو أقل
كم غبي في هواها يسهر
و عليم عن مناها يدبر
كسرت قوما و قوما تنصر
كم جهولٍ وهو مثر مكثر
و عليمٍ مات منها بالعلل
قلل السّعْيَ و كن متزنا
ما قضاه الله لا بُد لنا
لا يزيد المرء بالسعي غنى
كم شجاع لم ينل فيها المنى
و جبان نال غايات الأمل
فوض الأمر لربي و استعد
ثم سر نحو المعالي و اجتهد
نابذا دنياك عنها مبتعد
فاترك الحيلة فيها و اتئِدْ
إنما الحيلة في ترك الحِيَلْ
خالق الأنفس أحصاها عدد
ثم غذاهم فلم ينس أحد
فابذل الخير و كن خير سند
أي كف لم ينل مما تفد
فوقاها الله منه بالشلل
ليس بالآباء تدعى مفردا
أو بخال ثم عم تسعدا
بل بنفس كنت منها مجهدا
لا تقل أصلي و فصلي أبدا
إنما أصل الفتى مل قد حصل
إنما المرء بخلق طيب
كيف ما كان بصدر رحب
في اكتساب المجد أو في أدب
قد يسود المرء من غير أب
و بحسن السبك قد ينفى الغزل
إن يكن شخص على القوم سمى
فأبوه آدم ترب وما
وكذا المِسك دم علما
و كذا الورد من الشوك وما
يطلع النرجس إلا منْ بصل
قد بذلت النصح فاعلم و اعمل
و اقرأ القرآن تكسى الحلل
و خبرت الدهر فاخترت العلى
مع أني أحمد الله على
نسبي إذ بأبي بكر اتصل
رتبة المرء بما يتقنه
عاملا منه الذي يمكنه
حبذا لو يبتغي أحسنه
قيمة الإنسان ما يحسنه
أكثر الإنسان منه أو أقل