يطمح الأخوان مصاروة لدخول حلقة واضعي النظريات الكبرى علمياً (الحياة) هل يدخل الاردن تاريخ «الذكاء المتفوق» للشباب والمراهقين، بفضل الأخوين ثامر وراغب مصاروة؟ هل يشير تفوقهما في مقتبل المراهقة الى مستقبل علمي باهر لهما؟ وهل تصلهما يد المساعدة من مؤسسات دولية من نوع «جمعية منسا الدولية»Mensa International المتخصصة في متابعة الأشخاص الفائقي الذكاء؟ وللتوضيح، فإن «جمعية منسا الدولية» تأسست في عام 1946 على يد المحامي رولاند باريل والعالم لانس وار في بريطانيا. وتضم في عضويتها أشخاصاً من 100 بلد، لا يجمع بينهم سوى تفوقهم في مستوى الذكاء؛ وتتراوح أعمارهم بين 5 و90 سنة. والمفارقة أن «منسا» تملك جمعيات وطنية في 42 بلداً، ليس بينها أي بلد عربي! وللمزيد من التفاصيل عن هذه الجمعية الدولية، يمكن الرجوع الى موقعها «منسا.أورغ» mensa.org.
وقبل عرض تفاصيل الانجازات العلمية للشابين الصغيرين مصاروة، اللذين باتا يحملان لقب «أصغر عالمين في الشرق الأوسط»، تجدر الإشارة الى الملف المخصّص لأنواع الذكاء المتنوعة الذي نشرته مجلة «العلوم الإنسانية» الفرنسية في عددها لشهر شباط (فبراير) الجاري. ويلفت أن أحد محاور الملف تناول ظاهرة الأشخاص المتفوقي الذكاء. ولاحظ أن هؤلاء يعانون كثيراً خلال دراستهم في المؤسسات التعليمية، ليس لأنهم يعتبرون ذلك التعليم مملاً وإنما بسبب التحدي المستمر (وبالتالي الضغط النفسي المتواصل) الذي يترتب على ذيوع صيتهم! وخلص الملف عينه الى القول إن التمتع بذكاء مرتفع لا يعني النجاح علمياً وعملياً في المستقبل. وأيد رأيه بالاشارة الى أن معظم العلماء لم يكونوا من المتفوقين في الدراسة (بل أن بعضهم عُدّ فاشلاً)، ولم يزد أمرهم في مقتبل العمر عن كونهم أشخاصاً حادّي الفطنة وأحياناً مجرد تلامذة... كالآخرين تماماً!
ويزيد ذلك فــي التحـــدي الذي يفرضـــه تفــوّق الشقيقين مصاروة اللذين تمكنا من التوصل الى اكتشاف نظرية في علم الرياضيات لتحديد الأعداد الأولية وفرزها من خلال معادلة رياضية، ما يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال.
وتعتبر تلك المعادلة أولى من نوعها، ما أدى الى منح الأخوين لقب «أصغر عالمين في الشرق الأوسط».
في مواجهة تحدي التفوّق
ثامر وراغب مصاروة شابان في مقتبل العمر من محافظة الكرك الاردنية التي تبعد 130 كيلومتراً عن العاصمة عمّان. وعلى رغم بساطة عيشهما وقلة الامكانات وكثرة الصعوبات التي واجهتهما، استطاعا الوصول الى غايتهما واثبات وجودهما بقوه بين العلماء والمخترعين. ويبلغ عمر ثامر 23 سنة، وهو خريج جامعه مؤتة، حيث درس علوم الرياضيات والاحصاء. ويعمل مدرساً لمادة الرياضيات التي يعشقها منذ الصغر. أما راغب الشقيق المساعد فيبلغ من العمر 24 سنة وهو خريج جامعة مؤتة أيضاً، حيث درس في كلية الاقتصاد. ويعمل راهناً في مؤسسة خاصة.
وفي اتصال هاتفي أجرته «الحياة» معهما، تحدث الشقيقان مصاروة عن مراحل توصلهما إلى ذلك الاكتشاف العلمي الكبير الذي حيّر الكثير من علماء الرياضيات.
وأكّد الشقيقان أن فكرة استنباط نظرية متطورة وسلسة في علم الرياضيات بدأت عندهما في عام 1999 عندما كان ثامر طالباً في الصف التاسع الأساسي وراغب طالباً في الصف العاشر الأساسي. وبيّنا أنهما كانا دائماً مرتبطين مع بعضهما في الاطلاع والبحث المستمر والإرادة القوية لاقتحام المجهول والغامض، وكذلك في حبهما الخوض في المسائل الصعبة غير المألوفة والتي يبتعد عنها الآخرون وبخاصة في علم الرياضيات، وراودهما دوماً حلم الوصول الى اكتشاف ما يطور العلم ويخدم البشرية.
وأشار الشقيقان أيضاً الى ان شقيقهما الاكبر زياد الذي درس الرياضيات أيضاً هو من قام بطرح هذه المسأله عليهما، ولطالما ردّد أمامهما أن التوصّل الى معادلة تصف العلاقة بين الأعداد الأولية بحيث تسمح بتحديد تلك الأعداد وفرزها، يفتح ثغره في جدار مصمت في عالم الرياضيات ويطور العلوم عموماً.
وأضاف الشقيقان أن التوصل الى جزء بسيط من هذا الاكتشاف حدث في وقت مبكر نسبياً، أي عندما كان ثامر طالباً في الصف الأول الثانوي العلمي. وتنبّه هو وأخوه الى أهمية ما اكتُشف، وأصبحا أكثر تركيزاً على اكتمال الصورة النهائية لتلك العلاقة، حتى يصبح هذا الاكتشــاف ذا وزن كبير في الرياضــيات.
وبعد ست سنوات من البحث والدراسات الجادة، حقّق الشقيقان ما ثابرا لأجله واكتشفا النظرية التي طالما راوغت علماء الرياضيات. ولذا، أبدى كثير من هؤلاء العلماء اهتماماً بما توصل اليه الأخوان مصاروة، ووقفوا بتواضع أمام قوة براهينه.
ووصف الشقيقان النظرية المكتشفة بأنها مرتبطة بمقولات عالم الرياضيات الألماني درشليت ونظرياته في المتواليات الحسابية، التي برهنها في عام 1837، والتي تصف الأعداد الأولية والمؤلّفة في تتابعها اللانهائي نظرياً. وفي المقابل، فإن تلك النظرية لم تقدم طريقه تبيّن فيها متى يكون العدد أولياً ومــتى يكون مؤلّفاً. وقد اســتطاع الإخـوان مـصاروة إنجاز هذه الــحلقة الـتي تـُكمل الـبناء الـنظري الســابق عليها.
منقول
:rose gif: